دونالد ترامب……وأمريكا…..والعالم…
كان فوزه فى الانتخابات مفاجأة أثارت من الدهشة أكثر من الرفض او القبول….فالرجل قادم من عالم غريب ..بعيد عن السياسة وأوجاعها ومآسيها…رجل قادم من عالم الجميلات ..وملكات الجمال الكونى ..وعالم العقارات..وملياراته فى أمريكا…وعالم كازينوهات القمار فى لاس فيجاس والمافيا المسيطرة بكل انواعها وأشكالها وصورها…..سقط فى عالم البيزنيس مرات..وأشهر الافلاس ..وكان فى كل مرة يعود من جديد ..قويا وثريا..وفاجرا فى علاقاته ونزواته ونسائه وأمواله……نجاحه الاسطورى بعد نوبات فشل كافية لتقصم ظهر غيره الى الابد تطرح عشرات الاسئلة عن القوى الخفية التى تسانده فى عالم المال والاعمال…ولأن يهود أمريكا هم أباطرة العقارات والمال والاعلام ، ولا يمكن السماح لأحد أن يطفو على سطح ذلك المجتمع المخملى الغامض الا بضوء أخضر ورضا ومباركة من تلك القوى الخفية والظاهرة ..لذا فان الاسئلة تتزايد حول من ياترى دفع به الى حلبة السياسة فى هذذه اللحظة من تاريخ أمريكا وتاريخ العالم….ومن الذى رتب له وضبط له الساعة والساحة ليفوز فى انتخابات كانت شبه محسومة لغريمته .
دونالد ترامب أصبح رئيسا لأمريكا …قضى الأمر….وهنا تتوجب علينا لحظة تأمل ..ونحن أيدينا على قلوبنا…….
لن نحرق البخور ترحيبا بمقدمه…ولا نستطيع أن نفعل شيئا ما دامت آلة السياسة الامريكية قد صنعته وقدمته لنا رئيسا للدولة الاقوى والاغنى والاكثر تجبرا فى عامنا…..
لن تأخذنا كراهيتنا لتنظيم الاخوان الارهابى بعيدا عن رؤية الحقائق، وبالتالى تتمحور رؤيتنا للرجل حول موقفه او موقف حزبه من تنظيم الاخوان او القاعدة او داعش…..فهذه رؤية قاصرة …ا…..الرجل يكره هؤلاء كجزء من كراهيته للاشمل والاعم…هو يكره الاجناس الاخرى خلاف جنسه…وهو يحمل من سمات العنصرية الكثير فى أقواله وأفعاله…..ألم يصرح سابقا بأنه فى حالة فوزه سمنع المسلمين من دخول أمريكا…؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
الرجل بطبيعته مندفع فى هيجانه وجموحه ضد ما لا يعجبه ..وبالتأكيد ..ما لا يعجبه كثير فى عالمنا المتعدد الاعراق والثقافات والاديان…وهو ما لم يعتده فى اعماله وممالكه التجارية ….حتى موظفيه ..هم من فئة معينة ينتمون الى طبقات معينة ..ويمثلون خلفية اثنية معينة …
اذن نحن أمام رئيس جديد للولايات المتحدة ….لا يستطيع أحد أن يتنبأ بأفعاله او قراراته….رجل يمثل علامات استفهام كبيرة ….رجل بدأ قراراته باعلان عدائه للمهاجرين غير الشرعيين.وما أكثرهم فى أمريكا..بل وترحيلهم عنوة ….بدأ قراراته بالاعلان عن اقامة سياج على طول حدود الولايات المتحدة مع المكسيك…واجبار الحكومة المكسيكية على دفع التكلفه…..بدأ قراراته باعلان الغاء التأمين الصحى المجانى تقريبا للبفقراء الذى جاهد من أجله الديمقراطيون منذ ايام الرئيس كلينتون..ونجح فى تمريره الرئيس اوباما تحت مسمى اوباما كير وهو التأمين الذى يغطى اكثر من 20 مليون أمريكى كان المرض يفتك بهم وهم نائمون فى العراء ….
الرجل بدأ مخيفا حتى قبل أن يبدأ تسلم عمله رسميا …بدأ بمعاداة اجهزته الامنية ..وأجهزة الاعلام كلها تقريبا ….
بدا معاديا للفقراء الامريكيين وان كان بالتأكيد يدعى خلاف ذلك…بدأ قبل تسلم مقعده فى الرئاسة الامريكية مهددا دول الخليج والمانيا واليابان بدفع تكاليف الحماية الامريكية…مهددا الصين برفض مبدأ وحدتها الاقليمية بما فيها تايوان…مهددا المكسيك وغيرها من الدول التى انتقلت اليها المصانع والشركات الامريكية بحثا عن تعظيم أرباحها….
بدأ معاديا حتى للحلم الفلسطينى فى العودة والدولة المستقلة باعلانه انه سينقل السفارة الامريكية الى القدس اعترافا بها كعاصمة لاسرائيل….
نحن مقبلون على عالم مخيف ابتداء من العشرين من يناير …..نتمنى أن تطفىء أى من أفعال الرجل أو قراراته..شيئا من هذه المخاوف..والا …ربما …مرحبا بحرب عالمية ثالثة قد يشعل اوارها قرار أحمق فى لحظة ما…….
الرئيس دونالد ترامب ..اما انه سيكون مصيبة كبرى على العالم .. ..أو قد يكون نعمة كبرى لأمريكا وللعالم …
وان كان هذا الاحتمال الاخير أضعف كثيرا من سابقه اذا ما قرأنا وراجعنا رحلة صعود الرجل فى عالم المال والسياسة وقارناها بتصريحاته وقراراته التى اعلن انه ينوى اتخاذها…….
ندعو الله أن تكون مخاوفنا فى غير محلها.