شهدت قاع الاحتفالات بدار الوثائق القومية بالفسطاط مساء أمس الاثنين انطلاق الملتقي الفكري الآول للمنتدي المصري للاعلام, بحضور رئيس الوزراء الآسبق الدكتور عصام شرف, والكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة, وكوكبة من الوزراء والاعلاميين والمثقفين ونجوم الفن.
وقد شهد الملتقي مظاهرة وطنية, حيث نجح المنتدى المصري للإعلام من خلال الملتقى الفكري في وضع النقاط على الحروف بشأن دور الإعلام في إنطلاق الخطوة الأولى للتوافق المجتمعي حول مشروع قومي للتنوير بإعتبار أن الإعلام وسيلة إستنارة حقيقية اذا أحسن توظيفها وإدارة امكاناتها البشرية والإبداعية.
وتحدث الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة, عن أهمية المشروع الذي يقدمه المنتدي, مشيرا الي الفارق بين العولمة الشرسة والعولمة الايجابية المنجزة الخيرة وان الاخيرة هي التي تحقق التنوير في معناه الواسع واشار الى اهمية المعلومات في الاعلام لانه يوثق الحدث واعتبر ان المنتدى المصري للاعلام تقع عليه مهمة عظيمة في تبنية لفكر التنوير .
وطرحت خلال الملتقى العديد من الأفكار والرؤي, حيث قدم الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر الأسبق إضاءات فكرية تستحق الاشادة من بينها أن الوطن مختلف عن مفهوم الدولة فهذا الأخير هو ارض و وشعب وسيادة أما الوطن هو أقرب مايكون للمشاعر ومثلها بالفارق بين الأم والأمومة .
وأضاف أن الدولة هي الام اما الوطن هو الامومة والدولة قد تذهب كما تذهب الام اما الوطن باق لأن الامومة باقية بقاء الحياة, ومن هنا يقوم المشروع التنويري على فكرة احياء قيمة الوطن.
كما دعا الشاعر الكبير د. احمد تيمور, عضو مجلس أمناء المنتدي في قصيدته “انقذوا اعلامكم” الى التصدي لإعلام ” التفاهة ” ونجوم “السفاهة ” الذين يكلمون أنفسهم ولا يتفاعلون مع الآخر .
وأوضح د. حسن راتب, أمين عام المنتدي المصري للاعلام, أن المنتدي يتصدي لقضية من أهم القضايا الوطنية وهي قضية التنوير التي تحتاج لعمل شاق وتكاتف جميع المخلصين لهذا الوطن, مضيف أن انشاء نقابة للاعلاميين سيساعد على ترسيخ القواعد الضابطة للاعلام من ناحية الفكر والآداء حتى يمكن انجاز مشروع التنويرويمكن اعتبارة رؤية مستقبلية.
وشرح الأنبا آرميا, رئيس المركز الثقافي القبطي لآرثوزكسي, ونائب رئيس المنتدي, مفهوم التنوير وأنه يعني الإلتقاء على قيمة الوطن .
ادار حوار الملتقي اللواء طارق مهدي, رئيس المنتدي المصري للاغلام, حيث شارك الحضور من مثقفين وفنانين واعلاميين وصحفيين وشخصيات عامة في كل المجالات في حوار مفتوح أثمر عن عدد من الاطروحات المهمة منها أن 30مليون شخص من مجتمعنا مازال اميا ما يشكل عقبة امام الجهود المبذولة من اجل التنوير وأن اعلام ماسبيرو هو الأهم في تطوير منظومة الاعلام الوطني المصري ولابد من عودة منصب وزير الاعلام لضبط الاداء خاصة بعد انشاء الهئيات الاعلامية والصحفية ونقابة الاعلاميين وراهن الجميع على الشباب في انجاز مشروع التنوير .
وكان اللواء طارق مهدي, قد أكد حرص المنتدى منذ بداية انشائة قبل اكثر من عام على ان يكون مركزا للعصف الذهني ومستودعا للتفكير من اجل اعلام صادق ومهني يخدم المجتمع ويحقق المشاركة المجتمعية وربما للمرة الاولى ان يكون مؤسسة مجتمع مدني تقوم بمتابعة الرسالة الاعلامية وترصد رد الجمهور تجاهها من اجل تقويم الاداء بشكل يساهم في تقديم راي الخبرات التي يضمها المنتدى من قامات اعلامية وثقافية في مشكلات المجتمع .
ومن جانبه شدد الاعلامي الكبير ابراهيم الصياد, المتحدث الرسمي للمنتدي, ان تطويرالخطاب المجتمعي يحتاج الى رؤية مختلفة عما يطرح من مبادرات عبر رؤية شاملة تتسق واستراتيجية الدولة في كل المجالات ولهذا يعتبر التنوير هو الطريق الحقيقي والواقعي للتطوير مع الحفاظ على الثوابت الوطنية والموروثات الاجتماعية التي في مجموعها تشكل ملامح الشخصية المصرية والعربية.
ودعا المنتدي, كل الاختصاصين والخبراء واساتذة الجامعات كل في تخصصه الى اعداد اوراق بحثية بالتنسيق مع المنتدى المصري للاعلام تطرح للحوار في لقاءات المنتدى القادمة .