زيارة ترامب للسعودية تذكرني بزيارة اوباما لمصر مع الفرق ان ترامب جاء يخاطب حكومات واوباما خاطب الرسميين من خلال دغدغة مشاعر المصريين انذاك لكن القاسم المشترك بين الزيارتين ان واشنطن ارادت قياس قوة نفوذها في الشرق الاوسط واعتقد ان النتائج قد تكون متشابهة عندما زار الرئيس الامريكي المنطقة جلس وتحدث وغادر و وتأكد من نقاط قوة تاثير سياسته .
زيارة ترامب مواجهة مع اكثر من دولة عربية واسلامية وقبض ثمن الزيارة مقابل خدمات عسكرية للسعودية لمدة عشر سنوات قادمة ووزير الخارجية الامريكي اعلن ان العدو المستهدف ايران ولكن نجاح روحاني لولاية ثانية يشكك في صحة هذا الطرح والجانب الاسلامي يؤكد على ضرورة انشاء آلية لمكافحة التطرف .
والسؤال هل اراد ترامب حقا فتح صفحة جديدة في العلاقات العربية الاسلامية الامريكية ؟ تقول الخبرة التاريخية إن الادارات الامريكية المتعاقبة لا تبحث الا عن مصالح واشنطن وهو حق مشروع لاي دولة لابد ان تأتي مصالحها في المقام الاول غير اننا نضيف ان هناك دائما سياسة المعايير المزدوجة تتبعها امريكا ما يجعلها تقول شيئا وتفعل اشياء اخرى وهنا نتوقف اما طبيعة شخصية ترامب المزاجية – اذا جاز التعبير – هي بلا شك متسقة مع هذه السياسة وهو ما يعظم من مخاوف التغيير المفاجئ او غير المحسوب في السياسة الأمريكية لغير صالح العرب والمسلمين وجميع السوابق تؤكد ان السياسة الأمريكية لم تكن ابدا في صالح العرب والمسلمين واي استفادة لابد ان يقابلها دفع فواتير غالبها لا يقابلها اي استحقاق .
واذا كانت مكافحة الارهاب نقطة التقاء بين الجانبين فان ترامب دائما منذ حملة ترشحه للرئاسة يصف الارهاب بانه اسلامي وتناسى ان امريكا هي الداعم الاول للارهاب في العالم بشكل مباشر مثلما حدث عندما أنشأت تنظيم القاعدة وبشكل غير مباشر عندما غضت الطرف عما ارتكبه الدواعش من جرائم في العراق وسوريا وليبيا وصمتت امام مايحدث في اليمن وامام ممارسات اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وتواطأت مع قطر وتركيا لتسهيل دعم التطرف في المنطقة واقصد تحديدا جماعة الاخوان وغيرها من التنظيمات المتطرفة .
لا اعتقد ان ترامب كشخص وكادارة لا يعي كل هذه الحقائق خاصة اذا وضعنا في الاعتبار ان مسئولية تمويل الارهاب تقع على واشنطن بالدرجة الاولى و التي تتجاهل ان بعض حلفائها مثل قطر واسرائيل تمول الارهاب بالمنطقة في السر والعلانية
ان نجاح رحلة ترامب للمنطقة لكي تؤتي ثمارها لصالح كل الأطراف لابد ان تعترف بالواقع مهما كان صادما حتى لا يعود ترامب لبلاده ويفعل مافعله سابقة بعد ان عاد لبلاده وتراجع عن وعوده واقتناعاته وخطط لثورات الربيع العربي !!