الهوية ( بوضع ضمة علي الهاء) هي مجموعة الصفات والسمات التي تميز الفرد أو المجتمع عن غيره من الأفراد أو المجتمعات، وهي بذلك متغيرة ومتطورة، تؤثر في الآخر وتتأثر به، والهوية بذلك هي نمط حياة، فهي تشكل شخصية الفرد المتميزة، ومنها يستمد الإنسان قوته لمواجهة تحديات العصر. وفي اللغة العربية تعني هوية الإنسان حقيقته المطلقة وصفاته الجوهرية. أما في الفلسفة فإن الهوية تعني حقيقة الشئ أو الشخص التي تميزه عن غيره، بمعني إحساس الفرد بذاته وفرديته وحفاظه علي تكامله وقيمه وأفكاره وسلوكياته في مختلف المواقف. ويعتمد ثبات الهوية علي مجموعة من العناصر، منها ثقة أفراد المجتمع في تراثهم وحضارتهم، واتساع المشاركة الإيجابية وعمقها، فلا يظل الأفراد والجماعات يمثلون جزرآ صغيرة منعزلة، وإنما تتكامل أنشطتهم لتحقيق الأهداف المشتركة التي ارتضوها، كذلك يعتمد ثبات الهوية علي تواصل التراث الثقافي والاجتماعي عبر الأجيال، ولا تحدث حالة من الانفصال أو التمزق بين الماضي والحاضر. أما أزمة الهوية فتعني الاضطراب التي يصيب الفرد فيما يختص بأدواره في الحياة، ويصيبه الشك في قدراته أو رغبته في الحياة طبقآ لتوقعات الآخرين عنه، كما يصبح غير متيقن من مستقبل شخصيته إذا لم يتيسر له تحقيق ما يتوقعه الآخرون منه فيصبح في أزمة. وإذا كانت القوة الشاملة للدولة تعني محصلة المقومات المادية والمعنوية التي يمكن توظيفها في إطار الاستراتيجية المتكاملة للدولة لتحقيق أهدافها، فإن الأمن القومي يعتمد في جوهره علي الحفاظ علي الهوية والتأكيد علي ثباتها واستمراريتها وحمايتها من أية تهديدات تؤثر علي كيانها وصلابتها، ومن ثم العمل علي معالجة نقاط الضعف وتعزيز نقاط القوة، ولعل من أهم هذه النقاط الحفاظ علي الهوية الوطنية. لذلك يعد الحفاظ علي الهوية أحد أهم الأهداف القومية، فالهوية ليست مجرد اتفاق بين مجموعة من البشر في اللغة أو الدين أو الثقافة أو العرق أو وجودهم المشترك علي أرض واحدة، ولكن الهوية شعور بالانتماء يجب أن يتم رعايته وتنميته. تتميز الهوية بأنها ذات محتوي ثقافي يربط بين أفرادها، كما أن من معالمها المميزة ارتباطها بدولة وأرض. إن الارتباط بين الهوية الثقافية والحدود السياسية أمر مميز للقومية، كما أن الشعور بالانتماء الوطني هوشعور دفين موجود داخل المصريينمنذ آلاف السنين، حيث حافظوا علي هويتهم عبر العصور من خلال خوض المعارك والكفاح المشترك الذي لعب دورآ مهمآ في تغذية الولاء والانتماء للدولة المصرية. لم تكن مصر عبر تاريخها الطويل منغلقة علي ذاتها ولا رافضة للاحتكاك الدولي، ولكنها ظلت معتزة بذاتها وتاريخها وجذورها، وحافظت علي كونها بؤرة الاتصال بالعالم الخارجي ولديها استعداد كبير لاستقبال الأفراد والأفكار في إطار الوسطية والاعتدال الذي اتسم به شعبها مما جعلها مقصدآ باستمرار للزائرين والمهاجرين من كل أرجاء العالم. لم تفقد مصر روحها الوطنية وهويتها الثقافية عبر التاريخ بالرغم من تتابع احتلالها بواسطة الفرس والإغريق والرومان والعرب والمماليك والأتراك العثمانيين حتي جاءت الحملة الفرنسية إلي مصر وانبثقت الروح الوطنية من بين الصدور الثائرة، واستعادت مصر بعضآ من عناصر قدرتها الذاتية منذ تلك الآونة وحتي الآن بالرغم مما لاقته من صعاب كثيرة وصلت لحد استخدام القوة المسلحة ضدها في كثير من الأحيان . وللحديث بقية..