شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي, اليوم افتتاح الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر ومعرض القاهرة الدولي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وذلك بحضور المهندس مصطفى مدبولي القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء ووزير الإسكان، السادة الوزراء وكبار المسئولين، فضلاً عن مشاركة عدد من مسئولي المنظمات الدولية وشركات الاتصالات العالمية، من بينهم أمينة محمد نائبة سكرتير عام الأمم المتحدة، و هولين زاو سكرتير عام الاتحاد الدولي للاتصالات.
كما ألقى الرئيس السيسي كلمة في افتتاح المعرض، فيما يلي نصها:
“السيدات والسادة،
نلتقي اليوم لنشهد سوياً افتتاح الدورة الجديدة لهذا الملتقى المتميز، واستعراض ما حققه قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلال عام، ذلك القطاع الحيوي الذي يعد ركيزة أساسية في خطط الدولة للتحول نحو المجتمع الرقمي المتكامل، كما نشهد اليوم افتتاح أرض المعارض الدولية الجديدة التي تستضيف فعاليات وأنشطة هذا الملتقى المهم.
الإخوة والأخوات،
نجني اليوم ثمار عدة مبادرات تم إطلاقها خلال السنوات الأخيرة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بهدف تحقيق نقلة نوعية في المجتمع المصري عبر توطين التكنولوجيا في محافظات مصر المختلفة، وتوفير البيئة التي تشجع على بناء قدرات الشباب، والنهوض بمجال صناعة وتصميم الإلكترونيات.
نشهد اليوم افتتاح مناطق تكنولوجية أخرى جديدة، في كل من بني سويف والسادات لتنضم إلى المناطق التكنولوجية في أسيوط وبرج العرب، وذلك للإسهام في تحقيق أحد أهداف الدولة في تنمية محافظات مصر المختلفة، خاصة في الصعيد، من خلال فتح آفاق عمل للشباب في محافظاتهم، وتوفير برامج تدريبية راقية لرفع كفاءة الخريجين وتأهيلهم للعمل في الشركات العالمية، بالإضافة الى توفير البنية التحتية المتطورة والحديثة، التي تشجع هذه الشركات على العمل في تلك المحافظات.
كما أود التنويه إلى أن الافتتاح الذي تم خلال زيارتي الأخيرة لقبرص، لمركز الإبداع المشترك بين مصر وقبرص واليونان في المنطقة التكنولوجية ببرج العرب، بهدف تنفيذ مشروعات تكنولوجية مشتركة ونقل الخبرات بين شباب الدول الثلاث، يُثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن هذه المناطق التكنولوجية تعد بمثابة منارات حضارية وثقافية وليست تكنولوجية فقط، حيث تقوم بتعزيز التواصل بين مختلف دول العالم في مجالات الابداع وريادة الأعمال المحفزة للشباب، ولذلك فإنني أطالبكم بالمضي قُدُماً في استكمال مشروع نشر المناطق التكنولوجية في مختلف ربوع مصر في أسرع وقت ممكن، بما يساهم في تحقيق التنمية الشاملة بكافة مستوياتها.
ومع افتتاح مصنع للإلكترونيات في المنطقة التكنولوجية بأسيوط، نخطو أولى الخطوات على طريق تطوير الإنتاج المحلي للأجهزة الإلكترونية والتوجه نحو تصدير منتج ذي علامة تجارية مصرية، وهو ما سيساعد في تمكين مصر من التواجد في أسواق إنتاج وتصدير المنتجات الإلكترونية المختلفة وتبوء المكانة التي تستحقها في هذه الصناعة.
السيدات والسادة،
إنّ تداخل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جميع مناحي الحياة، يجعلنا نتمسك بدعم مبادرات التحول نحو المجتمع الرقمي المتكامل، من خلال تطوير نظم وتحقيق تكامل قواعد البيانات القومية، وإنشاء مراكز ومستودعات البيانات الضخمة، بالإضافة إلى تحسين الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطنين، وذلك بالاعتماد على نظم متكاملة للمدفوعات الرقمية.
وفي هذا الإطار، نطلق اليوم مشروع بوابة التأشيرة الإلكترونية السياحية المصرية، كمرحلة أولي من المشروع القومي المتكامل لتطوير آليات العمل التكنولوجية بمراكز معلومات مصلحة الجوازات والهجرة والجنسية، وبناء قواعد بيانات معلوماتية ونظم تحكم ومراقبة توفر السيطرة الدقيقة والقدرة على تحليل البيانات لكل منافذ الجمهورية، كما يوفر المشروع الأدوات والآليات للسفارات والقنصليات المصرية بالخارج لتقديم خدمات منح التأشيرات بالكفاءة والجودة والسرعة المطلوبة، التي تشجع على تنشيط حركة السياحة وزيادة أعداد السائحين.
إن هذه الأفكار الخلاقة التي أرى ثمرة إنتاجها اليوم، تثبت أن الاستثمار في البشر وعقول هذه الأمة الشابة هو الاستثمار الأمثل، وأن الوصول إلى هؤلاء الشباب بكل الطرق هو الهدف الذي لا يجب أن نحيد عنه، كما أن تهيئة البيئة المواتية لهم لكي يبدعوا هي من أهم أهداف الدولة.
واتساقاً مع ما أعلنته خلال لقائي مع الشباب المبدعين من القطاع في حفل تخريج الدفعة الأولى لمبادرة رواد تكنولوجيا المستقبل في أكتوبر الماضي، نُطلق اليوم برنامج “مبرمجي المستقبل”، والذي يركز على تدريب طلبة المدارس على أحدث التكنولوجيات وأساسيات البرمجة، وذلك بما يتواكب مع الاتجاه العالمي المتصاعد لإدماج البرمجة في جميع المراحل التعليمية بهدف تنمية الإبداع واكتساب مهارات حل المشكلات لدى الطلاب.
وفي إطار الدور التحفيزي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مواجهة التحديات العالمية ودفع النمو الاقتصادي، وتحقيق أهداف استراتيجية مصر للتنمية المستدامة 2030، تعقد الحكومة المصرية اتفاقاً مع الأمم المتحدة لإطلاق مركز اقليمي لرعاية الإبداع التكنولوجي في مصر، وهو الأول من نوعه في أفريقيا والشرق الأوسط؛ على أن تركز مرحلته الأولى على توفير حلول إبداعية للتحديات في قطاعات التعليم، والصحة، والصناعة، والزراعة.
السيدات والسادة،
إن مصر بينما تواجه تحدياتٍ وصعاب كبيرة ومتنوعة، فإنها تمضي في مسارات تنموية متعددة بأقصى ما يمكن من سرعة، وأكبر ما يمكن من إنجاز، إيماناً بأن أبناء هذا الوطن المخلصين قادرون على بناء مستقبل مشرق لمصر، يضاهي عظمة تراثها الحضاري العريق.
ختاماً، أتوجه لكم بالشكر على ما تم إنجازه خلال العام الماضي، وأؤكد لكم على دعم الدولة الكامل لهذا القطاع الواعد، متمنياً لكم كل التوفيق والنجاح.
أشكركم جميعاً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.”