“أ نا لست أقل من أي جندي يدافع عن الجبهة ولابد أن أكون بينهم في كل لحظة من لحظات البطولة ” . ” اذا حاربنا حرب القادة في المكاتب بالقاهرة فالهزيمة تصبح لنا محققة .. إن مكان القادة الصحيح هو وسط جنودهم وفي مقدمة الصفوف الأمامية “. لم تكن هذه مجرد كلمات يلقيها القائد على جنوده ليثير حماسهم ولكنها كانت ايمان حقيقي ورؤية صادقة في فكر ووجدان الفريق أول عبد المنعم رياض رئيس اركان القوات المسلحة المصرية ابان حرب يونيو ٦٧ ، كانت تلك عقيدته العسكرية . فقد أشرف على الخطة المصرية لتدمير خط بارليف ، خلال حرب الاستنزاف ، ورأى أن يشرف على تنفيذها بنفسه وتحدد يوم السبت ٨ مارس ١٩٦٩ موعداً لبدء تنفيذ الخطة ، وفي التوقيت المحدد انطلقت نيران المصريين على طول خط الجبهة لتكبد الإسرائيليين أكبر قدر من الخسائر في ساعات قليلة وتدمير جزء من مواقع خط بارليف واسكات بعض مواقع مدفعيته في أعنف اشتباك شهدته الجبهة قبل معارك اكتوبر ١٩٧٣ . وفي صبيحة اليوم التالي الاحد ٩ مارس ١٩٦٩ قرر رئيس الاركان عبد المنعم رياض أن يتوجه بنفسه إلى الجبهة ليرى عن كثب نتائج المعركة ويشارك جنوده في مواجهة الموقف ، وقرر أن يزور أكثر المواقع تقدماً التي لم تكن تبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى ٢٥٠ مترا ، ووقع اختياره على الموقع رقم ٦ وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو في اليوم السابق . ويشهد هذا الموقع الدقائق الأخيرة في حياة الفريق عبد المنعم رياض ، حيث انهالت نيران العدو فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها وسط جنوده واستمرت المعركة التي كان يقودها الفريق رياض بنفسه حوالي ساعة ونصف الساعة إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان يقود المعركة منها ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء استشهد عبد المنعم رياض بعد ٣٢ عاما قضاها محاربا وقائدا في الجيش المصرى ، استشهد بين جنوده على الجبهة وهو يواجه العدو . واصبح يوم ٩ مارس هو يوم الشهيد والجندي المجهول .
هذا هو الفريق أول عبدالمنعم رياض رئيس أركان الجيش المصري إبان حرب ٦٧ الذى أطلق عليه السوفيت بأكاديمية فرونز العريقة للعلوم العسكرية ” الجنرال الذهبى ” . رحمه الله رحمة واسعة وكل بطل ضحى بحياته من أجل هذا الوطن