عرضنا في المقالات السابقة للروبوت الآلي وما ينطوي عليه من تأثيرات إيجابية وسلبية، ونختتم هذه السلسلة بالحديث عن الروبوت القاتل، والذي انتشر إنتاجه وتطويره بأشكال مختلفة في عدد كبير من دول العالم.
لقد سمح التطور السريع في مجال الذكاء الاصطناعي بتطوير الآلة العسكرية، واستخدام التكنولوجيا عالية الدقة في التصنيع الحربي، ولم يعد إنتاج مصانع السلاح يقتصر علي الأسلحة التقليدية، وإنما ظهرت الأسلحة الأشد فتكآ والأقوي تدميرآ والتي تتمثل في حرب الروبوتات، وهي صورة من صور حروب المستقبل، والروبوت هنا عبارة عن كائن الكتروني يمكن استخدامه كبديل للجنود في ميادين القتال للحفاظ علي حياة الضباط والجنود من البشر. فرضت هذه التقنية جدلاً مستعراً لدي الساسة والعلماء، وفرضت نفسها علي أجندة الأمم المتحدة ومنظمات حظر السلاح. يمكن إدراج بعض المنظومات الدفاعية البحرية، وطائرات الدرون دون طيار ضمن فئة الروبوتات القاتلة. وعند التنقيب عن أصل هذه الروبوتات القاتلة يعود بنا التاريخ إلي عام ١٤٩٥ حين صمم الرسام والمعماري الإيطالي الأشهر ” ليوناردودافنشي” ما أطلق عليه” الفارس الآلي”، أي القادر علي محاكاة حركات البشر. وفي عام ١٩٩٤ استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية طائرات دون طيار لأغراض الاستطلاع ونقل الصور عن بعد بشكل مباشر. وفي عام ٢٠٠١ بدأ تحميل هذه الطائرات بدون طيار بأجهزة دقيقة ومتفجرات، واستخدمت القوات الأمريكية هذه الطائرات لأول مرة في حرب أفغانستان، وشرقي العاصمة اليمنية صنعاء عام ٢٠٠١. تم استخدام الروبوت ” باكيوس” الذي صممته شركة ” آي روبرت” الأمريكية خصيصاً للمهام العسكرية مثل عمليات الاستطلاع والرصد إلي جانب مهام أخري مثل إزالة الألغام، ونزع القنابل، ونقل الإمدادات والذخيرة للجنود في ميادين القتال. كذلك تمكنت شركة سامسونج بكوريا الجنوبية في عام ٢٠٠٦ من إنتاج الروبوت البشري لوضعه علي الحدود مع جارتها كوريا الشمالية، ويتوفر لهذه الروبوتات القدرة علي تحديد موقع الشئ واستهدافه بناء علي تلقي الأوامر من البشر. وفي عام ٢٠٠٩ أعلن الجيش الأمريكي عن خطة لتصنيع طائرة تعمل باستقلالية تامة، بما في ذلك الآليات الهجومية، مما دفع منظمات حقوق الإنسان لإطلاق حملة لإيقاف الروبوتات القاتلة تحت شعار ” حرب بلا تفكير هي مجزرة ميكانيكية”٠ وعلي الرغم من الآمال الكبيرة في استخدام الروبوت للحفاظ علي حياة الجندي المقاتل، إلا أن هناك مخاوف تنتاب الخبراء من المقاتل الآلي الذي يفتقد المشاعر الإنسانية، وبالتالي يكون أكثر شراسة من نظيره البشري، بينما يري مشجعو الروبوتات أنها قادرة علي اتخاذ قرارات أفضل وبشكل أسرع لكونها مجردة من المشاعر الإنسانية. كذلك انتشر مصطلح” الحرب الإلكترونية”، وهي تعني ببساطة مجموعة من الإجراءات والممارسات التي تسعي لإلحاق الخلل والعطل بالأنظمة الإلكترونية المعادية، وتحقيق حماية الذات من الاستطلاع الإلكتروني المعادي ومقاومته، وتحقيق الاستقرار للنظم الإلكترونية الصديقة، وتنقسم الحروب الإلكترونية إلي نوعين رئيسيين هما: حرب الإشعاع وحرب البيانات، والبقية تأتي، ويخلق ما لا تعلمون، ويظل السؤال حائراً، هل الروبوت الآلي نعمة أم نقمة؟ وأين نحن من كل ذلك ؟ ونعرض لبعض التعقيبات في الأسبوع القادم إن شاء الله..