حكمة إنسانية تحمل ثنائية حياتية وكونية محملة بالرجاء .. لكي تتواصل الأجيال بلا صراع ولا صداع ولا صراخ، وتدعو إلى مسحة من تواصل وتكامل وتفاعل، حلقات يفضي بعضها الى بعض، حتى يتسنى لقطار الحياة ان يستمر، وأن يتوقف في كل محطة بعضا من الوقت والحياة محطات… والأجيال أيضا.
لكل جيل رسالة تنتظمها رؤية، وإن تمايزت في التفاصيل ، ولابد أن تتمايز.
نحن في حاجة الي ( الشباب) الذي يقدر ويحتاج الى ان يعرف.. اتركوه: يبدع .. يخترع.. يلعب.. يصرخ.. يرقص.. يغني.. يثور..يخطيء ..يصيب.. ينجح.. يفشل.. يغير.. يبدل..يطور..
ونحن في احتياج الى ( المشيب ) الذين يقدر بعد أن عرف ، ولم يعد يعلم من بعد علم شيئا.. نريد منه: الخبرة.. التجربة.. الحكمة.. الحنكة.. التراكم.. المعرفة..
وفي المسافة المتحركة بين (القدرة) و (المعرفة) تتحرك الطاقات، وتتكشف الإمكانيات ، وتتجلى منظومة القيم التي تحكم حركة المجتمع، والتي في غيابها يصبح كل شئ مباحا.
وإن تعجب فعجب هذه الظاهرة التي نتمنى أن تختفي.. لماذا لا نستفيد من خبرات وخيرات الذين تركوا الكراسي ، في اي مجال من مجالات الحياة، لماذا ننساهم أو نتناساهم او ندعي نسيانهم.لماذا يتجمدون .
نعم لا أريد استنساخ الأساتذة، ولا اريد ان أخلف أحدا ولا يخلفني أحد ، كل له بصمته، وكل له خصوصيته، وكل انسان الزمه الله طائره في عنقه، فلماذا نريد أن نتشابه إلى حد التطابق؟
صدق استاذنا الفيلسوف د. زكي نجيب محمود..لابد أن تتغير القيثارة حتى يتغير النغم.
ولا أزال أتساءل مع الكاتب أسامة أنور عكاشة: هل نقضي عمرنا في الدفاع عن قيثارتنا، أم في العزف عليها؟!.
لماذا يريد الآباء أن يظلوا اوصياء على الأبناء بدون مبررات، ويفرضون جبروتهم على الشباب بممارستهم (مرض الآبائية) الذي هو أخطر الأمراض .. الذي يمكن أن تبتلى به أية أمة من أمم الأرض، والذي هو من الأمراض المستعصية عندنا، خاصة حين نتكلم في علوم الأولين، وكأنهم فوق البشر. فعلى كل من يبدي رأيه في أمر منها، أن يذكر المرجع السلفي الذي استقى منه رأيه هذا، وإلا فهو مبتدع، خارج عن مناهجهم وآرائهم، على حد تعبير المفكر السوري الدكتور محمد شحرور .
فعلا نحن بحاجة إلى جيل واثق بذاته.. مؤمن بقدراته.. يحفظ للآباء ودهم.. ويحترمهم.. دون أن يمنعه ذلك من التفكير خارج صندوقها.. ودون أن ينتقل من مرحلة الاحترام إلى مشكلة التقديس التي من أعراضها إلغاء التفكير، كما يشير الكاتب أنس الخطيب، وهو يتحد عن الآبائية.. سجن العقول! ذلك أن نبذ الآبائية عنصر هام في الانتقال من سجن العادات والتقاليد التي سيطرت على أحكامنا إلى فضاء الحرية والتفكير.. فيشعر الإنسان في هذا الفضاء بحرية عقلية في أنه لا أحد يسيطر عليه في إصدار أحكامه و قراراته فتخرج لنا الأحكام الحقيقية التي ليس فيها مداهنة أو نفاق لأحد.
وخذ مثلا يضرب في هذا السياق.. عُيّن الجنرال بولانجيه قائدًا للجيوش الفرنسية في بداية الحرب العالمية الأولى.. وحين ذهب ليتفقد وزارة الدفاع لاحظ وجود جسر يربط بين مبنيين في الوزارة.. يقف أمامه حارس مدجج بالسلاح. وقد منعه الحارس من الدخول .. برغم علمه بمنصبه الكبير.. بحجة أنَّ لديه أوامر مشددة بهذا الخصوص.. وحين سأل من حوله عن سبب المنع لم يعرف أحد الجواب.. الشيء الوحيد الذي اتفق عليه الجميع أنه منذ عملهم في هذا المبنى هناك أوامر صارمة بعدم دخول الجسر.. بعد البحث في الأرشيف اتضح أنه في عام.. وفي عهد الجنرال سوليت طُليت أرضية الجسر بدهان جديد.. وأصدر الجنرال سوليت أمرًا بعدم مرور أحد حتى يُصدر قرارًا بعكس ذلك، ولكن سوليت توفي فجأة بسكتة قلبية في حين نفذت أوامره طوال تلك الفترة (وبدون السؤال عن السبب) فتآكل الطلاء من فرط القدم!
لا توقفوا الزمن .. بالتحجر عند جيل بعينه..
ولا تسدوا عين الشمس.. بأطلال آن الأوان لأن تندثر..
لا تغلقوا معنى (الأبائية) على الآباء والأجداد، إنم هي هي كل ما يضع الإنسان له اعتبارًا عندما يُصدر حكما من الأحكام سواء أكان ذالك من آباء أم أجداد أم عادات مجتمع أم شيوخ أم حكام أم مناهج .
