على الرغم من تزايد عدد الاقزام يوماّ بعد يوم إلا أن الحكومات ما زالت تتعامل معهم على أنهم مواطنون من الدرجه الثانيه وتهمشهم وتتجاهل مطالبهم تماما ؛مما ينعكس على اوضاعهم المأساويه وتجعلهم فى حاله سخط عارم, وعلى الرغم من الكم الهائل للأبحاث والدراسات التى تهيب من إنتشار مرض” التقزم”” فى مصر إلاأن
هذه الأبحاث مازالت حبيسه الادراج ولا تظهر إلا فى المؤتمرات والندوات للتباهى بها من قبل الحكومات المتتاليه .
دعونا نعرف أولاّ من هم” الأقزام ”
القزم هو الشخص الذى طوله يقل عن متوسط أقرانه بالعمر والجنس اى قصير القامه ويصل طوله 145سم ولا يكثر عن ذلك بل يقل .
إذن ما هى الأسباب العلميه لمرض” التقزم”
_يعانى بعض الاطفال حديثى الولاده من قصر القامه وذلك بسبب بعض الامراض التى تصيب الام
الحامل كالحصبه ,وتسمم الحمل ,سوء التغذيه .
_التشوهات العظميه الغضروفيه الوراثيه للطفل تؤثر على النمو الطبيعى للعظام والغضاريف وتؤدى الى عدم وجود تنسيق فى البنيه الجسديه .
-كما أن بعض الامراض الوراثيه للطفل كامراض القلب الوراثيه ,وامراض الجهاز الهضمى كاالنزلات المعويه المزمنه ,وامراض الجهاز التنفسى كالربو المزمن ,وامراض الجهاز البولى والكلى ,وامراض الجهاز العصبى قد تتسبب فى قصر القامه .
وعن المعاناه المعيشيه” للأقزام”
تتمثل مشكلات الاقزام فى وسائل المواصلات اليوميه حيث انها غير مناسبه لهم منها سلالم الاتوبيس المرتفعه,والارصفه المرتفعه التى لا يستطيعون التكيف معها
كما أن نسبه العنوسه بين الاقزام مرتفعه للغايه نظراّ للظروفهم الاجتماعيه والاقتصاديه .
نسبه البطاله بين الاقزام تمثل95 % من اجمالى عددهم فى مصر .
وتلعب ايضا وسائل الاعلام دور لا يستهان به فى زياده مشكله الاقزام وذلك عن طريق تناول الاعمال الدراميه قصار القامه بطريقه هزليه يسخر منها المجتمع .
كما ان الدوله لن تعترف بهم كمعاقين وتحرمهم من حقهم فى 5% اعاقه .
ربما لمرض” التقزم” تاريخ فى مصر
يرجع تاريخ مرض التقزم منذ عهد الفراعنه المصريين حيث كانوا يعبدون قزماّ شهيراّ يدعى “بس” مدون ذلك فى الكتابات القديمه .
كما كشفت ادله علميه ان القدماء كانوا يتعاملون مع الاقزام على انهم عاديون جداّ ,وان بعضهم تقلد وظائف عليا فى الدوله وكان احدهم يدعى “سنب “وزيراّ فى عهد كلبوباترا السابعه .0.
حيث تضاربت اقوال الاثريين المصرييين حول نشات الاقزام فى مصر القديمه فيرى بعضهم ان ظهور الاقزام يعود فى الاساس لزواج الاقارب,ويرى الاخرون ان معظم الاقزام جاءوا من خارج الحدود المصريه من بلاد “بونت” ثم توالدوا وتكاثروا وفريق اخر يرى ان الاقزام موجودون فى تاريخ مصر القديمه فى رسومات المعبد منذ عصر البرارى اى ما قبل التاريخ .
كما تشير الكتابات القديمه الى ان الاقزام كانوا متخصصين فى صناعه المجوهرات والحلى وكذلك الترويج عن الملوك ورجال القصر الملكى لان تصرفاتهم كانت تثير الفرح فى نفوس الحاشيه الملكيه .
