لا تفهمونا غلط
هناك اشكالية تحتاج القادر علي حلها وتحديد اليات العمل بها وفق اسس مهنية واخلاقية يحكمها ميثاق شرف نابع من الضمير قبل ان يكون خلفه قانون ، ويضع الضوابط التي تسير العمل في منظومة تشكل وجدان شعب في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل ، انها اشكالية اعلامنا المصري والعاملين به من اعلامي الغفله ، اعلام خرج عن المالوف لمصير غير معروف الملامح ، ولم يكن الاعلان احسن حظا من الاعلام فهم للاسف في الهم سواء ، عمليات التنظير الاعلامي افة اصابت حياتنا الاعلامية واصبح غالبية برامجنا ما هي الا مذيع يخرج علينا يصرخ ويولول ويندب حظه وحظ البلد ويخرج علي الاعراف الاعلامية باستخدام الفاظ وعبارات غير انسانية يجعر بها علي الفاضي وكلامه عمره ما كان مليان ، ولم يقتصر الامر علي هذا الغثيان بل امتد لهدف اغبي هو البحث عن الاثارة بكل الطرق ، بدون ما يكون لديه معلومة حقيقة عن الموضوع الذي يتحدث فيه .. تضليل .. والماساة الاخري التي صارت عليها برامجنا وتعيشها قنواتنا وبرامجنا منذ ثورة يناير الميمونة وحتي الان هو الجري وراء من يدعون انهم خبراء ومحللين ومتحدثين وكل واحد منهم يحاول الظهور والتقرب من صانعي القرار .. وصناع القرار لم ولن يلتفتوا لامثال هؤلاء .. ومنهم من يثير الفتنة الطائفية مثلما من خرج علينا منذ اسابيع وهو يكفر الاخوة اقباط مصر .. ضيوف يقولون كلاما غير مسئولا وغير صحيحا .. وهذا غير مهني ويخالف الاعراف الاخلاقية و ميثاق الشرف الإعلامي وغياب للمصداقية وتضليل للرأي العام في وقت نعاني فيه من التطرف والارهاب ، وتراهم في اكثرمن برنامع وعلي اكثر من قناة في وقت واحد منها ما هو مسجل ومنها ما هو مباشر ، وكثيرا ما يخرج من قناة الي اخري من باب لباب ،فقنواتنا جميعها في مدينة الانتاج الاعلامي استوديوهاتها في ممر واحد .. من يحاسب هؤلاء ؟ .. الهواة والغير مؤهلين وغير المتخصصين للعمل الاعلامي مكانهم ليس الشاشات .. الاعلام مهنة مهمة جدا لايدرك قيمتها الا من امتلك عقلا وفكرا وارادة وقادر علي ادارة حوار بناء فاعل يشكل وجدان المتلقي .
وان كان هذا هو حال الاعلام فالاعلان حدث ولا حرج في الاعلانات التليفزيونية مستفزة وغير انسانية ولابد ان يحاكم من وراءها ، اما اعلانات الشوارع خرجت عن المالوف واصبحت تزاحم السيارات في شوارع مصر طمست ملامح الشارع والكوبري والقاهرة الخديوية حتي الطرق الصحراوية والزراعية ضاعت ملامحها وانزوحت خلف هذا الامتداد الاعلاني الفظيع الذي غطي ارض مصر وهذا ليس في القاهرة الكبري فقط بل امتد الي كل المحافظات دون مراعاة للتنسيق الحضري ” مش عندنا هيئة اسمها التنسيق الحضاري برضه ” بتعمل ايه امام هذا الغزو ، مش مشكلتنا ولكن ما تحمله هذه الاعلانات شئ لا يمكن السكوت عليه ” البرشطة مدرسة ” ولم اكن اعرف ان البرشطة فتحت لها مدرسة بجانب التعليم الالماني والانجليزي والياباني الوارد الينا مؤخرا وتاخر للاختلاف في وجهات النظر بين اليابان ومصر ، ما هي شروط الالتحاق بمدرسة البرشطة ، واخيرا يعني ايه اعلان تسويقي ملا الدنيا من حولنا يكون بعنوان الجمعة السوداء.. اللفظ سعد يا عبعال ، وكانت بالفعل جمعة سوداء علي مصر كلها بمذبحة مسجد الروضة ببئر العبد بالعريش من يحاسب القائمين علي هذا الانحطاط الاعلامي والاعلاني ؟ الجمعة السوداء من خلفها ؟ اسئلة مثل الكثير من الاسئلة التي اطرحها عبر مقالاتي ولم اسمع لها اجابات .
الدورة 39 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هي بداية مخاطبة الاخر من خلال السينما فدعوة نيكولاس كيدج وهيلاري سوانك وادريان برودي وتكريمهم وكلماتهم التي تضامنوا فيها مع مصر ضد الارهاب وضد من قاموا بالعمليات الارهابية في العريش هي رسالة لابد ان نسعي لتوصيلها للعالم كله بشتي الطرق .
اتمني من القائمين علي الدولة دعم السينما المصرية ، فليس من المعقول ان يكون لدينا مهرجان سينمائي دولي وليس لدينا فيلم يمثل مصر في المهرجان ، وكيف يكون لدينا مهرجانا وليس لدينا دور عرض في قري ومحافظات مصر ؟ ورغم هذا اصبح لدينا مهرجان ..