Breaking News

إبراهيم الصياد يكتب.. “إعلام الصوت العالى !!”

 ظاهرة غريبة تستحق التوقف أمامها.. لماذا يحول البعض المنابر الإعلامية إلى أداة للصراخ والصوت العالى الأقرب للنشاز وكأن المتلقين جمهور من الطرشان؟ وعندما تبحث فى هذه الظاهرة ماذا تقدم تكتشف أنها تدور فى فلك التكرار ولا تقدم شيئاً يذكر لفكر وعقل المتلقى.
وخلال متابعتى لأحداث وقعت مؤخرا وجدت قناة فضائية تحاول أن تقوم على أشلاء إعلام الدولة وتدعى المهنية ترتكب خطأ جسيماً خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى الأخيرة لنيويورك وفى يوم القاء خطابه المهم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمام مسمع ومرأى العالم كله نجدها تخلط بين تغطية زيارة الرئيس وخطأ مهنى وقع فيه التليفزيون المصرى فى اليوم نفسه نتيجة إذاعة حديث قديم للرئيس لإحدى شبكات التليفزيون الأمريكى وفى تقديرى أن خطأ هذه القناة أشد جسامة من خطأ التليفزيون المصرى لأن ما حدث عن جهل وعدم مهنية من قبل القائمين عليها وهو التشويش على زيارة الرئيس بشكل جعل المتلقى ينصرف عن متابعة أحداث الزيارة إلى متابعة عملية تجريس للعاملين فى ماسبيرو تحت شعار «أنقذوا ماسبيرو» وفى الحقيقة لسان حال ما يقولونه يعنى «اقضوا على ماسبيرو» وكان من المفترض كما فعلت معظم القنوات أن يتم التركيز على جوانب الزيارة من خلال تحليل المتخصصين والمراقبين لفعالياتها المختلفة خاصة محاولة قراءة تحليلية لما تعرض له الرئيس فى خطابه من أهمية التركيز على احلال الأمن والسلام فى الشرق الأوسط بايجاد حل للمشكلة الفلسطينية والعمل معا فى مكافحة الإرهاب لاعادة الاستقرار لدول الجوار مثل سوريا وليبيا.
ومن الأمور الطريفة أن ضيوف القناة المتداخلين هاتفيا تحدثوا عن زيارة الرئيس ثم سرعان ما يجرون جراً إلى سب وتجريح واهانة تليفزيون الدولة بطريقة الردح والصوت العالى بعد أن خصصت من بثها ساعات استمرت حتى الفجر فى التسابق على السب والشتم وعلى سبيل المثال وقعت القناة من خلال الصوت العالى والصراخ فى سقطة أخرى عندما تم الحديث عن تميم أمير قطر حيث كان من المفترض تحليل كلمته وهجومه على مصر من قبل المتخصصين وإبراز حقيقة الدور القطرى فى دعم الخارجين على القانون والإرهابيين لكن بدلاً من ذلك تبارى المتصلون وراسلوا الرسائل القصيرة على استخدام الألفاظ البذيئة والشتائم، الأمر الذى ينحدر بأخلاق المصريين إلى مستوى متدن ليس هو من شيمهم أو طبيعتهم وكان يجب على مقدم البرنامج أن يتخلى عن صراخه وصياحه ويفند مزاعم الأمير القطرى بشكل موضوعى متسلحا بالقيم المهنية التى تمليها وظيفته الإعلامية ولكنه ساوى بين مصر بكل شموخها وعظمتها ودويلة قال عنها الشيخ بن سلطان آل نهيان رحمه الله بأنها مثل فندق فى القاهرة ونصيحتى لمثل هذه النماذج الشاردة فى الإعلام المصرى أن تتخلى عن الصراخ والصوت العالى وتتعامل بمهنية مع الأحداث ولا تستخدم فحش القول فى الخطاب الإعلامى!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *