حدد الرئيس عبد الفتاح السيسى مهام أساسية تحتاجها الدولة من الاعلام , أولها صياغة السياسات الإعلامية وتحقيق التنسيق والتناغم داخل المنظومة , ثانيها ضرورة أن يكون الإعلام قادراً على درء مخاطر إنتشار الشائعات , ثالثها أهمية الإلتزام بتطبيق المعايير المهنية الإعلامية والتركيز على شريحة الشباب والأجيال الناشئة . هذه المهام ليست إملاءات , إنما هى نابعة من دور الإعلام في تشكيل وعي المواطن , في ظل التطورات والمستجدات على الصعيدين الوطني والدولي، وفي عرض كافة الآراء والاتجاهات والاطلاع على الرأي والرأي الآخر، فضلًا عن ترسيخ القيم والثوابت المجتمعية، ومكافحة وعزل الفكر المتطرف.
لهذا كانت وزارة الدولة للاعلام , وكان الوزير الزميل العزيز أسامة هيكل , من الشخصيات الاعلامية الفاهمة والواعية والمتزنة , إضافة الى تاريخه المهنى المشرف , وهو ما يثبت بما لايدع مجالا للشك فشل منظومة الهيئات الاعلامية الثلاث , مع كامل الاحترام لأعضائها وتاريخهم , لكن الثابت أن تأثيرهم على تطوير الاعلام والصحافة يسير ببطء شديد , ولم يظهر لهم تأثير ملموس فى إنتشال الاعلام من خسائره التى فاقت ال20 مليار جنيه فى مجال الصحافة , و35 مليار جنيه فى إتحاد الاذاعة والتليفزيون , وهى مبالغ تتحملها الخزانة العامة للدولة إضافة الى ماتتحمله من صرف مرتبات وحوافز وارباح على هذا الفشل .
لقد ناديت بضرورة تطبيق الحوكمة فى إدارة المؤسسات الاعلامية والصحفية , وهو ما يقتضى منع المجاملات , ومحاربة الفساد , ووضع الحلول الاقتصادية لانتشال المؤسسات الاعلامية بكل شفافية ووضوح , وتحقيق المساءلة لكل من أخطأ فى حق اعلام الدولة المصرية , وقد تناولت جانبا من ذلك فى رسالتى للدكتوراة بأكاديمية السادات للعلوم الادارية .
لقد طلب الرئيس من رئيس الوزراء مصطفى مدبولى وأسامة هيكل وزير الاعلام القيام بتعزيز تلك الرسائل، من خلال صياغة السياسات الإعلامية ، وتحقيق التنسيق والتناغم داخل المنظومة الإعلامية، بما فيها الهيئات والمؤسسات الوطنية المنظمة للصحافة والإعلام في مصر. وللحديث بقية ان كان فى العمر بقية .
دعاء : ﺭﺑﻨﺎ ﺍﻓﺮﻍ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺻﺒﺮﺍ ﻭﺗﻮﻓﻨﺎ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺃﻧﺖ ﻭﻟﻴﻨﺎ ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ ﻭﺍﺭﺣﻤﻨﺎ ﻭﺃﻧﺖ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﻐﺎﻓﺮﻳﻦ.