عام 1996 أُنشئت قناة «الجزيرة» القطرية بمجموعة من الصحفيين العاملين فى الـBBC ومن بينهم عدد من المصريين والحقيقة كنت أثق فى مهنيتهم حيث استعانوا ببعض العاملين فى قطاع الأخبار بالتليفزيون المصرى وأعتقد أنها كانت تمثل الأداء الاخبارى الاحترافى للناطقين بالعربية فى ذلك الوقت مع غياب قناة فضائية إخبارية عربية قادرة على تحقيق نسبة مشاهدة على الأقل فى المنطقة العربية حيث كانت الساحة خالية لإسرائيل.
عموما اتبعت «الجزيرة» نهجا جاذبا لجمهور المشاهدين حتى بعد الغزو الأمريكى للعراق بسنوات قليلة عندما اختلت سياستها التحريرية وتخلت عن مهنيتها وسقطت مكانتها وظهر وجهها الحقيقى المتعاون مع جهات استخباراتية إقليمية ودولية ولهذا وضحت إجابة سؤال حائر منذ انشائها: لماذا دولة قطر بالذات ولم يفكر مثلا منشؤها أن تنطلق من مصر قلب العروبة؟ كانت «الجزيرة» ومازالت بعد 23 عاما مشروعا سياسيا يخدم مصالح معادية للعالم العربى ويظل اسم (حاييم سيبان) وهو يهودى من أصل مصرى وراء فكرة إنشاء الجزيرة وتوجهاتها وأهدافها ومن يملكها ومن يقف وراء تمويلها وليس صعبا اكتشاف أن هذه القناة تعتبر ذراعا اعلامية لجماعة الإخوان من خلال علاقة «سيبان» برجل الأعمال الإخوانى يوسف ندا والدور الذى يثير علامات استفهام لبنك التقوى وعلاقته بما يسمى منظمة Islamic relief عبر مكتبها فى لندن.
ويمكن القول إن السياسة التحريرية الحالية لقناة الجزيرة تعتمد على توظيف الادوات المهنية فى تحقيق اهداف دعائية مغرضة منها القيام بنشر الشائعات وترويج الأخبار الكاذبة وظن القائمون عليها أن المتلقى العربى غبيا بدرجه يتقبل أى شىء يقدم له مثل استخدام فيديوهات قديمة على انها جديدة وتركيب اصوات جديده على صور متحركة لا علاقة لها بالمحتوى الصوتى بل وتتعمد القيام بدور المهيج رغم أن ما تعرضه فيديوهات تافهه تركز على اللقطات المقربة وتقوم بهذا الانتهاك لمواثيق الشرف الإعلامية ليس ضد مصر وحدها بل ضد كل من يخالفها الرأى والتوجه من الدول العربية ومن الجرائم المهنية التى ترتكبها الجزيرة ويمكن اكتشافها عندما نتابع نشرات الاخبار بها تخلط الرأى بالخبر لاسيما إذا كان الخبر موجها ضمن إطار أعمال عدائية ومثال ذلك طريقة عرض الموضوعات المتعلقة بالإرهاب حيث ثبت بالدليل القاطع فى أكثر من عملية إرهابية فى مصر أن هناك تنسيقا بين العناصر الإرهابية ومراسلى الجزيرة وهو من وجهة نظرى سقوط مهنى يخدم أهدافا سياسية باختصار فى عام 2019 تشارك قناة الجزيرة القطرية القنوات المأجورة التى تبث من تركيا وهى قنوات لا تستحق التوقف عندها نقول شاركتها الجزيرة فى ما يمكن تسميته (الإعلام الأسود) وخسرت هذه القناة مصداقيتها – التى أصبحت فى خبر كان – لدى المتلقى العربى إلى الأبد.
لكننا لابد أن نتساءل: ما الذى ترك الملعب الإعلامى خاليا لهذا النوع من الإعلام وهو يعد جزءا لا يتجزأ من فكر الإرهاب؟ الإجابة واضحة وتتلخص فى عدم وجود إعلام مضاد لقنوات الإعلام الأسود يتعامل بمصداقية ومهنية وبنظرة كاشفة للحقيقة التى تعمل هذه القنوات على إدخالها فى أجواء ضبابية لتتوه الحقائق حتى يسهل التأثير على المتلقى الذى قد يلجأ لها لأنه لا يجد البديل وللحديث بقية!