مدينة زهراء المعادي التي بدأت كمشروع في أوائل التسعينيات لإنشاء مدينة متكاملة كإمتداد لحي المعادي الراقي, أي منذ ثلاثون عاماً تقريباً شهدت فيهم توسعاً كبيراً كمساحة و عدد مباني و مرافق, و مع تضاعف التعداد السكاني الذي فاق مئات الآلاف من المواطنين المحسوبين على الطبقة الراقية. هذه المدينة التي يدخلها و يخرج منها يومياً الآلاف من أصحاب العمل و الموظفين و العمال و التلاميذ نظراً لما تحتويه على عدد كبير من المباني السكنية و المدارس و الأندية و المناطق الصناعية و المحلات التجارية, هذه المدينة تعاني منذ سنوات معاناة يومية تنغص حياة سكانها و تحول حياتهم الى كابوس مؤلم. فما بين شوارع غير مرصوفة و شوارع ترصف بغير مطابقة المواصفات و شوارع ترصف و يتم تكسيرها بعدها بشهور بحجة اصلاحات أو تركيب مواسير صرف صحي أو مياه أو كابلات تليفونات ثم تركها بدون انهاء المشاريع و بدون اصلاح ما تم تكسيره و اعادة الرصف. و ما بين شوارع غاب عنها خدمات النظافة و الإنارة و التشجير و التجميل و التنظيم المروري. و ما بين جبال من الرمال و الأتربة و الصخور و الكسر يتم القائها بشكل شبه يومي في مناطقها المختلفة. و ما بين كلاباً ضالةً انتشرت و تكاثرت بشدة في شتى أرجائها حتى صارت خطراً داهماً على أمن و سلامة الكبار و الصغار في الليل و النهار. ما بين كل تلك الأزمات و المشاكل, تظهر المشكلة الأكبر و هي مشكلة نفق زهراء المعادي الشهير الذي تم إغلاقه لمدة تزيد عن العام للتوسعة مما أدى الى تكدس مروري رهيب و شلل شبه تام في المدينة و الأوتوستراد أثر على حياة مئات الآلاف من المواطنين و تعطيل مصالحهم اليومية طوال هذه المدة. و ما لبث أن أفاق السكان من هذه الأزمة بعد افتتاح التوسعة حتى اكتشفوا عيوباً خطيرة في جسم النفق القديم تم تجاهل اصلاحها خلال مشروع التوسعة رغم العلم بها من قبل الشركة المنفذة للمشروع و محاولة اخفائها بدون اصلاح حقيقي . فكانت حتمية اغلاق النفق القديم لإجراء صيانة عاجلة قبل انهياره و التسبب في كارثة. هذا الإغلاق الذي تم بدون تخطيط مسبق و بدون إيجاد طرق بديلة لتحويل المسار المروري المتجه من زهراء المعادي الى المعادي بل و تم هذا الإغلاق بالتزامن مع إغلاق كوبري شمال طرة في اتجاه الكورنيش و الذي بدوره مغلق منذ ما يقارب الثمانية أشهر بحجة إصلاح “وصلة” فيه! و بطبيعة الحال, تسبب كل هذا في أزمة مرورية طاحنة جديدة على مستوى كل مداخل و مخارج المدينة كما امدت الأزمة الى المعادي نفسها و أدت الى تكدس مروري كبير على الأتوستراد في الإتجاهين.
و السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو أين المسؤولين في حي المعادي من كل تلك الأزمات , و لماذا الصمت و عدم الإهتمام بشكاوى السكان المتواصلة و الإصرار على تجاهل الحلول المقترحة بل و إضافة مشاكل جديدة كل يوم على كاهل كل من يسكن بهذه المدينة أو حتى يعبر منها؟؟!
و”أحوال مصر” من جانبها ترفع الأمر للمهندس عاطف عبدالحميد, محافظ القاهرة, لبحث استغاثة مواطني المنطقة, واصدار تعليماته بحلها.