حصلت “أحوال مصر” علي مقدمة مذكرات د. رفعت المحجوب ( ٢٣ سبتمبر ١٩٩٠ ، قبل مقتلة باسبوعين)
وفيما يلي نصها:
كلمات لجيل عزيز علينا:
يا بنى انت من جيل عزيز علينا ، من جيل نعلق عليه امالا كبارا ، نعلق ان ينجز ما ضاق جهدنا عن إنجازه.
هناك أمور قدرت ان تسهم فى تكوين طريقة تفكيرك والجيل الذى تنتمى الية وتسهم فى أسلوب الحياة المنهجية. امور رغبت أحدثك عنها ، غير أن سنك الان لا تسمح بمثل هذا الحديث، وأخشى حين تسمح به الا اكون قادر عليها، وذلك لاسباب لا يعلمها إلا الله وحده عن حياتنا جميعا.
فوجدت من واجبى نحوك ونحو جيلك ان أبدأ فى تسجيل هذا الكلمات ، اضعها انا او تضعها انت ، حين يشاء الله، تحت نظر جيل عزيز تنتمى إليه، ذلك لأن من حق الأجيال ان تطلع على ما يجرى فى الوطن ، وأن يصل إليها بعض من الماضى و بعض من الحاضر، ودون أن أضع جيلك فى قالب من افكارى الشخصية.
يا بنى هذه كلمات متفرقات، جرى بها لسانى او قلمى فى مناسبات متعددة خلال زمن قد امتد لأكثر من خمسة وأربعين عام، رأيت أن اجمعها لتكون معا نظرة على ما كان ، ونظرة على ما يحدث ، ونظرة فيما يجب أن يكون فى مصرنا الحبيبة.
ولقد عمدت، فى كثير من الأحيان، إلى عزل هذه الكلمات عن المناسبات او الأشخاص التى اوحت بها ، إذ ليس قصدى ان اطعن بها على أحد، بل إن أشد ما يؤلمني، وما أشفق منه ، ان كثيرين سيجدون أنفسهم فى هذه الكلمات من من على الساحة بالأمس و اليوم.
وقد يجهدك ان تحاول استرجاع المناسبات التى قيلت فيه تلك الكلمات. ولكن ان فعلت ستكون قادر على فهمها الفهم الصحيح. ثم قد ياتى يوم ويطيل اللة فى عمرى لآنشر فيه بعض النصوص التى وردت فيها هذه الكلمات، فاريحك واريح الآخرين من هذا الجهد. فالى ان ياتى هذا اليوم عليك أن تقرأ هذه الكلمات وحدك ، و تربط الأحداث بالمناسبات والتواريخ.
وفى النهاية فقد استبان لى أن خير عنوان لهذه الكلمات هو
“كلمات لجيل عزيز علينا”
وذلك لصدق دلالته على مضمونها وعلى تنوعها ، وهى ان كانت كلمات متفرقات متنوعات، إلا أنها تساعد جيلك فى رسم طريقه التفكير وتواضع منهج لأسلوب الحياة.