تتشابك أقدام المارة من أهل مصر المحروسة أثناء سيرها فى شوارع مصر العتيقة مهرولة نحو باب زويلة حيث يجلس الجسد «النورانى» قطب الجماعة والمرشد لوصفات العلاج والشفاء من بعض الأمراض التى استوطنت أجساد الجماعة فى الفترة الأخيرة ولا يكتفى قطب الجماعة ببعض الأوراد من رسائل الإمام الطبية التى يتصفحها داخل غرفته الزجاجية العازلة للرصاص بل يقوم بتفحص وجوه العامة من أهل مصر المحروسة ببعض نظرات العسس التى تلتف حوله من ميليشيات الجماعة لتحميه من شهيق وزفير حرافيش المحروسة الغاضبين ولا يقوم المرشد المعالج لأمراض الجماعة بتشخيص المرض وصرف الدواء إلا بعد إجراء بعض الفحوص الطبية على المريض فإن ثبت أن المريض لا تنتمى جيناته إلى جينات الجماعة يتم طرد المريض لأنه من الحرافيش الذين يدعون المرض وهذا ما جعل أحد مستشارى الرئاسة يشير على حاكم مصر قلاوون بإنشاء بيمارستان للجماعة واستحسن قلاوون الفكرة كما استحسن إبرهة فكرة بناء القليس، وأمر حاكم مصر قلاوون وزراء حكومته الجديدة بوضع التصميم والموازنة لبناء مستشفى قلاوون للأمراض النفسية والعقلية واختار مكانًا رائعًا لبناء المشفى الجديد فى شارع المعز عند حى النحاسين وتم بناء المشفى الجديد عام 1318 ميلادية، وتم انتداب بعض الأحجار الفرعونية من منطقة الأهرامات إلى منطقة بين القصرين وتم افتتاح مستشفى قلاوون للأمراض العقلية عام 1321 ميلادية وأصبح تحفة معمارية من الجرانيت المزركش بالجص والزجاج المعشق بزيوت النباتات الطبيعية ويتوسط المشفى فناء واسع تطل منه بعض الحجرات المحشوة بالمرضى، وهم بثيابهم البيضاء ويتكون المستشفى من قاعات كبرى لجلسات العلاج والكهرباء كما توجد حجرة كبرى للطوارئ يديرها أحد أقطاب الجماعة المشهود له بالسمع والطاعة ليتأكد بنفسه من أن المريض من الأهل والعشيرة حتى يسمح له بالدخول والعلاج على نفقة الدولة كما توجد مكتبة كبرى تطل على فناء المستشفى تضم أمهات الكتب التراثية من كتب السير مثل كتاب (رسائل الإمام وعصور الظلام) وكتب فى الفلسفة مثل كتاب (الوصايا العشرة وفلسفة النهضة) وتحوى المكتبة على مجموعة كبرى من كتب الطرائف مثل كتاب (جحا والشاطر) وكتاب (على بابا ومغارة المقطم) بالإضافة إلى مجموعة من الكتب المترجمة ككتاب (ألف ليلة وليلة يا ونيس) وفى فناء المستشفى تجلس فرقة موسيقية تعزف الموسيقى لنزلاء الجماعة وفى فناء المستشفى أيضا توجد بعض الشاشات التليفزيونية التى تعرض البث المباشر من استاد القاهرة وسط هتافات المشجعين من أولتراس الإخوان لبيك يا سوريا
ويحوى مستشفى قلاوون للأمراض العقلية للجماعة على عدد من الأقسام أهمها قسم أمراض (الشيزوفرينيا)، وهذا المرض ناتج عن خلل فى عملية التفكير والسلوك وفقد التواصل مع الواقع والمريض يتوهم دائمًا أنه فى الحكم والمعارضة فى وقت واحد وأنه مشغول بالدعوة للتظاهر وجمع تطهير القضاء والمريض بهذا المرض لا يستطيع الاندماج مع مجتمعه، وإذا سأله أحد العامة سؤالًا نراه يجيب عن سؤال آخر فمثلًا حين نسأله عن قتلة الجنود المصريين على الحدود تكون الإجابة قرض صندوق النقد الدولى وحين نسأله عن سبب انقطاع الكهرباء تكون الإجابة الاحتفال بيوم الحصاد ومرض الشيزوفرينيا يؤدى إلى ضعف الذاكرة مما يجعل المريض ينسى دائما ما وعد وتعهد به مما يجعل البعض يظن أنه رجل كذاب والمريض بهذا المرض لابد أن يكون قد تعرض لصدمات جسدية فى أزمنة لاحقة ومن أعراض هذا المرض فقدان السيطرة على حركات الوجه وإصابة الفك واللسان بتوتر أثناء الحديث ومن أعراض المرض أيضا التلويح دائما بالأصابع للتعبير عن الخوف من الحارة المزنوقة لأن المريض يشعر دائما أن الآخر يسعى إلى تدميره مما يجعل المريض يستنفر كل حواسه لرد العدوان الوهمى ونراه يردد باستمرار سوف أفعل ومن الأقسام المرضية فى مستشفى قلاوون للأمراض النفسية قسم أمراض (البارانويا) وهو جنون العظمة أو جنون الاضطهاد وفيه يشعر المريض أنه مضطهد من الآخر لأن الآخر لا يعرف قدره ولا يدرك سر عظمته وقد يبدو المريض بهذا المرض شخصًا عاديًا صحيحًا لأن ظاهره غاية التنظيم أما داخله فهو كتلة من التناقضات مما يجعل المصاب بهذا المرض يعمل على تشويه وتهميش وإقصاء الآخر والمصاب بهذا المرض دائمًا شكاك عنيد غاضب عدوانى وناقم على المجتمع وقد ينتقل المرض للشخص الصحيح عن طريق عدوى الجماعة فنرى بعض الناس المتحولين من أجل مصالحهم أصيبوا بهذ المرض لأن عدوى الأفكار تنتقل من الموهوم إلى السليم ويوجد فى مستشفى قلاوون للأمراض العصبية أقسام أخرى تتفاوت فى خطورتها على المجتمع مثل قسم الخوف العُصابى من محور روض الفرج والعاصمة الإدارية وقسم فوبيا غزوة الصناديق وهزيمة أردوغان فى إسطنبول.
وآخر الأقسام وأكثرها خطورة القسم الاقتصادى لنزلاء النخبة من رجال الجماعة الذين أصيبوا بالاكتئاب بعدما سمعوا بآذانهم وشاهدوا بأعينهم أهل مصر المحروسة وهم يرددون يسقط حكم المرشد فى 30 يونيه.
وبينما يسير حاكم مصر المحروسة قلاوون فى فناء المستشفى ليتفقد أمور الجماعة همس فى أذنه الأمير بشتاك وأخبره أن ديليسبس أحضر له الآيس كريم الذى يحبه.