فى بلجيكا وعقب الحرب العالمية الثانية طالبت الحكومة من العاملين فى المصانع والشركات وكانت ملك للدولة حيث كانت بلجيكا احد الاشتراكيات الاوربية
طالبت الحكومة من العاملين اما ان يتملكوا الشركات والمصانع ويديروها لصالحهم فان نجحت فالعائد للعاملين وان فشلوا فى ادارتها فعليهم تركا للدولة تبيعها وهم يقعدوا فى بيوتهم وما حدش يقول بم
كانت النتيجة ان الناس شغلت مخها واشتغلت ونجحت وتملكت دون تدخل من الدولة
ونحن ومنذ الانفتاح السبهللى الشنقيطى الشقلباظى وقد انتهجنا اقتصادا فهلويا يقوم على الاستيراد بشكل اساسى او انتاج استهلاكى يشبع رغبات الحمقى والمسعورين
لبان وشبسي وبوزو وكانز وشوية حاجات قبيحةلا تقيم اقتصادا انتاجيا له مردود ايجابى ولا يسد الفجوة بين التصدير والاستيراد بل يزيدها اتساعا لصالح الاستيراد ثم يلحقنا زواج رأس المال بالسلطة وهو يكره وجع الدماغ وشراء العبد ولا تربيته اشترى بعشرة وبيع ب عشرين ثلاثين
ثم تم تزويج السلطة لتيار دينى يعتمد الاقتصاد الريعى برضه نشترى بعشرة ونبيع باثنى عشرة
ثم يلحقنا جريمة الخصخصة نقوم بدفع الوحدات الانتاجية الى طريق الهاوية والخسارة لنوجد مبررا كافيا للتخلص منها وبيعها للمحاسيب او لصالح الاضيشهم — وبتراب الفلوس ليحولوها الى اراضى مسقعة تدر عليهم مليارات
ويصبح حتميا ضرورة التغيير وتتعرض مصر الى ثورتين تتوقف الحياة خلالهما توقفا تاما ولا نجد غير الخزانة العامة نمتص ما بقى منها حتى وصل الاحتياطى النقدى الى 9مليار دولار لدولة تعدادها يشرف على ال 90 مليون مواطن
كارثة بكل الحسابات
نظم حاكمة كانت تمالئ الشعب بان تمنحه لقمة عيش وبعض الخدمات التى ترضى بعض طموحه فى العيش بسلام اعتمادا على دعم مشوه تتحمل وزره خزينة تئن وتتألم من وطأة الديون المتراكمة وفوائدها المتراكبة حتى اوشكت مصر على الافلاس
وتقوم ثورتين اولهما رفعت شعارات آدمية ومنطقية دون ان تجد لها آلية تنفيذ فى ظل ظروف مرعبة فقد نجح المتأسلمين فى ركوب موجتها ودغدغوا مشاعر الناس بدعاوى كاذبة لم تلبث طويلحتى كشفت عن وجهها القبيح واستمراء الخيانة من اجل سلطة غير مستقرة
ثم جاءت الثورة الثانية وكان شعارها التخلص من حكم الاخوان يقودها ظهير شعبى استفاق قبل حلول الكارثة
وظل الاقتصاد المتراجع والمديون قاصرا عن تلبية ابسط مطالب الشعب
وكان لزاما ان نسرع الخطى فى اتجاهات عديدة
تتمثل أولا : فى مواجهة التحديات والمخاطر المستجدة والمتمثلة فى الاخوان بقواعدهم التى ظهر انها كانت اكبر مما يتخيل احد وانها كانت لابدة تحت الجلد وبين طيات الملابس كما انها تستند الى ظهير عالمى له اطماعه ومصالحه فى مصر والمنطقة فتحولت مصر الى مواجهات داخلية شرسة بين القوات المسلحة والشرطة والشعب من جهة والاخوان وحلفائهم من ناحية اخرى
وتوقف النشاط العام للدولة خاصة فى مجال السياحة والتى تمثل اكبر مصدر للعملات الحرة للخزينة العامة
كما انطلقت شائعات كثير تشكك فى قدرة الدولة المصرية فى ظل نظامها الجديد
وكان طبيعيا ان تقاتل مصر فى معركة البقاء
معظم مؤسسات الدولة مترهلة ومثقلة ومتخلفة
وهناك سباق مع الزمن لتصحيح ما فسد والانطلاق قدما لمسايرة عالم ينطلق بسرعات جديدة – الفيمتو ثانية – بينما نحن نتراجع
وكان الحل هو الانطلاق قدما — باقصى سرعة وبالفعل شهدت مصر كثيرا من بوادر الأمور لكنها كانت قاصرة على قطاعات معينة بينما الغالبية تنتظر ان ينزل عليها المن والسلوى من السماء
وكانت الظروف التى تتعرض لها مصر خاصة بعد سقوط الحكم الاخوانى وفرض حصار شبه محكم على مصر من محاور كثيرة
حرب ضروس تخوضها مصر فى الداخل والخارج تستدعى ان تكون مصر على قدر من القوة التى تمكنها من حماية نفسها
الاسراع بتطوير البنية الأساسية لتساهم فى دفع عجلة الاقتصاد وجلب الاستثمارات
اقامة مشاريع مشتركة وجلب استثمارات لتوفير فرص العمل ودفع عجلة الاقتصاد
مزيد من اجراءات التقشف وترشيد الاستهلاك وتقليل الاستيراد وفرض رسوم وضرائب بينما الانتاج محلك سر
فكان لزاما أن تنخفض القيمة الشرائية للجنيه وان يرتفع معدل التضخم وان تستشعر الناس بصعوبة الحياة مع زيادة اسعار الخدمات بعد رفع الدعم جزئيا — تخفيفا عن الخزانة العامة وتعديل الموازنة
لا شئ سيخرجنا من هذا النفق
الا بأن يزيد الانتاج ونرشد الاستهلاك — ونحجم الاستيراد ونزيد التصدير وننشط السياحة — ونعظم الموارد
والا نضيع الوقت فيما لا يفيد
فهل نحن قادرون ؟؟؟؟؟
انها معركة حياة وبقاء
فى ظل ظروف مرعبة ومحبطة
كلمة اعجبتنى
القطار المنطلق الى الأمام
لا توجد به مرايات للنظر الى الخلف
مهندس | هانى عازر