أمنية قاسم تكتب.. ذاكرة العوام ثلاثة أيام !!

منذ فترة قليلة و انا اتابع القنوات الفضائية المختصة بالدراما، كنوع من انواع الهروب من الواقع بمتابعة القديم و اعاداة الذكريات الجميلة. 
و لكن و لان ليس من الطبيعى فصل العقل عن الواقع بالامر المباشر ، فقد كان لى فى كل مسلسل قديم اراه حكاية ، تجذب انتباهى و اربطها بالواقع ، او الماضى القريب على الاقل. 
فمثلا فى مسلسل زيزنيا للفنان يحيى الفخرانى ، قال المؤلف الراحل اسامه انور عكاشة على لسان الخواجه دوليرينزى الطليانى خال بشر عامر ، عندما اراد الثانى الانضمام للحياة السياسة ، انه يجب ان ينضم لحزب الوفد مبررا ذلك ان الجماعات و الاحزاب الموجوده على الساحة “مصر الفتاه ، و الاخوان المسلمين” هى جماعات فاشيست ، و صولها للحكم خطر ، لانها تبحث عن مصلحتها الشخصية،،
هذا المسلسل كان يعرض فى فترة الرئيس الاسبق مبارك ، و مع ذلك ، تعطفنا مع الاخوان ، و نسينا الماضى كله، و قمنا بانتخابهم بعد ثورة 25 يناير ،، 
ما يؤكد نظرية ” ذاكرة العوام ثلاثة أيام” و فعليا و بعد فترة قريبة جدا مرت على الاحداث التى مرت بها مصر منذ 2011 ، فان هناك من تعاطف و شجب و استنكر ، وفاة مرشد الاخوان الاسبق مهدى عاكف ،داخل السجن ، و فى الحقيقة هو توفى داخل المستشفى اثناء تلقية العلاج ، و الذى تكلف ما يفوق المليون جنية ، و رغم ذلك تعاطف الكثيرين مع من قال “طز فى مصر” 
نسيوا ما حدث ، و ما كان ممكن ان يحدث ، لو استمروا الاخوان فى الحكم ،،
دائما ما يستغل تلك الجماعات هذه الخاصية التلقائية الموجوده فى المجتمعات، يضرب ضربة قوية ،، و يختفى مده زمنية ، و يظهر فى شكل البرئ الطيب ، و يبدأ فى ملئ ذاكره العوام بالشكل الجديد و الذى يريد ان يظهر به فى المجتمع ، لجذب العقول البسيطة ، و اقصد هنا من “البسيطة” ، بالتى هى خارج تعقيدات السياسة، و التى ليس لديها خبرة او ثقافة عن تاريخ شعبها و هذه الجماعات بالماضى. 
لذلك وجب على المثقفين و المطلعين بتذكرة العوام كل فترة ، يجب ان يقوموا بدورهم تجاة المجتمع.