سنة الله في خلقه الاختلاف اختلاف التنوع ثراء لكني لست أبدا مع اختلاف العلماء في الدين وخاصة في الأصول فتجد من يجيز ومن يمنع من يحلل ومن يحرم في نفس القضية ، اختلافهم في الدين فرق المسلمين مذاهب وطوائف وشيعا وهذا هو سبب نكبة وليس رحمة … فالله تعالى جعل الدين اعتصاما بحبل واحد ممدود بين السموات و الأرض فالله الها واحد و بعث لنا رسول واحد هو محمد صلى الله عليه و سلم يبلغ عنه رسالة واحدة هي رسالة الإسلام و شرع لنا صلاة بكيفية واحدة وقبلة واحدة وأمرنا سبحانه باتباع هذا الرسول وشريعته ومنهجه و أرشدنا الله ورسوله أن ننهل العلم من بعده من كتاب واحد هو القرآن كتاب الله المحفوظ و أن نتمسك به وبسنة رسوله ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي) … ورسول الله حذرنا من الاختلاف والتفرق وعلمنا منه ألا مذهبية في الإسلام لأن هذا بداية الفتنة بين المسلمين واختلافهم وتعصبهم و بالرغم من ذلك فقد علم رسول الله بأن ذلك سيحدث كما ورد عنه في حديث فقد ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: افترقت اليهود على إحدى وسبعين فترقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ) فمن هي الفئة الناجية ؟؟؟ هي من بقيت على سنته صلى الله عليه و آله وسلم … فمن هي هذه الفئة التي بقيت على هذه السنة كل الفرق تدعي أنها الفرقة الناجية ؟؟ وهل نحن الآن بمذهبيتنا وتفرقنا الى مذاهب حتى وصل الأمر الى أنهم في عصر هؤلاء الأئمة فرقوا في مساجد الله وجعلوا مساجد للحنبلية وأخرى للحنيفية وآخرى للمالكية والشافعية … واقتتلوا فيما بينهم حتى سالت الدماء … هل هذه هي السنة … ده طبعا غير الشيعة الذين خرج منهم فسقة وطوائف من الباطنيه والبيهقية والاسماعيلية و غيرهم حتى وصل أمر طوائف منهم للكفر والعياذ بالله وادعاءهم الربوبية والألوهية للإمام علي وهو منهم براء كالعلوية ، حتى الإثنا عشرية التي كانت الأقرب لسنة رسول الله أدخلوا فيها معتقدات و هراءات ما أنزل الله بها من سلطان …. لن يعلم المسلمون بالفئة الناجية الا في آخر الزمان بظهور الإمام المهدي عليه السلام والذي سيكون ألد أعدائه والذين سيحاربونه ويناصبوه العداء هم علماء السنة والشيعة على السواء … لن ينجو منهم ويؤيدون المهدي الا القلة القليلة حتى ينصره الله ويؤيده بكرامات ومعجزات فيدخل الكثيرون تحت رايته وننعم جميعا بالإسلام الحق كما كان على عهد رسول الله والى أن يحدث ذلك فعلى كل مسلم أن يرفض الانضمام لأي فرقة ليظل تحت لواء الفرقة الأم وهي أمة الإسلام ويكتفي بكونه مسلما نبراسه هو الكتاب والسنة ضالته الحكمة ومركبه الإخلاص وأن يقرأ كتاب الله ويتفقه في الدين ويبحث في كل المراجع والمصادر بكافة طوائفها دون عصبية أو ميل أو هوى .. استفت قلبك وان أفتاك الناس وأفتوك … وصدق قول الحق تبارك وتعالى ((ان الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب))
وعلي المجامع العلمية الفقهية أن تخرج لنا فقة معاصر يجمع الأمور الصحيحة في كل مذهب فقهي ليكون المرجعية واحدة، فقة حديث ومتطور يعالج المستجدات ويواكب عصر العلم
الاختلاف ليس رحمة بعلمهم وانما بغيا على دين الله فما فتاوي تحليل واجازة أكل لحوم الحمير والكلاب إلا خير دليل علي ما نقول
وكثيرا ما يستدل العلماء بهذه الآيات للتبرير الاختلاف
( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119) هود، والحقيقة أنه اختلاف مذموم واختلاف فرقة واختلاف بين حق وباطل وليس اختلاف تنوع وثراء في الشخصيات والافكار والميول كما يستدلوا ( ولا يزالون محتلفين إلا من رحم ربك ) سياق فيه ذم للاختلاف والفرقه ، إلا أن الله خلقهم وهو اعلم باختلافهم وسينبأهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون وختم الآية بقول الحق تبارك وتعالي وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين) دلالة علي أنه اختلاف عقيدة اختلاف بين حق وباطل وليس اختلاف التنوع والثرء، وقوله تعالي ( ولذلك خلقهم ) لعلمه تعالي بأنه لن يؤمن كل الناس ولو شاء تعالي لآمن من في الأرض كلهم جميعا لكن اقتضت حكمة الله تعالي أنه سيكون المؤمن والكافر لكونه تعالي خلقهم مخيرين لا مقهورين ومجبرين علي العبادة، فالاستدلال بهذه الآيات علي اختلاف التنوع والثراء في الأمور الدنيوية وكذلك علي صحة الاختلاف هو استدلال خاطئ وليس في موضعه، اختلاف العقيدة والاختلاف في الدين أمر مذموم ولم يأتي الدين للفرقة وإنما للوحدة
فقد أنزل الله الكتاب وبعث رسوله لكي لا نفترق وافتراق الأمة واضح وهو دلالة علي سوء الفهم والبحث عن الذات وتحكيم الهوي
(وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (10 ) ) الشوري
أمر الله بالوحدة وعدم الفرقه والالتفاف حول المنهج الإلهي
( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) ) آل عمران
( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ)