■ «كنت ومازلت أحد أكبر المؤيدين للزعيم جمال عبدالناصر» هذا أول سطر خطه بيده، الرئيس الأوغندى «يورو موسيفينى» باللغة الإنجليزية فى سجل متحف الزعيم جمال عبدالناصر، وهو نفسه من قال للرئيس الإخوانى فى «عام الرمادة» محمد مرسى حين زار أوغندا: «نحن لا نحبكم.. لأنكم تكرهون الرئيس جمال عبدالناصر.. وهو من بنى القارة الأفريقية».
تأتى زيارة موسيفينى للقاهرة بعد أكثر من 40 عاما من الجفاء، وسوء تصرف فى العلاقات المصرية الأوغندية، ولكن حدثت النقلة النوعية فى العلاقات بين البلدين منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى وحرصه على زيارة أوغندا ومعظم دول أفريقيا لاستئناف التواصل المفقود، والذى أوصلنا «للحارة السد» أو «سد النهضة»..!!
حتى إن «موسيفينى» نفسه أشاد بالرئيس السيسى، واصفاً إياه بالمقاتل والمحارب الذى حافظ على مصر فى مواجهة الإرهاب.
■ والرئيس الأوغندى يتذكر الزعيم جمال عبدالناصر فى سلوك الرئيس السيسى، ويرى أن مصر الآن فى قيادة مستقرة ومتقدمة.
■ ورصيد الحب «لمصر وللزعيم جمال عبدالناصر لم يأت هكذا عاطفياً».. ولكنه جاء وفق رؤية واستراتيجية شاملة تضع مصر على خريطة قارتها وعمقها، وسنوها أمام كل محاولات التحرر فى أفريقيا، وكانت كل دول أفريقيا لها مكاتب بالقاهرة، وجامعات مصر تحت أمرهم والبيت المصرى مفتوح للجميع، وكانت مصر الستينيات تقدم للأشقاء الأفارقة كل الدعم المالى واللوجيستى، لذا فهم يدينون بالفضل لمصر، ومازال فى القلب حنين وفى العقل ذكريات.
■ وانقطع حبل «المودة» رغم أن نهر النيل هو «الحبل السرى» بين دول حوض النيل الذى يبدأ من جنجا فى أوغندا وينتهى فى الإسكندرية، ولكن بقدوم الرئيس السيسى عادت المياه فى عروق النهر، فهو أول رئيس بعد عبدالناصر يهتم بأفريقيا، حتى إنه زار أوغندا وحدها مرتين خلال ستة أشهر «ديسمبر 2016- يونيو 2017».
■ وبقدر ما كانت مهمة الرئيس السيسى صعبة لاستئناف الدور المصرى فى أفريقيا نظراً لطول السنوات وتعقيد الأمور والمؤامرات، وحيث أصبحت إسرائيل هى اللاعب الرئيسى فى القارة، إلا أن الجانب الإنسانى الممتد بين مصر وأشقائها الأفارقة، مهد للقيادة السياسية «الرئيس السيسى»، الذى يؤمن بأن مصر امتداد لأفريقيا، على صعيد الاستراتيجية بعيدة المدى فالرئيس السيسى حريص على التواصل والتوصل لحل المسائل العالقة، وأن يكون هناك تنسيق مصرى أوغندى لحل مشكلات القارة الأفريقية، والتعاون فى مكافحة الإرهاب والتصدى لتمويله.
– حقاً ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة.. «وما أخذ بالقوة منا فى أفريقيا.. لا يسترد إلا بقوة التواجد وتفعيلها، مساو فى القوة ومضاد فى الاتجاه.. أفريقيا. ما أحلى الرجوع إليك.