1 – أن تكون لك هواية او اهتمام ما يسبب لك قدر من البهجة والمتعة البريئة ( خد بالك من البريئة دى ) أو حتى ” تفصِلك ” (بكسر الصاد) شويه من حياتك المليئة بالمسئوليات والمشكلات والارهاقات والهموم فذلك شيئ جيد جدا بل انى اراه لازما للحفاظ على درجة ما من التوازن النفسى . ومش لازم تبقى عاجبة اللى جنبك كل واحد ينفِّس (بشد الفاء وكسرها ) بطريقته . ذلك ما يمكن تسميته بالانشطة المرطبة أوالملطفة . soothing activities
2 – كرة القدم اللعبة الاكثر شعبيه فى العالم هذه حقيقة لا ينبغى اغفالها بل استثمارها لماذا وكيف ، لماذا : ببساطة لأنها اللعبة الارخص فهى لا تحتاج اكثر من حاجة مدورة واربعة حجارة وفى الشارع والعب ، غير التنس أوالسباحة مثلا وغيرهم من الالعاب التى تحتاج نادى وأدوات ومدرب وفلوس كتيرة . وعلى فكرة بيليه اسطورة كرة القدم ( وكان فى صغره ماسح احذية ) لعب حافيا وكانوا بيعملوا كرة صفيح ويلفوها باكياس حسب حديث شخصى له ، واحنا كلنا طبعا عارفين الكورة الشراب . وحيث ان الفقراء هم الاغلبية فى العالم ( واحنا طبعا فقرا آاااااوى ) فمن البديهى ان تنتشر اكثر من التنس والجولف وتصبح متعة ومتنفس بالذات للطبقات البسيطة .
3 – ولأنها كذلك – اللعبة الاولى فى مصر والعالم – لايمكن اغفال ذلك مثل أى ظاهرة جمعية بشرية . اذكر أنه فى عام 1986 افتتاح كاس العالم بالمكسيك قيل ان حفل الافتتاح سيشاهده أكثر من مليار شخص ولم يكن استاذى الدكتور يحيى الرخاوى مهتماً بالكرة تماما لكنه قال لى انه سيشاهد : ” لازم احترم المليار وشوية دول يابنى ” . متعك الله بالصحة والعافية يا أستاذى وبارك اللهم فى علامك لنا الذى لم ينقطع .
4 – ولأنها كذلك – اللعبة الاولى فى مصر والعالم – وجب استثمارها مثلما تفطنت الدول الناصحة مثل الولايات المتحدة مثلا فهى لم تكن لعبتها على الاطلاق حتى السبعينيات فعملت على استثمارها اقتصاديا وسياحيا فاصبحت صناعة كبيرة وبيزنس قابل لأن يصبح احد الموارد ومجال لتوظيف كم هائل من المواطنين وهى أحد وسائل ما يسمى ب ” القوى الناعمة ” كالفن والادب اذا ما جرى توظيفها للصالح العام .
5 – سيادتك لو اتفرجت على بلد أخرى بتحارب وبعدين الشعب بيرقص اوبيغنى وبيفرح اعتقد ان غالبيتنا هايقول ياسلام ايه الشعب العبقرى ده اللى عنده اصرار يمارس حياته رغم المحن ويمكن تبقى فيلسوف كبير وتقول ان البهجة مقاومة ، طب ليه احنا اللى نبقى مغيبين وتافهين ؟!!! . ربنا يقل قيمة كل من قل قيمتنا قادر يا كريم . عموما ياسيدى انزل اقعد على قهوة وشوفلك ماتش هاتعرف ان الناس لامغيبين ولا حاجة وعارفين اننا فى احوال كاكّاه خالص مع انهم بيحبوا الكورة . وبالنسبة للساذج المتحذلق اللى متخيل ان الكورة هاتدعم النظام على فكرة احنا كسبنا كاس افريقيا 2006 و2008 و2010 وعملنا قمة الهيصة ومع ذلك تم اسقاط حسنى مبارك عادى منفعتهوش الكورة يعنى .
6 – وبلاش شغل الآباء الرذلين المؤنبين بتوع ” انت بتضحك والدنيا بتتهد ” علشان ايها المنفسن الرذيل هى هاتتهد لو فرحنا او مفرحناش ده اسمه موت – أو اكتئاب – وخراب ديار واللى ممكن يمنع الخراب أو يحل الازمة أكيد مش منع البهجة هو مزيد من العمل والاصرار والابداع والطموح وحاجات كتير ناقصانا ممكن نعملها ونفرح برضه عادى مفيش تعارض .
