تعانى الميديا عموما، والإعلام السمعى والبصرى (الإذاعى والمتلفز) خصوصا، فى عالمنا العربى، من إشكالية «شُح المعلومات» عند تغطية الأحداث الطارئة على وجه التحديد، وعليه يتحمل القائم بصناعة وصياغة الرسالة الإعلامية مسئولية تأخير نقل الخبر إلى المتلقى، ويزداد الموقف صعوبة نتيجة التعددية الإعلامية، بمعنى وجود تنافس بين وسائط شتى تسعى إلى تحقيق السبق فى نقل الحدث، وهنا يواجه الإعلامى أو الصحفى هذا الموقف بإحدى طريقتين إما بالتعتيم، ريثما تتوافر المعلومات الموثوق فيها، ومن مصادر رسمية أو تغطية الحدث بدون تقديم معلومات، معتمدا على الأسلوب الوصفى لما يراه الناقل من موقع الحدث اما فيما يتعلق بالتعتيم على الخبر، هو نهج مرفوض فى ظل السموات المفتوحة، خاصة اننا نعيش فى عالم يعتبر قرية صغيرة، ولا تلجأ المؤسسات الاعلامية خاصة الرسمية او الحكومية لهذا النهج، إلا اذا كانت الإذاعة ستؤثر على الأمن القومى للدولة، وفى اعتقادى انه حتى مثل هذا التوجه يجب أن يكون نادرا او فى أضيق الحدود، لأن انتشار وسائل الاتصال الجماهيرى، يجعل من الصعوبة الاحتفاظ بسرية الاحداث، لاسيما فى ظل وجود ما يسمى الإعلام البديل او الجديد ومنه مواقع التواصل الاجتماعى!
إذًا الأصل فى الأشياء، هو إتاحة المعرفة بالتطورات، وهذا يستلزم حرية فى تداول المعلومات بين وسائل الإعلام خصوصا المؤسسات التابعة للدولة حتى نقدم المعلومة فى الوقت المناسب للجمهور، حيث البوح بالخبر دون معلومة قد يكون مقبولا لحظة وقوع الحدث، انما فى الزمن اللاحق لوقوع الحدث يحتاج المتلقى معرفة التفاصيل، ولا يمكن الوصول إلى هذه الحالة، إلا اذا توافرت المعلومات حول ماهية الحدث – زمانا ومكانا – واسبابه واطرافه ونتائجه، ودائما هذه الأخيرة تحتل مكان الصدارة فى ترتيب سلم الأهمية لدى المتلقى!
وتأتى الإشكالية من عدم توافر المعلومة الصحيحة لحظة وقوع الحدث فيضطر الصحفى او الاعلامى إلى التريث وعدم التسرع فى نقل الحدث، ويفضل كثير من المؤسسات الاعلامية الدقة او الصدقية على السبق او التسرع فى نقل الخبر حتى ولو تأخر قليلا فى النقل، وهنا أقول إن حل هذه الإشكالية، يختلف من حدث إلى آخر وفى الإجمال عند وصول أنباء بوقوع حدث ما، يتم التأكد من مصدر الخبر ويتم استخدام تقنيات الاشارة العاجلة ( الخبر العاجل) لإعلام المشاهد بما يجرى ثم يتم تكليف مراسل بالانتقال إلى موقع الحدث وبعد ذلك تبدأ التغطية بالنقل المباشر سواء بالهاتف، او من خلال وسائل البث المتنقلة او المحمولة، ويراعى متابعة التطورات اولا بأول، من خلال الاتصال بالمصادر الرسمية مع الوضع فى الاعتبار أن مصدر الخبر، قد يكون جهة غير اعلامية او متخصصة، وبالتالى فلن يكون حريصا على سرعة نقل الخبر بقدر ما سيكون حريصا على تقديم المعلومة الصحيحة المدققة.