عمار يا مصر
واحدُ – ليس مهما ذكر أسمه لأنه لا يستحق – من هؤلاء الذين جاءوا من بلاد الغرب بشعارات ثورات الربيع العِبري أملا في الحصول علي مكانة تليق بما يحصل عليه العملاء بعد أن ينتهوا من دورهم المكلفين به .. ولما فشل في الحصول علي ما يريد ولي الدُبر وعاد من حيث أتي بعد أن لمَعته فضائياتنا أثناء فترة السيولة واختلاط المفاهيم وسوء القراءة والتدبير وبيع الضمائر والأوطان كتب علي حسابه علي تويتر يقول ( لا أري الحشود أمام السفارات لانتخاب السيسي التي يتحدث عنها الإعلام .. أنا شخصيا مقاطع هذه الانتخابات لسخافة المسرحية وهزليتها ، ومع ذلك ليس لدي مشكلة في استمرار السيسي إذا استخدم الفترة القادمة للانتقال لنظام ديمقراطي رغم أن احتمالية هذه ضئيلة جدا )
ربما يقول القارئ – وله حق – لماذا نشغل بالنا بأمثال هذا الموتور فالقافلة تسير و …… تعوي ، والحقيقة أن كشف هؤلاء والرد عليهم واجب ، وفضح ألاعيبهم وتفنيد رسائلهم ضرورة فقد ينخدع البعض فيما يقولون من كذب وينسجون من ضلال .
أولا – مشهد انتخابات المصريين في الخارج بعث برسالة قوية مفادها أن مصر وطن يعيش داخل كل مصري بعيدا عن وطنه .. يكبر كل يوم بقدر ما يتم علي أرضه من عمل وانجاز ، وأكد برسالة حب وانتماء ووفاء في صورة لا تكذب ولا تتجمل وهو يرفع علم مصر ويهتف لها ، وغني بكل مشاعره تحية لجيشها وعرفانا بفضل شهدائها الذين قضوا دفاعا عن الوطن والعِرض والكرامة ، وأثبتوا برسالة إصرار أن مصر تستحق فقطعوا المسافات الطويلة وتكبدوا عناء السفر ليصلوا إلي مقار السفارات والقنصليات ليقولوا لمصر نعم .. لم يبخلوا بالجهد والمال وقرروا بعفوية وحب شديدين أن يحولوا انتخابات الرئاسة إلي استفتاء جديد علي حب مصر ، وتجديد للمنهج الذي تسير به .
ثانيا – لم تكن مشاركة المصريين من أجل اختيار الرئيس فقط لكنه بالإضافة إلي هذا كان تأكيدا للأولويات التي قررها الشعب ، وتكليفا مستمرا لاستكمال ما بدأ منذ 30 يونيو وحتى الآن من ضرورة السعي الدءوب نحو الاستقرار وإعادة بناء الدولة علي أسس قوية تستشرف المستقبل خصوصا بعد أن خرجنا من مرحلة الفوضى التي عمت المنطقة كلها بأقل الخسائر بالمقارنة بما حدث ويحدث حولنا بفضل جيش وطني متماسك وشرطة استردت عافيتها بمساندة ودعم ظهير شعبي أدرك بفطرته ومخزونه الحضاري خطورة المرحلة وحجم المؤامرة التي تستهدفه ، وبعد أن تعلم الدرس ولم تعد تنطلي عليه كلمات رنانة لا تساوي مهما كانت ضياع الوطن أو سقوطه لا قدر الله !
ثالثا – المشاركة الإيجابية للمصريين بالخارج رسالة للداخل ومقدمة لحضور كبير للمصريين ليستكملوا الصفعة التي وجهوها لكل الذين كانوا – وما زالوا – معاول هدم جاءوا إلي مصر علي أجنحة المؤامرة الكبرى ، وظلوا ينتقلون من جناح إلي جناح ، ويلبسون علي وجوههم أقنعة ملونة .. تارة بلون الوطنية ، وتارة بلون الوصاية علي الشعب ، وتارة بلون البراءة والخوف علي حقوق المصريين الإنسانية ، وتارة بلون رمادية الدعوة للمواطنة ، وتارة بلون حقوق الأقباط ، وهم لا يعرفون أن كل الأقنعة التي يلبسونها شفافة تكشف عن وجوه قبيحة وكريهة ومفضوحة !
كادت الصفعة تفقدهم الوعي فلم يستطيعوا رؤية المشهد الواضح للعيان ، ولم يستوعبوا الدرس الذي أكده المصريون منذ 3 يوليو2013 ، وفي 26 يوليو من ذات الشهر فطلبوا من المصريين أن يلتزموا بيوتهم ولا يخرجون فجاء الرد صادما ومزلزلا في طوابير طويلة أمام السفارات في عز البرد والمطر في أوروبا وفي شمس وحر الخليج في رسالة قوية لهؤلاء الموتورين والكارهين وفي سطر واحد يقول لهم .. ( لم يعد هذا زمانكم .. المصريون كسروا الطوق ولم يعد لأحد وصاية عليهم ) .. الرسالة جاءت من المصريين في الخارج واضحة ، وأعتقد أن المصريين في الداخل التقطوها جيدا وسوف يعيدونها للعالم كله بتوقيع بسيط ومُعجِز .. نحن شعب الإنجاز والإعجاز.. وتحيا مصر .