ألم يحن الوقت بعد لما يسمى بـ “الدول العربية” أن تدرك أهمية وحدة المصير المشترك، وأن تحترم العلاقات الأخوية فيما بينها لتقف وقفة عزة وكرامة كـ”جبهة واحدة” لصد وإفشال ما يُخطط ضدها لنهب ثرواتها وتدمير شعوبها وأوطانها؟!.. إن الواقع المرير الذي نحياه اليوم، ومن قبل، يؤكد بما لايدع مجالا للشك، أن بعض دولنا ساهمت – بشكل أو بآخر – فى تدمير أوطان أشقائها خدمة منها لأعداء أمتنا، ولم تكتف بعض دولنا بذلك، بل قدمت أبناء أمتها كـ “قرابين” من أجل تنفيذ مخططات هؤلاء الأعداء على حساب المصالح العربية!!
فإن جاز لي التعبير، يمكنني القول – بكل صراحة – إن دولنا العربية أصبحت “ملطشة” لكل من هب ودب، وخير مثال على ما ذهبنا إليه، ما نراه ونسمعه اليوم عن تطاول وتبجح الأتراك الذين طردهم العرب من أوطانهم بعد فترة احتلال مرير ومعاملة وحشية للشعوب التى احتلوها!!
وبما أن العرب نسوا، أو تناسوا ربما عروبتهم، وتخلوا – طواعية – عن عهودهم، بل وتنكروا لاتفاقيات “وحدة الدفاع المشترك” التي أقروها بمحض إرادتهم، فكان من الطبيعي جدا أن يصل بهم الحال إلى ما وصلوا إليه اليوم.
خصوصا بعد أن انهار مشروع “القومية العربية” الذي كان يربط بين العرب وبعضهم البعض، وها نحن نتابع منذ زمن بعض دولنا وهي تفتح حدودها لكل الثعالب والذئاب البشرية، ومن ثم، بقيت أبواب القلاع مشرعة، وكانت النتيجة الطبيعية، بل والحتمية هي تسابق وتصارع الطامعون فى ثروات العرب للدخول من الأبواب المفتوحة والمرحبة بهم للحصول على حصتهم فى ثروة العرب.
أما بالنسبة للعرب، فمن الواضح أن نهب ثرواتهم واستباحة أراضيهم تتم برضاهم، وكأن الأمر لم يعد يعنيهم لا من قريب أو من بعيد، ومن ثم أصبح المصير المشترك الذي كنا ننادي ونحلم به يوما ما، أصبح وهما وسرابا، وهنا فقط، تأكد الأعداء من تحقيق مآربهم وأهدافهم عندما كشفوا نقاط الضعف العربي، فانهالوا عليهم بأكاذيب وادعاءات ما أنزل الله بها من سلطان، فتارة يختلقون ويروجون – عن طريق العجلة الجهنمية لإعلامهم وسياستهم – عن التهديد من خطر مجهول قادم إلي العرب، ولابد لوجود حماية لكشف وصد هذا الخطر، وتارة أخرى يصنع ذات العدو سيناريوهات على طريقة أفلام الكاوبوي لابتزاز العرب وسرقة أموالهم كنوع من الجزية لصالح الأمريكان والغرب معا.
والغريب، العجيب في هذه المهزلة، أن هذا الأمر لم يعد مقتصرا على أمريكا وأوروبا، بل دخل معهما على الخط – كما نوهنا من قبل – هذا “العثمانلي” الذي وجد له فرصة هو الآخر للاستحواذ على حصته من أموال العرب، ولكي يحقق هدفه، استخدم أسلوب ابتزازي – استعماري وقح، وذلك من خلال إرساله عناصر مجرمة ومرتزقة من عصاباته “الدواعش” وغيرها لقتل الأبرياء العرب وتدمير مدنهم.
وقد تابع جميعنا، الجرائم البشعة التي ارتكبتها عصابته فى سوريا من قتل وتدمير، ولم يكتف بذلك، بل تمادى في غيه وصلفه، وكرر ارتكاب نفس المآساة فى ليبيا، كل ذلك من أجل الوصول إلى هدفه الرئيسي وهو “مصر” للانتقام، فلينتبه ويستعد الشعب المصري إذا لمواجة عاصفة تركية مجنونة ومدمرة تترقبها بقايا فلول الاخوان الإرهابية داخل المحروسة لإقامة الخلافة الزائفة الظالمة التى لا تعرف إلا بالقتل وسفك الدماء والإقصاء والتشفي ونشر الفتن.
ولنا فيما حدث بالماضي البعيد خير مثال، فمنذ وفاة الرسول محمد – عليه أفضل الصلاة والسلام – وإلى اليوم، قتل من المسلمين الآلاف بالسيوف وتحت سنابك الخيل، بدءا من معركة صفين وحروب الخلافة العباسية والأمويين، مرورا بالجرائم التى ارتكبتها الخلافة العثمانية وطريقها المفروش بالدم والجماجم والتدمير والوحشية، وانتهاءا بما ارتكبته وترتكبه الجماعة الإرهابية أمس واليوم في المنطقة من: حرق دمار وتفجير وقتل.
واليوم، على الشعب المصري أن يلتف حول قيادته، وذلك من أجل الحفاظ على منجزاته، وحماية مستقبل أجياله وحضارته الإنسانية، وفي سبيل تحقيق هذا الهدف السامي والمقدس، لابد من مواجهة وسحق المجموعات الشريرة التي لا تعرف للقيم أي معنى، ولا تنتمي إلى الإسلام إلا اسمًا، ولا تعير لحقوق الإنسان أي قيمة، هؤلاء مثل الوحوش التي خرجت مستنفرة كفرة فجرة، يبحثون – فقط – عن قتل الأبرياء، وإحراق الشجر، ولن يردعهم غير أبناء مصر الذين هزموا إخوان الأتراك التتار فى معركة عين جالوت، فالله معكم يا مصريين، يسدد خطاكم ويهزم بكم أعداء الإسلام والإنسانية جمعاء.