إنه قانون الزوجية الكونية…حكمة إنسانية تحمل ثنائية حياتية وكونية محملة بالرجاء .. لكي تتواصل الأجيال بلا صراع ولا صداع ولا صراخ، وتدعو إلى مسحة من تواصل وتكامل وتفاعل، حلقات يفضي بعضها الى بعض، حتى يتسنى لقطار الحياة ان يستمر، وأن يتوقف في كل محطة بعضا من الوقت والحياة محطات … والأجيال أيضا.
لكل جيل رسالة تنتظمها رؤية، وإن تمايزت في التفاصيل ، ولابد أن تتمايز.
نحن في حاجة الي ( الشباب) الذي يقدر ويحتاج الى ان يعرف.. اتركوه: يبدع .. يخترع.. يلعب.. يصرخ.. يرقص.. يغني.. يثور..يخطيء ..يصيب.. ينجح ..يفشل.. يغير ..يبدل..يطور..
ونحن في احتياج الى ( المشيب ) الذين يقدر بعد أن عرف ، ولم يعد يعلم من بعد علم شيئا.. نريد منه: الخبرة .. التجربة.. الحكمة.. الحنكة.. التراكم.. المعرفة..
وفي المسافة المتحركة بين (القدرة) و (المعرفة) تتحرك الطاقات، وتتكشف الإمكانيات ، وتتجلى منظومة القيم التي تحكم حركة المجتمع، والتي في غيابها يصبح كل شئ مباحا.
وإن تعجب فعجب هذه الظاهرة التي نتمنى أن تختفي.. لماذا لا نستفيد من خبرات وخيرات الذين تركوا الكراسي ، في اي مجال من مجالات الحياة، لماذا ننساهم أو نتناساهم او ندعي نسيانهم.لماذا يتجمدون .
نعم لا أريد استنساخ الأساتذة، ولا اريد ان أخلف أحدا ولا يخلفني أحد ، كل له بصمته، وكل له خصوصيته، وكل انسان الزمه الله طائره في عنقه، فلماذا نريد أن نتشابه إلى حد التطابق؟
صدق استاذنا الفيلسوف د. زكي نجيب محمود..لابد أن تتغير القيثارة حتى يتغير النغم.
ولا أزال أتساءل مع الكاتب أسامة أنور عكاشة: هل نقضي عمرنا في الدفاع عن قيثارتنا، أم في العزف عليها؟!.
لماذا يريد الآباء أن يظلوا أوصياء على الأبناء بدون مبررات، ويفرضون جبروتهم على الشباب بممارستهم (مرض الآبائية) الذي هو أخطر الأمراض .. الذي يمكن أن تبتلى به أية أمة من أمم الأرض، والذي هو من الأمراض المستعصية عندنا، خاصة حين نتكلم في علوم الأولين، وكأنهم فوق البشر. فعلى كل من يبدي رأيه في أمر منها، أن يذكر المرجع السلفي الذي استقى منه رأيه هذا، وإلا فهو مبتدع، خارج عن مناهجهم وآرائهم، على حد تعبير المفكر السوري الدكتور محمد شحرور .
فعلا نحن بحاجة إلى جيل واثق بذاته.. مؤمن بقدراته.. يحفظ للآباء ودهم.. ويحترمهم.. دون أن يمنعه ذلك من التفكير خارج صندوقها.. ودون أن ينتقل من مرحلة الاحترام إلى مشكلة التقديس التي من أعراضها إلغاء التفكير، كما يشير الكاتب أنس الخطيب، وهو يتحدث عن الآبائية.. سجن العقول! ذلك أن نبذ الآبائية عنصر هام في الانتقال من سجن العادات والتقاليد التي سيطرت على أحكامنا إلى فضاء الحرية والتفكير.. فيشعر الإنسان في هذا الفضاء بحرية عقلية في أنه لا أحد يسيطر عليه في إصدار أحكامه وقراراته فتخرج لنا الأحكام الحقيقية التي ليس فيها مداهنة أو نفاق لأحد.
وخذ مثلا يضرب في هذا السياق.. عُيّن الجنرال بولانجيه قائدًا للجيوش الفرنسية في بداية الحرب العالمية الأولى.. وحين ذهب ليتفقد وزارة الدفاع لاحظ وجود جسر يربط بين مبنيين في الوزارة.. يقف أمامه حارس مدجج بالسلاح. وقد منعه الحارس من الدخول .. رغم علمه بمنصبه الكبير .. بحجة أنَّ لديه أوامر مشددة بهذا الخصوص.. وحين سأل من حوله عن سبب المنع لم يعرف أحد الجواب.. الشيء الوحيد الذي اتفق عليه الجميع أنه منذ عملهم في هذا المبنى هناك أوامر صارمة بعدم دخول الجسر.. بعد البحث في الأرشيف اتضح أنه في عام .. وفي عهد الجنرال سوليت طُليت أرضية الجسر بدهان جديد.. وأصدر الجنرال سوليت أمرًا بعدم مرور أحد حتى يُصدر قرارًا بعكس ذلك. ولكن سوليت توفي فجأة بسكتة قلبية في حين نفذت أوامره طوال تلك الفترة (وبدون السؤال عن السبب) فتآكل الطلاء من فرط القدم!
لا توقفوا الزمن .. بالتحجر عند جيل بعينه..
ولا تسدوا عين الشمس.. بأطلال آن الأوان لأن تندثر..
لا تغلقوا معنى (الآبائية) على الآباء والأجداد، إنما هي كل ما يضع الإنسان له اعتبارًا عندما يُصدر حكما من الأحكام سواء أكان ذلك من آباء أم أجداد أم عادات مجتمع أم شيوخ أم حكام أم مناهج .
إنه قانون الزوجية الكونية…