لم تعد دويلة الجزيرة ” قطر سابقا ” في حاجة إلي قناع تخفي خلفه وجهها القبيح بعد أن كشفت عورتها بشكل فاجر لا مثيل له ، وهي من ظلت تنفي دعمها للإرهاب في أي مكان في العالم ، وكأن رسالة حُكامها هي القتل والتخريب وتغذية الإرهاب بالمال والغطاء السياسي !
أمس الأحد أعلنت حكومة الوفاق – غير الوطني – الليبية أن تميم المجد .. راعي الإرهاب وعرّاب الخراب العربي أعلن عن استعداد بلاده لتقديم أي دعم تطلبه حكومة السراج – المنتهية صلاحيتها كالسلعة الفاسدة – في المجالين الأمني والاقتصادي .. بما يعني بشكل علني لا يحتاج إثبات تقديم المال لشراء السلاح وتمويل ميليشيات السراج في طرابلس ، والدفع لبهلول استانبول لنقل الدواعش من شمال سوريا والعراق إلي ليبيا ..
الخيانة القطرية لمحيطها العربي صارت كالبصمة لا يمكن محوها إلا بماء النار الذي يذيب الجلد ويحرقه ، ومع ذلك لا يمل تميم دويلة قطر من الادعاء المفضوح أن دويلته ستضاعف العمل من أجل أن تتجاوز ليبيا الأزمة التي تمر بها .. !
الحقيقة أن تميم وكما يقول المثل ” الطيور علي أشكالها تقع ” لم يجد غير خونة الأوطان يستقبلهم ويعرض عليهم خدماته بأموال الشعب القطري ، ولعل بهلول استانبول وجد ضالته في الدوحة ليدلوا بدلوه في المؤامرة علي ليبيا ليكون الطريق إلي مصر ممهدا لأحلام الخلافة العثمانية !
مخبول الدوحة يناقش مع مغتصب طرابلس بحث الأزمة الليبية في مؤتمر برلين المزمع عقده ويؤكدان علي ضرورة دعوة كل الدول المعنية بالشأن الليبي إلى هذا اللقاء دون أي إقصاء باعتبار أن دويلة قطر وتركيا أصحاب شأن في الأزمة الليبية ، فالأولي مسئولة عن التمويل والثانية مقاول الأنفار الذي يورد السلاح والإرهابيين إلي ليبيا .
لماذا تفعل قطر ذلك وهي تدرك أن عدم استقرار ليبيا يؤثر مباشرة علي مصر ؟
الإجابة ببساطة أن قطر تعاني من عقدة نفسية لن يستطيع حكماء العالم علاجها، ولن تستطيع أدوية العالم تخفيف ألمها.. فقد كانت قطر بين قوسين أو أدني من الجلوس والتربع علي عرش محور قناة السويس ، وكانت تؤهل نفسها للعب الدور الأساسي في المنطقة بمشاركة جماعة الشر والجاسوس محمد مرسي
وكانت أقرب إلي مفتاح مصر من أي دولة أخري تسعي إليها ،وكانت علي بعد خطوات قليلة لتحقيق حلم السيطرة باعتبارها ( عراب ) الصهيونية حيث أنها حليف استراتيجي لإسرائيل وإن كان بدون عقود واتفاقيات مكتوبة والأدلة علي ذلك لا تعد ولا تحصي ولا تستطيع قطر أن تنكرها .
لذلك كانت قطر وما زالت تريد الانتقام ممن حولوا حلمها إلي كابوس، وممن داسوا عليها وأظهروا خططها ونواياها تجاه مصر والمصريين وكشفوه للشعب المصري والعربي !
كذلك كان حال بهلول تركيا عندما تحول حلمه إلي كابوس برحيل جماعة الإخوان الإرهابية الذي كان يعول عليها في السيطرة علي مصر ، وأصبح السيسي و30 يونيو الصخرة التي حطمت عظامه وفقأت عينيه .. وقد حاول محاولات سابقة فاشلة في التحرش بمصر باتفاق مع المخلوع البشير بإنشاء قاعدة عسكرية في جزيرة سواكن السودانية ، وما زال يتحرش باتفاق مشبوه غير قانوني مع سراج طرابلس ، وأعتقد أنه سيفشل لأسباب كثيرة أهمها أن مصر لن تسمح بذلك تحت أي ظرف ولديها ما تفعله .. ناهيك عن عمليات التحرش الصبيانية في مياهنا الاقتصادية في البحر المتوسط .. وأعتقد أنه رأي بأم عينيه كيف تتسيد مصر مياهها الإقليمية والاقتصادية بكفاءة وقدرة يعرفها العدو قبل الصديق ، وكيف حقق مجرد التلويح بالقوة الردع المعنوي المطلوب في الوقت الحالي .
في 2015 كتبت تحت عنوان ” إلي متي السكوت علي قطر ” وفي 2016 كتبت ” حان وقت عقاب قطر ” وفي يونيو 2017 حدثت مقاطعة رباعية لقطر ضمت السعودية والإمارات والبحرين ومصر وما زالت حتي الآن ،
والسؤال هل استفاقت قطر وعادت إلي محيطها الخليجي والعربي أم تمادت في غيها وخيانتها وتآمرها علي محيطها العربي بعنف ووضوح وفجور ؟
بالقطع لم تتوقف قطر بل فتحت أراضيها لقواعد عسكرية تركية وإيرانية بالإضافة للأمريكية ، وتحالفت مع أعداء الخليج ومصر ، وتساهم بشكل فاعل في تفتيت ليبيا كما دفعت بسخاء للإرهاب في سوريا والعراق !
الأسئلة التي لا أجد إجابة لها هي .. لماذا كل هذا الانتظار علي دولة تتحالف مع كل أعداء محيطها الخليجي والعربي ؟
كيف يكون مقبولا أو منطقيا أن تجلس إيران وتركيا علي طاولة اجتماعات مجلس التعاون الخليجي عن طريق قطر المتحالفة معهما استراتيجيا ؟
كيف تؤتمن قطر علي أسرار مجلس التعاون الخليجي ومخططاته التي تنتقل في التو واللحظة إلي طهران وأنقرة ؟
كيف تجلس قطر في الجامعة العربية كعضو وهي تدعم وتمول إرهاب يدمر ويخرب أقطار عربية أعضاء في الجامعة بينما سوريا محرومة من الجلوس علي مقعدها بسبب قطر وأطراف أخري ؟
ماذا تنتظر دول مجلس التعاون من قطر أكثر من ذلك حتى تطردها من مجلس التعاون ، وماذا تنتظر الجامعة العربية من قطر أكثر من التحالف مع تركيا وإيران لتنفيذ مخططات شيطانية بالمنطقة العربية حني تجمد عضويتها ؟
أظن أنه حان الوقت الذي يُرفع فيه الكارت الأحمر لقطر .. بل صار الأمر ضروريا ولا يحتمل التأخير أو التسويف فالمنطقة كلها في خطر .