تابعت الحوار الذى أدلى به الرئيس عبدالفتاح السيسى للمخرجة ساندرا نشأت تحت عنوان «الشعب والرئيس 2018» ولفت نظرى أمر لم أعهده منذ فترة طويلة فى الإعلام المصرى أنه حوار أكد أن التناول الإعلامى الصادق أقصر طريق لإيقاظ وعى الجمهور خاصة فيما لمسه من جوانب إنسانية فى حياة الرئيس ربما للمرة الأولى، وجاء الحوار غير مفتعل أو أشعر المشاهد أنه يحاول توجيه رسالة معدة مسبقة للمتلقى وإنساب حديث الرئيس فى سلاسة باعتبار ذلك نتيجة طبيعية لاحترافية المحاورة التى عبرت بصدق عما يجيش فى أذهان المصريين.
وظهر بوضوح أن تفاعلاً هادئاً تم بين الرئيس وما قدمته المحاورة من جهة، كما أن رد الرئيس على آراء المواطنين المصريين الذين مثلوا عينة عشوائية من كل أنحاء مصر، وأتاح سير الحوار التعرف على الجانب الإنسانى فى فكر الرئيس بل عكس نموذجاً غائباً عن إعلامنا الوطنى وقدم البرنامج الذى لم يتجاوز الساعة صورة غير تقليدية فى تحرره وانطلاقه إلى خارج لاستوديوهات المغلقة بلا ضجة أو مراسم بروتوكولية!
كما جاء محتوى الحوار مركزاً ليؤكد امتلاك القائمين بإعداده لأدواتهم المهنية وتوظيفهم للمناخ المحيط بمكان التصوير وساعد ذلك فى كشف أهم الملفات التى تشغل بال الرئيس خاصة فى المرحلة المقبلة وأهمها الأمن والأمان للمواطن المصرى سواء كان آمناً اقتصادياً أو غذائياً أو اجتماعياً أو سياسياً!
وقد مثل هذا الشكل البرامجى درساً مهماً فى الصدق والمهنية لمعظم الإعلاميين الذين سجنوا أنفسهم فى أشكال كلاسيكية للرسالة الإعلامية ما أوقعهم فى أخطاء تقدير دور الدولة المصرية من خلال تناول إعلامى عقيم لا يساهم فى تشكيل وعى حقيقى للرأى العام.
ولعلها فرصة لوقفة تأمل لكى يتم تناول محتوى الإعلام المهنى الصادق بشكل عملى وعلمى من خلال طرح رؤى الخبراء والأكاديميين والإعلاميين حول هذا النموذج فى التناول الإعلامى ودراسة الأسباب التى أدت إلى غياب هذا النوع من الأداء عن قنواتنا الإعلامية سواء كانت عامة أو خاصة حيث اعتاد الإعلاميون أن يقدموا برامجهم فى استوديوهات ومن خلف الأبواب المغلقة من باب الاستسهال واعتبار التصوير الخارجى يقلل من وضعية وقدر الإعلامى!