الانفلات السرطانى الذى تعرض له الدولار فى الفترة الأخيرة – انما يعود — فى رأيى — كرجل غير خبير بالشئون المصرفية — يعنى كلامى قائم على اجتهادات, انه ومنذ تحول الاقتصاد المصرى من نمط الانتاج الزراعى والصناعى — الى نمط الاقتصاد الريعى — اشترى بعشرة — وبيع باثنى عشرة — ومنذ الانفتاح السبهللى — وبعد توقف عجلات الانتاج — فقد تحولنا — بمنطق رأس مالى بغيض — الى القضاء على كل اشكال الانتاج وتحولنا الى استيراد البالونة والفانوس والسبح سجاجيد الصلاة — اصبحنا نستورد الفول والعدس والخضار والفاكهة — كما نقوم باستيراد صواريخ الكرنفالات والمباريات والملابس والاحذية — فلم نترك شيئا نستخدمه — الا واستوردناه — لم ندع طعاما نأكله الا استوردناه — حتى الجبن والمربات واللحوم والدجاج — كما نستورد القمح والذرة — كما نستورد الأجهزة والألكترونيات —
وارتبط استيرادنا — ة من جهات العالم الأربع — بالدولار —
الذى يستورد من اليابان — ومن يستورد من الصين — أو من أمريكا وأوربا — حتى ما نستورده من السودان — نحتاج فيه الى الدولار —-
بينما مواردنا من العملة الصعبة — الدولار — والتى تتمثل — فى دخلنا من قناة السويس — وقد تأثرت بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية — وحجم التبادل التجارى — والنقل البحرى الذى عانى كسادا واضحا — وكذلك مدخرات ابنائنا فى الخارج — وقد تعرضت لاستقطاب اجرامى ضخم عن طريق عصابات تعرض اسعارا مرتفعة بشكل غير مبرر لتغرى ابنائنا بالخارج على عدم التحويل الى مصر — وقد اسهم هذا فى تحويل الدولار الى وعاء ادخارى ذات عائد سريع ومربح — حتى ان الناس حولت مدخراتها من الذهب الى الدولار — فتم سحبه من السوق — وكلما قل المعروض — زاد الطلب — وارتفع السعر — كما ان الخصخصة قد ادخلت رأس مال أجنبى الى السوق — بشراء الوحدات الانتاجية — وتحويلها الى النمط الاستثمارى الذى لا يعبأ بالأبعاد الاجتماعية — وهو يحرص على تحويل فوائض انتاجه الى عمله حرة — يرسلها الى الخارج — ولا يعيد تدويرها فى النشاط الاقتصادى —
ويتبقى من مصادر ادخال العملة الى الخزانة العامة — بعض المنتجات التى تراجعت قدرتها التسويقية لتراجع مستواها وانخفاض ميزاتها النسبية لصالح المستورد —
وقد كان النشاط السياحى — والذى يملك قدرات وامكانات هائلة ومتنوعة وفريدة — تفوق ما يملكه العالم كله — غير انها قد خربت — بفعل الارهاب — وبقصور الأداء —
والحل من وجهة نظرى المتواضعة —
1- ان نغلق هذا الاسهال الاستيرادى الغير مبرر — وان نقصر الاستيراد على كل ما هو ضرورى وهام ولا يمكن الاستغناء عنه — مثل الخامات القابلة للتحويل — والأدوية التى نعجز عن انتاجها —
2- ان نطلق استثمارات داخلية وخارجية لانتاج ما نستهلكه من طعام وادوات وأجهزة
3- ان ندمج الاقتصاد المصرى ونربطه بالاقتصاد العالمى المار بمنطقتنا كاقتصاد فاعل لا تابع —
4- ان ندعم الاستثمار الزراعى والصناعى بوضع قوانين وآليات دافعة لا معوقة —
5- أن تسهم الدولة بنسب محسوسة فى النشاط الاقتصادى لضبط آليات السوق مع الاحتفاظ بحق المراقبة والمتابعة والمحاسبة حرصا على البعد الاجتماعى —
6- الاهتمام بالدراسات التسويقية — لمعرفة الاسواق المتاحة واحتياجاتها والقدرة على اجتذابها واكتسابها
7- الاهتمام بالتعليم — والتعليم الفنى — والتدريب والتأهيل — والتنمية البشرية بما لها من مردود اقتصادى ايجابى —
8- التخلص من التبعية لمنطقة الدولار — واعتماد العملات المحلية فى التبادل والتعامل التجارى — لتقليل الحاجة الى الدولار — وبالتالى اضعاف الطلب عليه — وبالتالى اضعافه كوعاء ادخارى وساعتها سينخفض سعره الى اقصى حد —
9- الاهتمام بالسياحة كمورد لسلة ضخمة ومتنوعة من العملات لتسقط الدولار عن عرشه