أخبار عاجلة

د.حسن عماد مكاوي يكتب… وسائل التواصل الاجتماعي وتحليل المشاعر(١-٣)

هل تعبر الرسائل التي يتبادلها الأفراد عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن مشاعرهم الحقيقية تجاه شخص، أو قضية، أو منظمة، أو دولة؟ هذا هو الاتجاه البحثي الجديد الذي يهتم “بتنقيب البيانات” المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي لاستنباط مشاعر المستخدمين تجاه حدث أو قضية أو شخصية معينة، وهو ما يحتاج إلي المزيد من اهتمام الباحثين في العلوم الاجتماعية عامة، وعلوم الاتصال علي نحو خاص. اقتحم هذا المجال بجرأة الباحث الواعد الدكتور طارق الخليفي مدرس الإعلام بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، حيث عرض بحثآ رصينآ بعنوان “تنقيب بيانات وسائل التواصل الاجتماعي واستخداماته في البحوث الإعلامية، تحليل المشاعر نموذجآ” وذلك ضمن أعمال المؤتمر العلمي الرابع للمعهد الدولي العالي للإعلام بالشروق. تأتي هذه الدراسة في إطار التكامل المعرفي بين علوم الإعلام والاجتماع والحاسبات والمعلومات، ويقع هذا الاتجاه البحثي في مفترق طرق بين تخصصات مختلفة أهمها تعلم الآلة، ىمعالجة اللغة الطبيعية، وتحليل الشبكات الاجتماعية، وهو ما يعد بكثير من الفرص ويطرح بعض التحديات التي ينبغي استكشافها بحثآ وتحليلآ ونقدآ. أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي إحدي سمات القرن الحادي والعشرين بوصفها منصات إلكترونية، أو قنوات تتيح للناس التواصل ومشاركة المحتوي، كما أنها تتيح تفاعلات متعددة بين المستخدمين. لقد شكلت وسائل التواصل الاجتماعي تحديآ لوسائل الإعلام التقليدية بما أفرزته من قضايا، وما أثارته من إشكاليات، ولم تقتصر هذه التحديات علي تغيير الإعلام إنتاجآ واستهلاكآ وتأثيرآ، بل امتدت لتشمل البحوث الإعلامية علي مستوي المفاهيم والمتاهج والنظريات. وبعد أن حررت الهواتف المحمولة وسائل التواصل الاجتماعي من قيود الزمان والمكان، ورافقت المستخدمين أينما كانوا، فإن الخبرات والظواهر والأحداث التي يمر بها الناس في هذه الأيام تتحول بشكل فوري تقريبآ إلي محتوي في وسائل التواصل الاجتماعي، وأتاحة أكبر قدر من التشارك في خبرات الحياة اليومية. إن نظرة سريعة علي معدلات انتشار الإنترنت عالميآ ، وعلي النمو المتواصل في منصات التواصل الاجتماعي يعطي مؤشرآ علي التغير الذي حدث في بيئة الاتصال، فقد بلغ عدد مستخدمي الإنترنت ٤٫٤ مليار نسمة بحلول شهر يناير ٢٠١٩ بزيادة قدرها ٣٦٦ مليون مستخدم وبنسبة ٩٪ عن التوقيت ذاته من عام ٢٠١٨ ، ويعد موقع “فيس بوك” هو الأكثر شعبية بين منصات التواصل الاجتماعي. أدي استخدام مواقع التواصل الاجتماعي علي نطاق واسع إلي إتاحة قدر كبير من البيانات من جميع الأنواع، نصية وبصرية وعاطفية وحميمية، ومع وجود مئات الملايين من الناس يقضون ساعات لا تحصي علي هذه المنصات ليتشاركوا ويتفاعلوا معآ، فقد نتج عن ذلك بيانات يولدها المستخدمون بمعدلات غير مسبوقة إلي الحد الذي جعلنا نعيش فيما يسمي “بعصر البيانات الكبيرة” وبالتالي ظهر نوع جديد من البحوث التي تهتم بتنقيب بيانات وسائل التواصل الاجتماعي. ويعد “تحليل المشاعر” أحد أنواع ” تنقيب البيانات”; الذي يستخدم مجموعة من التقنيات والبرامج لتحديد مشاعر المستخدمين تجاه موضوعات معينة بهدف التوصل إلي الشعور العام للجمهور حيال تلك الموضوعات.. وللحديث بقية..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *