مثله كمثل كثير من المصريين يعيش فى حى شعبى فى بيت قديم وشقة متهالكة ،يدعى صلاح يبلغ من العمر 45عاما طويل القامة ابيض البشرة ذو عينين واسعة رقيق الصوت خرج معاش مبكر نتيجة خصخصة الشركة التى كان يعمل بها يعيش وحيدا فهو اعزب لم يتزوج ،ليس لديه أصدقاء يعتبره جيرانه شخص غريب منعزل وغريب فى هيئته وفكره.
خرج صلاح فى مظاهرات 25 يناير سخطا من النظام خرج لكونها ثورة شعبية على الأحوال المتردية ،فرح بسقوط النظام والأن أصبح لديه بعض التفائل بأن الأحوال قريبا ستكون أفضل حالا .
وبعد عامين من الثورة رأى أن الظروف تزداد سؤا ،أصابه أكتئاب لم يخرج من بيته الا لقضاء حاجته فقط حتى لحيته لم يحلقها منذ فترة طويلة حتى طالت ،وفى ظلهذه الظروف أخذ يفكر فى شئ جديد يخرجه من حالته اليائسة وحالة الأكتئاب التى طالما لازمته خلال عامين ،دارت فى رأسه فكرة وعزم على تنفيذها.
بدأ فى تفصيل قفطان وأشترى عمة وكاكولا،ثم فصل ملابس قس وأشترى صليبا كبيرا .
فى صباح اليوم التالى أذن العصر فقام وأرتدى القفطان والعمة والكاكولا ونزل من بيته ودخل المسجد وذهب دون حديث مع أحد الى مكان مصلى الأمام وأقام الصلاة ثم كبر أصطف ووراءه كل من فى المسجد وصلى بهم العصر وبعد أن انتهى ولحظة خروجه من باب المسجد وجد البعض ينادونه .
يا شيخ يا شيخ التفت اليهم
قال: نعم
قالوا له: حتخرج قبل ان تزيدنا من علمك وتلقى لنا كلمة شكلك راجل بركة
(نظر اليهم نظرة أستغراب وقال فى اعماق نفسه( الجهل وصل للدرجادى
وأعطى لهم ظهره وخرج وهو يبتسم.
عاد الى بيته أستراح قليلا ثم خلع ملابسه وأرتدى ملابس القس وعلق الصليب على صدره وتوجه الى أقرب كنيسة ودخلها فأخذ الجمع داخل الكنيسة يقبلون يده عند دخوله، وطلب منه أحدهم
قائلا: يا أبونا ممكن أعترف بين يديك
فوافق وأخذ منه أعترافه وبعد أن انتهى وعظ البعض ثم خرج الى بيته والأبتسامة لا تفارق شفاه.
دخل بيته وخلع ملابسه شرع فى حلاقة ذقنه وعندما أنتهى ذهب الى غرفة نومه البسيطة وأستلقى على سريره وهو يبتسم.
ونام وهو لا يزال ملحدا.