وقد ترك المصريون القدماء موروثاّ ضخما من السجلات ممثله فى رسومات ومنحوتات على جدران المعابد وما كتبوه على اوراق البردى عن حياه الاقزام فى مصر القديمه .
بالاضافه للهياكل العظميه للاقزام فى المقابر المصريه ويرجع تاريخها لـ 4500 سنه قبل الميلاد .
وحسب الدراسات والابحاث ترجع ظاهره التقزم لاكثر من 200سنه .
المعاناه النفسيه” للأقزام”
يرى الباحثون ان المعاناه النفسيه التى تصيب الاقزام تتمثل فى شعورهم بانهم اقليه مختلفه وان الاخرون يسخرون منهم ولا يقبلونهم, مما يجعلهم يميلون الى العدوانيه فى التعامل ويميلون الى العزله والانطواء والانغلاق على انفسهم تصل الى حد العقده النفسيه من كونهم قصار القامه ,كما ان الصوره الهزليه التى تقدمها وسائل الاعلام للاقزام والاستهزاء بهم والسخريه منهم ووضعهم فى صوره المهرج لاضحاك الناس وكانهم كائنات غريبه عن المجتمع جعلت الاقزام خائفون من الاختلاط بأفراد المجتمع .
وما هى الدراسات والاحصائيات عن “الاقزام”
تشير الابحاث والدراسات الى ان عدد الاقزام فى مصر يصل الى 73الف قزم اى 35 % من اجمالى عددهم فى العالم الذى يصل الى 200الف قزم وذلك حسب اجصائيات الجهاز المركزى للمحاسبات, وهناك دراسه اخرى تقول ان 29% من الاطفال من سن يوم حتى 4 سنوات مصابون بالتقزم بسبب سوء التغذيه .
و دراسه اخرى تقول ان نصف المواليد فى مصر سيكونون من مرضى التقزم .
رأى الدين فى معامله “الأقزام”
إن تعاليم الدين الاسلامى حرمت السخريه من الاخرين وحثت على الرعايه الكامله لهم ودمجهم فى المجتمع وتوفير فرص العمل والمعيشه اللائقه بهم وتوفير كل سبل الحياه لهم .
وقال الله تعالى فى كتابه الكريم فى سوره “الحجرات “ايه “11” (ياايها الذين أمنوا لا يسخر قوم من قوما عسى أن يكونوا خيراّ منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ).
إذن فعلى الحكومه الانتباه لهذه الشريحه التى لا يستهان بها فى الشارع المصرى والاهتمام بتوفير حياه مناسبه لهم .
يجب على الحكومه توفير الرعايه الكامله لهم المتمثله فى انشاء خدمات مناسبه لحالتهم الصحيه, والنفسيه التى تسبب لهم معاناه حياتيه كارتفاع الارصفه, والسلالم, ووسائل النقل,حيث لا يجدون مقاعد مناسبه لهم فى الكافيهات, والمطاعم كما لا يجدون ملابس ولا احذيه مناسبه لهم مما يضطرهم لاستعمال ملابس الاطفالفيجب على الحكومه تأسيس جمعيه لتاهيل الاقزام النفسى وتدافع عن حقوقهم وتمنع التسرب من التعليم,وتنظيم رحلات وحفلات زواج للتحسين من حالاتهم النفسيه, وإتاحه أنشطه لهم تشعرهم بإهتمام المجتمع لهم خاصه أن عددهم فى مصر ليس قليلا فهم مئات الالاف وان يخصص لهم قطاع متميز فى النوادى والساحات الرياضيه ويتماشى مع ظروفهم . ولابد ايضا من تناول وسائل الاعلام المتمثله فى الاعمال الدراميه الاقزام بصوره مختلفه وذلك بالبحث عن النماذج المثقفه والناجحه منهم من اطباء ومهندسين وكتاب وفنانين وتجسيد ادوارهم .
عمل حملات وعى للمجتمع بضروره التعامل معهم بطريقه ادميه وعدم السخريه منهم .
واعطاء الحكومه للاقزام حقهم فى 5% اعاقه
والاهتمام ايضا بحل مشكله العنوسه لديهم بمساعدتهم فى الزواج واقامه الافراح الجماعيه لهم للتخفيف من معاناتهم .