غنت أم كلثوم ، و كانت مصر تمر بأزهى سنوات الإستقرار و التقدم الإقتصادي
حيث مصانع الحديد و الصلب و النسيج و السياحه و التعليم …. إلخ
طوف بِجَنِة ربنا ببلادنا و اتفرج و شوف
ضفتين بيقولوا أهلاً و النخيل شامخ صفوف
و ابتسامة شمسنا أجمل تحيه للضيوف
و النسيم يرقص بموج النيل على الناي و الدفوف
فوق هنا جنب المصانع و المداخن و الزحام
الغيطان اللي آخرها المدنه و ابراج الحمام
و السواقي اللي مانامت ليله من كام ألف عام .
كما غنى حليم ، بعد عودة جنودنا من حرب اليمن
يا حبايب بالسلامه
روحتوا و رجعتولنا بألف سلامه
رحلة نصر جميله
مشوار كله بطوله
ثم غنى محمد رشدي
يابو خالد يا حبيب
بكره هندخل تل أبيب !!
بعد أن أغلق جمال عبد الناصر مضيق تيران في وجه
إسرائيل في مايو 1967 و الإستعداد لحرب وشيكه مع إسرائيل ، و كانت
الآمال تتحدث عن تحرير فلسطين .. وفي أحد المؤتمرات سأل صحافي
عبد الناصر ماذا ستفعل لو تدخلت أمريكا ؟
فرد قائلاً ستواجه بقوه لم تتوقعها !!
قامت إسرائيل بشن هجوم على جميع المطارات الحربيه المصريه ، حتى
أنها دمرت الطائرات على أرضها ، هذا في الوقت الذي حشدت القياده
العسكريه ، قواتنا في سيناء بعد أن عادت منهكه من اليمن !
فأصبحت سماء مصر مكشوفه و حدث ما حدث ، و على إثر ذلك
إنسحبت قواتنا إنسحاباً عشوائياً من سيناء و قد دُمِر عتادها و إستشهد
و أُسِرَ أعداد منها ، و كانت نكسة 67 التي توقفت على إثرها عقارب
الساعه و كادت أن تموت مصر إكلينيكياً ، لولا أن قلبها كان لا يزال
ينبض بالحياه .
من المألوف و الطبيعي ، أن بعد الهزائم يثور البحر و يلقي بكل ما هو
غَث و يلفظه و يتطهر منه .
و السؤال هنا .. لماذا كان عبد الناصر واثقاً و شعبه أننا سندخل بكره
لتل أبيب ؟ الجواب أن المشير كان يعطي تقارير لناصر بأن كل شئ
تمام و القوات متدربه و على أهبة الإستعداد .. لدرجة أن المصريين
في ذلك الوقت و انا واحد منهم مع أبناء جيلي و نحن صبية صغار
كنا نردد ، أن بعشرة دبابات سنقتحم إسرائيل !
و أن الشعب المصري لو بَصَق كل فرد فيه على إسرائيل ، لَغَرِقَت !
خُدِعَ عبد الناصر من بعض قيادات الجيش و على رأسهم القائد
و كان لا بد أن يتطهر الجيش منهم و محاكمتهم ، لأنه إعتمد على
أهل الثقه الذين لم يكونوا على مستوى المسؤوليه ، فضاعت أحلام
و آمال الشعب الذي عاش أجمل حقبه من تاريخ مصر زهواً و فخرا
آملاً في آفاق كان تحقيقها قريب ، لكنها للأسف لم تطول .
لكن بفضل من الله و تماسك الشعب وراء قائده ، تم إستعادة بناء
القوات المسلحه ، التي طورت من نفسها تسليحاً و تدريباً و إستطاعت
أن تسترد سيناء في العاشر من رمضان ، السادس من أكتوبر 1973.
و بالأمس القريب كانت كل الظروف مهيأه للفوز بكأس الأمم الأفريقيه
و كانت الآمال قد عقدت و تهيأ الشعب أن المحاربين تحت قياداتهم
قد تأهبوا لذلك ، و لم لا ؟ حيث الأرض تلعب مع أصحابها ، و المدرجات
ليس بها مقعد فاضي ، و الشباب الوفي الأصيل أبدع تنظيمياً و إعلامياً .
فقائد الإتحاد و معاونيه و مدرب المنتخب أعطونا الأمل ، و القياده السياسيه
دَعَمَتهُم مع جنودهم اللاعبين ، كل الدعم .. لكنهم خذلونا كما حدث
من أهل الثقه في الخامس من يوليه 2019 كما حدث في نفس الخامس
من يونيه 1967 !!
و كان لزاماً أن يتطهر البحر و يلفظهم و يقدموا للمحاكمه بعد ثبوت
إدانتهم ، إذا كانت هناك إتهامات .. و من ثم إختيار إتحاد للكره ، وطني
ذات خبرات ، بعيداً عن المصالح و البيزنيس لإستعادة أمجاد مصر في
حصد البطولات .. عزاؤنا الوحيد أننا أصبحنا من أهم الدول تنظيمياً
و الفضل يرجع للشباب و على رأسهم محمد فضل .