وشباب العالم جاى من كل مكان فى الكون …
يبعت للدنيا بحالها رسالة خير وسلام.
من أرض الآمان …
بتلك الكلمات إفتتح منتدى شباب العالم ، هذا التجمع والجمع الأول من نوعه على أرض مصر (وعندما أقول الأول من نوعه فأنا لا أحيد عن الدقة ، ولربما جاء تأكيدى على ذلك نظرا لتداول أخبار مغلوطة بخصوص ذلك ، ولا مجال للخوض فيها الآن ).
هذا المنتدى الذى تم عقده فى الفترة من ٤ إلى ١١ نوفمبر على أرض سيناء ( تلك البقعة الغالية من أرضنا والمستهدفة بكل آسف داخليا وخارجيا) وفى ظنى أن انطلاقه من مدينة شرم الشيخ – مدينة السلام – تحديدا حمل العديد من الرسائل الهامة ، وكأن مصر تقول وتعلنها على المستوى العالمى بأنها تتحدى كل الظروف المحيطة بها سواء كان ذلك فى الداخل: من مشاكل وأزمات إقتصادية وإجتماعية واستهداف إرهابى حقير وخطير لخلخلة الأمن وتهديد استقرار شعبها و…….وغير ذ أو كان ذلك فى الخارج من مخططات لا تقل حقارة ولا خطورة عما يحاك بالداخل ، ولن يجانبنا الصواب لو وصفنا تلك المؤامرات الخارجية بأنها الأم و المنبع الأصلى لكثير مما يحدث داخل أراضينا من شرور ( ولعلى لا اميل كثيرا إلى استخدام كلمة “المؤامرة”،فربما كان الأدق استخدام مصطلح “السياسة الاستعمارية” والتى اعتادت ان تستخدمها الدول الكبرى صاحبة المصالح فهى تقوم بتطورها عبر السنين بالطريقة التى تتناسب مع ظروف وإمكانات العصر او الوقت الذى تجرى فيه الأحداث لتحقيق اكبر قدر ممكن لها من المصالح سواء بالأسلحة التقليدية او وسائل التكنولوجيا الحديثة).
تحدت مصر كل تلك الصعوبات والمخاطر ووجهت دعوتها وخطابها للعالم كله ، ولعلى أشعر بسعادة وفخر لا اتذكر انى شعرت بمثلهما من قبل على مدار سنوات عمرى الماضية، (فقد مر جيل كامل ٣٠ عاما ) ، فجميعنا يدرك تلك الحقيقة تماما وهى اننا بعدنا كل البعد فى السنوات الماضية عن القدرة على إحداث أى تأثير إيجابى عالمى باستثناء محاولات فردية هنا أو هناك ، حتى تأثيرنا إنحصر أحيانا وتراجع أحيانا آخرى سواء فى المحيط العربى أو الاقليمى، وسواء حدث ذلك لاسباب قهرية فرضت علينا جعلتنا نغلق على أنفسنا وننغمس فى محاولة مجاراة أو حل مشاكلنا وأزماتنا الداخلية التى تكالبت علينا سنة تلو الآخرى، أو كان ذلك لأسباب آخرى ( سواء عن عمد أو عن غير قصد) تتعلق بإهمال أو بعدم الوعى بهذا البعد وأهمية مردوده، ومن ثم توافر الإرادة السياسة للقيام بعمل ما أو وضع إستراتيجية واضحة المعالم لها أبعادها العالمية.
وعلى الرغم من أهمية الفاعليات والقضايا التى تم طرحها خلال منتدى شباب العالم ، إلا أن حفل الافتتاح كان كافيا بالنسبة لى فى توصيل رسالتان لربما أراهما من أهم الرسائل المعلنة و الغير معلنة وهما :
اولا : ان مصر بلد تنعم بالآمن والآمان وأن ما يحدث على أراضيها من عمليات وحوادث إرهابية مثله مثل ما يحدث فى أمريكا وبعض الدول الأوروبية كفرنسا وبريطانيا وغيرهما إنما كلها حوادث نمضى فى مكافحتها كما نمضى فى محاولات إصلاحية، والحياة تسير بشكلها الطبيعى ( وليست مصر كما تصورها وتنقلها معظم آلالات الإعلام المعادى الغربى أو العربى بأن أراضيها عبارة عن قطعة من النار التى تحترق ، وتننشر العربات المفخخة على كل شبر ، كما تصور أهلها كالدواعش بذقون طويلة وملابس غريبة) وهذا ليس بوصفى الشخصى وإنما ما سمعته من عدد من الحضور الأجانب الذين أتوا مصر لأول مرة وحدثونى عن مدى استمتاعهم على أرض مصر ،وكم تعجبوا عندما قارنوا ما بين من الواقع الذى عاشوه بيننا وبين الصورة الاعلامية المغلوطة التى شاهدها معظمهم!. وعلى جانب آخر فقد كان البعض منهم يتصور أيضا أننا نعيش فى صحراء ونركب الجمال – وكنت احسبها نكتة قبل أن اسمعها أذنى
واما ثانيا: فقدرة مصر التنظيمية بالشكل الإحترافي الذى خرج به المنتدى إن دلت على شىء فإنما تدل على حجمها وثقلها ووضعها الحالى وسط دول العالم.
وقد ناقش المنتدى العديد من القضايا الهامة ، وكان لى نصيب بالمشاركة فى جلسة تحت عنوان (سبل التعاون فى معالحة قضية الهجرة الغير منتظمة بمنطقة المتوسط) مع دكتور مصطفى الفقى والضيوف من سوريا وتونس واليونان … سأحدثكم عن تفاصيلها فى المقال القادم باذن الله.