خالد جلال حالة فنية تحتاج البحث والدراسة ، مدرسة تخرج منها العديد من نجوم الصف الاول في السينما والدراما والمسرح ومازال يعطي ويقدم في كل مجالات الفن ، فنان خلوق تنطبق عليه صفة الشمول ، لفت نظري من اللحظه الاولي التي رايته فيها علي مسرح البلون في الاعوام الاولي من الالفية الثانية ، وكنت بصحبة استاذي الذي تعلمت منه الكثير وكنت اسعد بصحبته وهو كان حريص ان اكون معه دائما الراحل عميد واسطورة صحفي الفن المصري علي مدي تاريخ المهنة صلاح درويش ويومها لا انسي ما قاله الراحل الاستاذ صلاح درويش ” تعالي اعرفك بمخرج حيكون له مستقبل باهرفنان له بصمه سيتركها في مجالات فنية متعددة ” وقدم لي خالد جلال الصديق منذ هذه اللحظة ، كان يجري بروفات لمسرحية تشارك فيها ريم سيد حجاب بنت شاعرنا الراحل الكبير سيد حجاب ، لفت نظري دقته وحرصة وقربه من المشاركين في العرض ، فعلا حالة فنية تحمل حلم ، قال لي لدي احلام كثيرة للفن بوجه عام ، تحققت نبوءة صلاح درويش ، سعي خالد جلال بكل جهد وقوة لتحقيق حلمه ونجح نجاحا مبهرا في كل ما قدم علي مدار تاريخه الفني ، واحد انجازاته مركز الابداع لتعليم الشباب التمثيل، الإخراج، الرقص، الإتيكيت، الإلقاء، والغناء، فكانت ورشة مكتملة الأركان تسعى لتخريج فنان شامل يقدمه للوسط الفنى كوجه جديد محترف وليس مبتدئاً ، كل منهم يحمل بداخله مستوى مختلفاً من المهارة والإحتراف فلم يؤد هؤلاء أدوارهم في الاعمال التبمنطق الهواة كما يتصور البعض بل جميعهم محترفون وكأنهم نجوم كبار تزودوا بمهارات وخبرات فنية على مدار سنوات طويلة ظهرت واضحة في كل ما قدموا ويقدموا ، نجوم فنية سطعت في عالم الفن وتخرجت من اكاديمية خالد جلال .
لم ينفصل خالد جلال عن المجتمع وعبر عن ذلك من خلال ما قدمه من اعمال حملت بصمته وابهرت كل من راها ومنها ما شاهدته له مؤخرا ” سلم نفسك ” «سلم نفسك» عمل مكتمل الاركان يرصد بدقه ما نعيشه من خلال مجموعة من المشاهد المسرحية المنفصلة تشترك وتجتمع في «أمراض المجتمع» التي أصابت المجتمع المصرى منذ سنوات ويزداد انتشارها يوما بعد يوم، لكن برغم كم الأمراض النفسية والإنسانية التى اصبح يعانى منها المواطن المصرى إلا أنه ما زال يحتفظ بمنطقة داخله لم يعكر صفوها شيء ، فى مكان عميق من ذهن «المواطن المريض» الذى لن يتم اختراقه إلا بالتواصل المباشر معه هكذا يدخلنا العرض فى اعماق النفس البشرية وفي قلب وعقل رجل شاءت الظروف أن تلقى به على كوكب آخر ” المدينة الفاضلة ” مدينة الخير والحب والسلام، بعيدا عن كوكب الأرض، مدينة نقية من كل الشوائب الإنسانية التى تعانى منها البشرية، هذه المدينة المتخيلة هي خشبة المسرح التي قدم من خلالها خالد جلال عرضه سلم نفسك ، ومن خلال الصراع بين الرجل المريض وسكان الكوكب تتبلور امراضنا والتي اصبحت خطرا يهدد أمنها وسلامتها لأنه محمل بالكثير من الأمراض الإنسانية التى يصعب معالجتها أو التعامل معها مثل افتقادنا للخير وخروج الشر علي السطح بملامحه دون مواربه والنميمة، ادعاء المعرفة، إلقاء الاتهامات جزافا وترويج الشائعات، الفن المزيف، عقوق الوالدين، افتقاد الشهامة، تسليع المرأة، انقلاب المعايير، التبذير، العلاقات العاطفية السريعة المشوهة، جنون السوشيال ميديا حتى فى الصعيد، الإرهاب وتجنيد الجهاديين بوعود الجنة، يناقش أطباء وحراس هذه المدينة كيفية التخلص من هذا الرجل المحمل بالأمراض، ويستعرض المخرج ودراماتورج العمل خالد جلال مع كل مشهد للأطباء والحراس اسكتش أو لوحة يتناول بها أحد هذه الأمراض الإجتماعية المتفشية، وينتهى العرض بفتح الملف الإيجابى الوحيد والعميق داخل هذا الرجل وهو ارتباطه بأرضه التى استشهد عليها آلاف الجنود دفاعا عنها، ففى مصر نجتمع على حب شيئين الأرض والمنتخب الوطنى لكرة القدم..!
للاسف الشديد عندما يصل الامر بالبرامج لمرحلة التييييت ، اذن الاعلام تحول لمخورعلي يد البعض.. اين المجلس الأعلى للاعلام ؟ ولا استطيع لوم نقابة الاعلاميين علي شئ لان المجلس يجهض قراراتها ..