7 – فى 2006 كتبت انى حزين انه لا ترفع اعلام مصر ولا يوحدنا ولا يثير وطنيتنا الا مباراة كرة واصبح منتهى املنا فى تحقيق نصر ما او تفوق ما انحصر فى مباراة كرة قدم ، لكنى سعيد بحب الناس لبلدهم واعتزازهم بعلم بلدهم وان هذا الاقبال الغير مسبوق والفرحة العارمة تثبت ان هذا الشعب يحتاج لمشروع نهضوى يخلق وعى جمعى نلتف كلنا به حول هدف وطنى طموح واننا رغم كل شيئ متعطشين لتفوق وانتصار ما . للأسف الآن حالتنا المجتمعية أسوأ بكثير فهناك من يتمنوا هزيمة بلدهم فى اى شيئ ، وهناك من استدعى فرقاً ودولاً أجنبية للتدخل ضد بلدهم وهم من حرقوا علم مصر ومن قالوا طظ فى مصر ومن رفع علم مالى واوغندا وغانا بمدربها الاسرائيلى ضد فريق بلدنا ، اصبح حتى ماتش كرة لايجمعنا . ولا حول ولا قوة الا بالله .
8 – المبالغة : احنا شعب متطرف بطبيعته بنحب قوى ونكره قوى ، نتفائل بدون مناسبة ونبقى قد الدنيا يا اما نتشائم لدرجة الانتحار ونبقى فى – لامؤاخذة – مؤخرة العالم ، نؤله الزعيم المفدى الملهم النبى ( استغفر الله ) يا نخسف بيه الأرض الخاين العميل الغبى من أول الملك لعبد الناصر للسادات ل…… لدلوقتى ، ابوتريكة قديس = ابو تريكة ارهابى ، مصر بتنهار = مصر بتكبر ، شيرين طيبة وبسيطة وتلقائية وكميلة = شيرين بيئة وأبيحة و..و..و.. عندنا كل حاجة لازم تبقى قوى قوى قوى ودى بذرة التطرف على فكرة . هذا بالاضافة الى أن قانون الميكانيكا يقول ان لكل فعل رد فعل مكافئ له فى القوة ومضاد له فى الاتجاه وبالتالى فان حجم الفرحة للفوز بمبارة كرة قدم يتناسب تناسبا طرديا مع حجم الاحباط والقرف والقلق والضيق والزهق الذى يعيشه الشعب .
9– عندما يتحول الفوز بالنسبة للاعب الى مهمة من اجل بلاده والاهتمام باسعاد مواطنيه تشغل وعيه فهذا شيئ ايجابى يجب تدعيمه ، وعندما نرى لاعبون مصريون شباب يربتون على اكتاف منافسيهم ويطيبون خاطرهم عندما رأوهم يبكون بانهيار بعد هزيمتهم فهذه صورة رائعة وقمة التحضرلأخلاقيات الشباب المصرى يجب تدعيمها ، وعندما ترى كم التواضع عند الشباب الصغير المحترف المليونير النجوم ( وأغلبهم من اصل فقير جدا ) وحسهم الوطنى فهم جديرون بأن يكونوا قدوة للشباب الصاعد .
10– كثيرون يرون ان هؤلاء اللاعبين امكانياتهم اكبر من تصور مدربهم وأن حرصه وخوفه الذائدين عن الحد ادى الى تكبيل قدراتهم وابداعاتهم وبصراحة انا ارى ذلك وانا اريد ان ارفع لهم القبعة مرتين ، مرة لأنهم يفوزون بعزيمتهم وكفاحهم رغم انف المدرب والخطة العقيمة ، ومرة أخرى لأن كم اصابات غير مسبوق وحالة اجهاد غير عادى اصابت الجميع تقريبا وكانوا بدنيا وفنيا فى حالة سيئة تدعو لهزيمة ثقيلة الا انهم قاتلوا ببسالة لآخر لحظة من اجل الفوز وقد حققوه والتوفيق هنا لا يلغى كم المجهود والاصرار الذى شهدناه فى قبل النهائى .
11 – هؤلاء الشباب حرفتهم اللعب وقاتلوا من اجل التفوق ونصب اعينهم بلدهم ومواطنيهم وأنا أتمنى أن نحذو حذوهم كل فى مجاله ، سواء كان مجالك البحث العلمى أو الطب او الفن أو الاعلام او الرياضة او التعليم او أى مجال ياريت كل واحد يكون عنده طموح التفوق ويقاتل ويتحدى الظروف الصعبة ولا يرضى بغير التفوق والانتصار لنفسه وبلده وشعبه الذى يمثله ويسعى لتحقيق انتصارات مدوية فى مجاله على المستوى الشخصى والاقليمى ثم العالمى ليه لأ .
* أخيرا وليس آخراً انظروا لاحتفال اللاعبين بعد المباراة وهم مصابين وبيعرجوا هاتعرفوا ان الفرحة والعرق مرتبطين ببعضهما ، أى نعم الفرحة والعرق مرتبطين ببعضهما .
والله اعلى واعلم