شرفت بالعمل كمراسل عسكري بعض الوقت، لذا كنت ومازلت حريصا في كتابة أي حرف عن جيشنا العظيم إلا بعد التأكد من الحدث، لذا التزمت الصمت طويلا بعد أن وقعت عيني على خبر “شؤم” بصفحة أحد الأصدقاء عن وقوع هجوم إرهابي أول أمس استهدف كمين تفاحة في بئر العبد، وبعد ساعات قليلة، أصدرت قواتنا المسلحة بيانا يكشف عن قتل آلاف الإرهابيين ومصادرة أسلحتهم وعرباتهم و… نتيجة الأعمال القتالية الباسلة لقواتنا بمناطق العمليات، موضحة أنه في المقابل تم استشهاد وإصابة ضابط و( 9 ) جنود أثناء الاشتباك وتنفيذ أعمال التفتيش بالكمائن علي الطرق ومداهمة البؤر الإرهابية .
تزامن هذا الحادث الآثم ضد أبطالنا مع ما يروجه إعلام “الإرهابية” مؤخرا من أكاذيب وادعاءات بعيدة كل البعد عن أرض الواقع، والذي فاق في “سفالته وتطاوله على الدولة ورموزها كل وأي حد، بل وكشف إلي أي درجة من التدني والحقارة وصلت أخلاقهم وتدينهم المزيف.. وهو الأمر الذي يجعلني أطرح السؤال التالي: أي دين هذا الذي به يتشدقون ليل نهار.. هل هو دين حسن البنا الذي أمركم به في وصاياه الشيطانية لقتل جنود وضباط الجيش الذي يحميكم والوطن الذي تعيشون فيه.. إذا كان الأمر كذلك – وأظنه بحسب مؤامراتكم الدنيئة كذلك – فبئسا لكم ولكل من يتعاطف أو يتعامل معكم بشكل أو بآخر .
تطاول “إعلام الإرهابية” على مصر ورموزها ومؤسساتها بهذا الشكل يحتاج منا جميعا إلى وقفة حاسمة وحازمة لردع كل من تسول له نفسه أن يرتكب هذه الجريمة، سواء أكان ذلك خارج مصر أو داخلها، وهذا جانب مهم جدا مسئوليته تقع على عاتق الأجهزة المعنية، أما الجانب الأهم، فهو مجرد اقتراح بأن يبدأ الإعلام المرئي “الرسمي والخاص” في إذاعة خطابات كل من : خالد الذكر جمال عبد الناصر، وبطل الحرب والسلام أنور السادات، وذلك لكشف إجرام وعمالة وخيانة تنظيم الإرهابية منذ نشأته وحتى الآن، ليعرف الشعب مع من يعيش، ومع من يتعامل، وكيف يأخذ حذره من عدو يأكل أكله ويشرب مياهه ويحتمي بجيشه وشرطته ثم ينكر كل ذلك ويجحده.
وحتى تتضح الأمور أكثر، وبحكم عملي الصحفي، وعلاقتي بالكاتب والمحامى الكبير الأستاذ ثروت الخرباوى، فقد حرصت – كل الحرص – على متابعة وقراءة وسماع: مقالاته وكتبه وأحاديثه الإذاعية والتليفزيونية عن إجرام وخيانة وعمالة أعداء مصر والأمة (عبيد حسن البنا وسيد قطب ومن على شاكلتهما).
ولأنني أيضا – كرئيس لقسم الرأي- كنت على تواصل مستمر مع عدد لا بأس به من قيادات “الإرهابية” ممن وظفهم مكتب الإرشاد للدفاع عنه ضد صاحب أي رأي ديني أو سياسي مخالف لتوصيات ورسائل “البنا”، مثل: عصام العريان وجمال حشمت وعبد الرحمن البر(مفتي الارهابية) ومحمد مرسي ومحمد البلتاجي و…. فقد اطلعت عن قرب على أفكارهم وميولهم العدائية تجاه كل ما هو وطني في هذا البلد الذي ابتلى بهم وبأمثالهم.
لهذه الأسباب وغيرها الكثير، كنت ولازلت أحذر من غدر وكيد وخيانة وعمالة عناصر هذه الجماعة وأجنحتها، فهم – كما يؤكد لنا تاريخهم الأسود، واستنادا الى جرائمهم الأشد سوادا بحق الوطن – لا ينتمون إلينا من قريب أو بعيد، وهذا ما أكد عليه مرشدهم محمد مهدي عاكف في أحد لقاءاته الإعلامية حينما قال: “طظ في مصر وأبو مصر واللي في مصر”.
ولو بحثنا في: التصريحات والمقالات والدراسات والكتب التي ترصد جرائم الإرهابية لقامات وطنية مشهود لها بالنزاهة والوطنية، لتأكدنا أن حريق أقسام ومديريات الشرطة فى يناير 2011- بحسب تأكيد الكثيرن ومنهم “الخرباوي”، هو نفس السيناريو الذى استخدم فى حريق القاهرة عام 1952، وهذا يعنى أن من ارتكب الجريمتين وااااااااحد، هم «إخوان إبليس».
ولمزيد من التأكيد، فلنرجع جميعا إلى 6 سنوات مضت، وقت أن دعا من أطلقوا على أنفسهم «الجهادية السلفية» برفع المصاحف على أسنة السيوف لهدم الدولة، لقد كان أيضا ذات السيناريو الهدام الذى استخدمه “إخوان الشياطين” فى الفتنة الكبرى التى وقعت بينهم وبين قوات الأمن سنة 1947 فى “قسم الخليفة” بناءً على إشاعة خططوا لها تدعى – زورا وبهتانا- بأن مأمور القسم مزق المصحف الخاص بأحدهم و لم تكن – كما قلنا – إلا إشاعة.
ختاما، أقول لهؤلاء “الخونة” إن مؤامراتكم السابقة مثل مؤامراتكم الحالية، ليست ضد ظلم اجتماعى أو فساد مالى أو أخلاقى كما تدعون وتروجون ليل نهار في قنواتكم الفضائية، وعلى صفحات صبيانكم الاكترونية، إنما هى مؤامرة على مصر الدولة والشعب والإسلام نفسه، لأن من دعوا إليها ومولوها وتبنوا تنفيذها، هم مجموعة من عبيد المال وبائعو الدين بالدنيا، مجموعة لا يهمها أبدا الدفاع عن دين الله، ولا عن شرعية الإسلام، إنما فعلوا كل ما فعلوه بأوامر خارجية “بغيضة” فى إطار خطة “حقيرة” للنيل من مصر وجيشها لصالح العدو الطامع فى السيطرة على المنطقة العربية لتصبح لقمة سائغة لإسرائيل، لكن بفضل الله وعونه وعزيمة المصريين وتماسك جبهتهم الداخلية والتفافهم حول جيشهم ورئيسهم سيخيب ظنكم.
أقول هذا الكلام لأنبه وأحذر من محاولات خفافيش الظلام الذين يسعون لبث روح الفرقة والفتنة والوقيعة، مرة بين الشعب والشرطة، وأخرى بين الشعب والجيش، ثم بين الشعب والرئيس، لكن بفضل الله، ووعي الشعب، سيخيب ظن الخونة والعملاء.