في ظل أجواء حميمية، وحوار ثري بين الثقافات، شهدت الدورة ٣٥ من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط العديد من الفعاليات والأنشطة التي أعادت لمدينة الإسكندرية رونقها كمدينة كوزموبوليتانية وعروس البحر الأبيض المتوسط. جهد وافر من جانب الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما برئاسة الكاتب والناقد الكبير الأمير أباظة في الإعداد والتنظيم لهذا المهرجان المتميز. كانت الدورة الأولي لهذا المهرجان قد انطلقت منذ يوليو ١٩٧٩ بهدف تحقيق التماذج والتواصل الثقافي بين دول شمال وجنوب البحر المتوسط، وعلي مدي أربعين عامآ أقيمت ٣٥ دورة كانت آخرها دورة الفنانة القديرة نبيلة عبيد تقديرآ لمشوارها الطويل من العطاء والإبداع. شارك في مهرجان هذا العام ٣٠ دولة هي : إسبانيا، والبوسنة، والجبل الأسود، واليونان، وإيطاليا، وفرنسا، وسلوفينيا، وقبرص،وكرواتيا، وألبانيا، ومالطا، والمغرب، والجزائر،وتونس، وسوريا، ولبنان، وفلسطين، وألمانيا، والبرتغال، وصربيا، وبريطانيا، وبلجيكا، والعراق، والكويت، والبحرين، وسلطنة عمان،والإمارات العربية المتحدة، ومصر الدولة المضيفة.
تعددت مسابقات المهرجان بين مسابقة الأفلام الطويلة لدول البحر المتوسط، ومسابقة الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة، ومسابقة نور الشريف للفيلم العربي الطويل، ومسابقة محمد بيومي، ومسابقة ممدوح الليثي للسيناريو،فضلا عن ورش العمل، وعرض سبعة أفلام قصيرة من إنتاج وزارة التضامن الاجتماعي. اختارت إدارة المهرجان دولة إسبانيا كضيف شرف، وتم تكريم مجموعة من الفنانين والمبدعين إلي جانب الفنانة نبيلة عبيد وهم: المخرج الكبير محمد فاضل، والفنان المبدع محمود قابيل، والناقد والمخرج أحمد رأفت بهجت،والممثل اللبناني رفيق علي، والمخرج التونسي رشيد فرشيو، والممثلة الفرنسية ناتالي باي، والممثل الإسباني هوجوسيلفا،والمخرج الإسباني كولدو سييرا. وتواكب مع المهرجان إصدار الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما مجموعة من الكتب الوثائقية منها " إحسان عبد القدوس.. عشق بلا ضفاف" للناقدة والكاتبة الصحفية آمال عثمان،و" عز الدين ذو الفقار.. الحب في زمن الثورة" للناقد المبدع أشرف غريب، " محمد فاضل.. والناس" للناقد الدكتور وليد سيف ورئيس قسم السينما والتلفزيون بالمعهد العالي للنقد الفني، و" حسن الإمام.. رؤي نقدية معاصرة" للناقد سيد محمود سلام،و "نجرو.. صرخة في وجه السينما" عن المخرج الراحل محمد النجار تأليف الناقد الدكتورحسن زين العابدين. كذلك تم عقد ندوات بمناسبة مئوية ميلاد كل من الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، والمخرج عزالدين ذو الفقار، والمخرج حسن الإمام أدارها كل من الأستاذة الدكتورة عزة هيكل عميدة كلية اللغة والإعلام، والناقد أشرف غريب، والناقدة زينب الإمام. حصد جوائز المهرجان كل من المغرب، وسوريا، والبوسنة، وفلسطين، ولبنان، والعراق، وتونس، والسعودية، بينما غابت مصر عن الجوائز بالرغم من أنها أول من عرف صناعة السينما في الوطن العربي وإفريقيا !!!!