اجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم جلسة ثنائية من المحادثات مع رئيس السنغال, ماكي سال, في العاصمة السنغالية, داكار. وقد اعقب هذا الاجتماع اجتماع موسع حضرته وفود البلدين.
رحب الرئيس ماكي سال بزيارة الرئيس السيسى الى السنغال, والذي كان جزءا من اول جولة افريقية له بعد ان تولت مصر رئاسة الاتحاد الافريقي. واثنى الرئيس السنغالي على دور مصر في الدفاع عن المصالح الافريقية داخل الساحة الدولية وفي معالجة القضايا التي تهم الشعوب الافريقية, لا سيما تلك التي تتعلق بالسلام والامن والتنمية. – وقال ان رئيس السنغال يتطلع الى ان يبذل مصر جهودا لتحسين تصنيف افريقيا في مؤشرات مخاطر الاستثمار في المنظمات الانمائية الدولية.
وشدد الرئيس السنغالي على العلاقات التاريخية التي طال امدها بين مصر والسنغال, واكد من جديد ضرورة تعزيز مختلف جوانب التعاون المشترك, لا سيما في المجالات الاقتصادية والتجارية. وهذا بالاضافة الى الاستفادة من القدرات المصرية والخبرة والخبرة الناجحة في الارتقاء بالبنية التحتية, وبناء المدن الجديدة, والجسور والطرق, فضلا عن مشاريع في مجال الطاقة والسياحة. وسوف ياتي هذا في اطار دعم “خطة السنغال الناشئة” من اجل التنمية الاقتصادية.
وقال الرئيس السيسى مرة اخرى الرئيس ماكي سال على اعادة انتخابه لمصطلح رئاسي ثان, وهو ما يدل على ثقة الشعب السنغالي فيه لمواصلة طريق النمو والازدهار في البلاد.
وشدد الرئيس السيسى على ان مصر تقيم علاقاتها الاخوية مع السنغال في مختلف جوانبها, ولا سيما الابعاد السياسية والثقافية والدينية. وهذا هو بالاضافة الى المواءمة في الاراء والمواقف بين البلدين فيما يتعلق بالقضايا الاقليمية والدولية. واضاف ان هذا كان واضحا في الفهم والتنسيق بين البلدين خلال عضويتهم في مجلس الامن للامم المتحدة في عام 2016-2017, وخاصة في الدفاع عن مصالح القارة الافريقية فضلا عن مواقعهم الموحدة. اكد الرئيس السيسى التزام مصر باستمرار المشاورات السياسية مع السنغال بشان مختلف ملفات السلام والامن في افريقيا, انطلاقا من الايمان بالدور الهام في السنغال في هذا الصدد في افريقيا.
اكد الرئيس السيسى ان مصر فخورة بدورها في دعم جهود التنمية في السنغال من خلال برامج الدعم التقني وبناء القدرات للم الكوادر السنغالية الجديدة. وقال انه اشاد بالخطة الطموحة ل “السنغال الناشئة” للتنمية الاقتصادية, فضلا عن وتيرة النمو الاقتصادي في السنغال, وهي واحدة من النماذج الناجحة في القارة الافريقية. الرئيس السيسى سلط الضوء على مصلحة مصر لزيادة التجارة وتعزيز الاستثمار بين البلدين, بالاضافة الى تعزيز دور قطاع الاعمال المصرية في السوق السنغالي في الفترة القادمة, وذلك اساسا في مشاريع الهياكل الاساسية, والزراعة, والصحة, والعلوم, الثقافة والنفط والغاز ومن اجل المساهمة في دعم “الخطة من اجل السنغال الناشئة”.
وناقش الاجتماع ايضا تعزيز الجهود المصرية السنغالية لمكافحة الارهاب والا الايديولوجية المتطرفة في افريقيا, على مستوى الامن وتقاسم المعلومات, للمساعدة على تعزيز الامن والاستقرار اللازمة للتنمية, وخاصة في منطقة الساحل وغرب افريقيا. كما انهم اكدوا على اهمية المستوى الفكري. واكد الرئيس السيسي ان مصر تسعى الى تعزيز التعاون مع السنغال في هذا الصدد بوصفها احد المراكز الرئيسية لنشر الفكر الاسلامي المعتدل المستنير في منطقة غرب افريقيا. اشاد الرئيس ماكي سال بدور الازهر في محاربة الايديولوجية المتطرفة وفي نشر النهج المعتدل للاسلام في جميع انحاء العالم, بما في ذلك السنغال, من خلال تعزيز دور بعثات الازهر, وتحضير الدعاة وتقديم المنح الدراسية في مختلف المجالات ل السنغالي الطلاب يدرسون في مصر.
كما تطرقت المحادثات الى العديد من الملفات الاقليمية ذات الاهتمام المتبادل, وهي في المقام الاول التطورات في مختلف مناطق الصراع في القارة الافريقية, وطرق تعزيز وتنشيط دور الاتحاد الافريقي في ظل رئاسة مصر الحالية من خلال اصلاحها ماليا و مؤسسيا. اعرب الرئيس ماكي سال عن دعم بلده الكامل لتحركات مصر المختلفة في هذا الصدد, لا سيما في مجالات العلم والتكنولوجيا فضلا عن التنمية.
– وخلال المناقشات, كان هناك اتساق في الاراء فيما يتعلق بالحاجة الى عقد اللجنة المشتركة المصرية – السنغالية في اقرب فرصة في داكار, لانه من المتوقع ان يعطي زخما للتعاون الثنائي. الرئيس السيسى مدد دعوة الى رئيس السنغال لزيارة مصر فى المستقبل القريب.
– وفي ختام محادثاتها, شهد الرئيسان التوقيع على اثنين من مذكرات التفاهم للتعاون في مجالات الاعلام والمشاورات الدبلوماسية.