“خللي عندك دم ، وردي عليا ، وحسي شوية باللي انا فيه”، ليس كلامى والله ، ولا يمكن أن أتفوه بمثله ، فلقد تربيت على القيم والاخلاق ، انما هو مطلع أغنية أذاعتها الاذاعة ، سمعها الآلاف إن لم يكن ملايين ، وقد لفت نظرى ، ونظر الاستاذة الدكتورة نجوى الفوال ، رئيس المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية الاسبق ، وأستاذ الاعلام بجامعة القاهرة ، لهذا كتبت تقول : “اعتذر لحضراتكم جميعا عن هذه الألفاظ ،بس تخيلوا ده مطلع أغنية سمعتها في احدي محطات الإذاعة المصرية!، وتتساءل : أين لجان الاستماع بالإذاعة ؟، الله يرحمه عبد الحليم حافظ داخ قبل ان تقبله لجنة الاستماع ويسمح له بالغناء في الإذاعة ، وكان يغني صافيني مرة!، ثم نتساءل ما الذي حدث للمصريين أو كيف ضعفت وترهلت قوة مصر الناعمة!”.
لقد كتبت منذ أيام عن ضياع القيم والاخلاق ، وضربت أمثالاً تفضح المجتمع ، وإقترحت إنشاء لجنة عليا او مجلس أعلى او هيئة قومية تهتم بمواجهة كل خروج عن القيم والاخلاق المصرية الاصيلة ، أصبحنا فى حاجة لمثل هذا الكيان ، بعد أن إنتشر الفحش ، والفجور والجريمة بأشكال غريبة ، وعملا بالمبدأ العظيم ( إنما الامم الاخلاق ما بقيت ، فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا )، يعنى المجتمعات تعيش بأخلاقها وقيمها وأعرافها ، وحتى تقاليدها وان كانت غريبة على آخرين ، ونحن أمة الاخلاق والقيم نفرط بسهولة فى قيم وأعراف وتقاليد كانت هى سماتنا الأبدية ، مثل الشهامة المصرية الاصيلة ، والكرم ، والذوق ، والادب والثقافة الرفيعة .
كان لدينا أكبر قوة ناعمة فى العالم ، فى الفنون والثقافة والادب والاخلاق ، والرياضة ، والعلم ، والاقتصاد ، أين راحت ، اين اختفت ؟! ، أصبحنا فى ذيل الامم ، بعد ان كانت لنا هوية وشخصية معلومة للجميع . القوة الناعمة تدعم الدبلوماسية وسند رئيسى للقوات المسلحة ، نحتاج وبشدة لاسترجاعها ، واعادة احيائها ، ربما تنجح فى ذلك الكيان الذى طرحته فى يومياتى بالاخبار ، والذى أؤكد عليه هنا ، ليست المسألة أذواق شبابية جديدة اذا ارتبط الشىء بالقيم والاخلاق ، فالشباب نربيه فى البيوت والمدارس والجامعات وومراكز الشباب ، وفى المسرح والسينما والشارع ، فى هيئات الثقافة ، وفى اماكن العبادة والعمل ، الاجيال نتاج تربية شاملة بالمجتمع .
أرجو ان نفيق ونعيد اصلاح قوة مصر الناعمة القائمة على الاخلاق والقيم والأعراف المصرية الاصيلة . اللهم قد بلغت اللهم فإشهد .
دعاء : ربى لا تذرنى فردا ، وانت خير الوارثين