تعني كلمة ” فوبيا” الخوف الشديد أو الذعر الناتج عن عوامل نفسية أو مؤثرات خارجية، وقد ظهر في الفترة الأخيرة مصطلح ” التكنوفوبيا” ويعني الذعر الناتج عن استخدام التكنولوجيا المتقدمة في العنف والتدمير، ومن أمثلة هذه التكنولوجيا المدمرة الروبوت البشري القاتل، والطائرات بدون طيار” الدرون”، وحروب البيانات، وحروب الإشعاع، والألعاب الإلكترونية المدمرة مثل لعبة ” توكيمون” التي تستخدم في التجسس، وتطبيق ” مريم” الذي يرسخ للعنف.
انتشرت مؤخر لعبة ” الحوت الأزرق” وموطنها روسيا الاتحادية، وسبب إطلاق هذا الاسم أن بعض الحيتان ترتمي علي الشواطئ للانتحار طواعية، وتم استخدام هذه اللعبة علي نطاق واسع من المراهقين في بعض الدول مما أدي إلي وقوع بعض حالات الانتحار بلغت ١٣٠ حالة في كل من روسيا، وإيطاليا، وفرنسا،وبلغاريا، والبرازيل،وبنجلاديش، والهند، والمغرب، والجزائر، وتونس، والسعودية، ومصر. أثارت لعبة الحوت الأزرق أزمة مجتمعية في دول عديدة، حيث تحولت إلي كابوس يدفع ضحاياه من الأطفال والمراهقين إلي العنف والإيذاء البدني وصولا إلي الانتحار. تم لفت النظر لهذه اللعبة إعلاميا حين نشرت صحيفة نوفيا جازيتا الروسية حول حوادث الانتحار للمراهقين في روسيا خلال الفترة من نوفمبر ٢٠١٥ حتي أبريل ٢٠١٦ بسبب لعبة الحوت الأزرق مما أدي إلي محاكمة مخترع اللعبة بتهمة التحريض علي الانتحار وقضت المحكمة بسجنه ثلاث سنوات في يوليو ٢٠١٧ ، واللعبة عبارة عن سلسلة من التحديات التي لابد أن ينفذها اللاعب وتصل إلي ٥٠ تحديا، وحين ينفذ اللاعب المهمة المطلوبة يتم تكليفه بمهمة أكبر وأكثر خطورة إلي أن يصل إلي التحدي الأخير الذي يدفعه إلي الانتحار. تستغرق اللعبة ٥٠ يوما بواقع مهمة واحدة كل يوم، وتتنوع هذه المهام بين الجيد والسيئ، المباح والخطر، والهدف تهيئة اللاعب نفسيا للإقدام علي الانتحار. إن مثل هذه الألعاب الإلكترونية تحض علي العنف والجريمة، وبالتالي تشكل تهديدآ للأمن الاجتماعي مما يجعلنا نطالب بإدراج هذه الألعاب ضمن قانون مكافحة الجريمة الإلكترونية، كما يجب تفعيل دور الأسرة والمؤسسات التعليمية بمخاطر استخدام التكنولوجيا التي تحض علي العنف والجريمة .