ناقش الباحث محمد فضالي رسالة الماجستير الخاصة به تحت عنوان “ادارة التراث كأداة لتحقيق التنمية المستدامة من خلال رؤية مصر 2030 جامع احمد ابن طولون” -كحالة دراسية- وذلك بكلية سياحة وفنادق التابعة لجامعة حلوان بمنطقة القصر العيني
في بداية العرض رحب فضالي بالأساتذة المشرفات على الرسالة وهما: دكتورة منى رأفت استاذ الاثار بكلية سياحة وفنادق واستاذ دكتور ماري ميساك استاذ الاثار بكلية سياحة وفنادق
وقد استعرض الباحث محمد فضالي اهمية هذه الرسالة كمحاولة لإدخال ادارة التراث ضمن خطط التنمية المستدامة التي تسعى الدولة لتنفيذها طبقا للدستور المصري وقانون الاثار
وقدم جامع احمد ابن طولون كمثال بالإضافة الى عرض حلول بعض المعوقات بين وزارتي الاثار والاوقاف طبقا للمادة 30 من القانون المصري لحماية الاثار رقم 117 لسنة 1983
وركز الباحث محمد فضالي خلال عرضه على تطبيق مفهوم الحوكمة وكيفية تحقيقها للتنمية المستدامة وتفعيل دور القطاع الخاص في ادارة التراث ودور منظمات المجتمع المدني والمحليات وكيفية اشراكهما في التنمية
وقدم فضالي تعريف جديد للتنمية المستدامة من وجهة نظر التراث بصورة واقعية قابلة للتطبيق ، فالتراث من وجهة نظر البحث هو مورد طبيعي وبالتالي هو مورد اقتصادي وسياسي وثقافي وبيئي وايضا ثروة قومية ولتحقيق التنمية المستدامة منها لابد وان تدار بطريقة رزينة وحكيمة وتحقق المشاركة من المجتمع المدني والمساءلة والشفافية وتنفيذ القانون وينعكس ذلك على “البعد الاقتصادي” من خلال زيادة الدخل القومي وتقليل البطالة وزيادة احتياط النقد الاجنبي وعلى “البعد السياسي” سينشر قيم التسامح والتعايش في سلام ومحاولة للتقريب بين الشعوب وبعضها وفيما يتعلق بـ “البعد البيئي” سيتم الاعتماد على الطاقة النظيفة وتقيل الانفاق على الطاقة الغير متجددة اما “البعد الاجتماعي” سيزيد من الولاء والانتماء للمجتمع المحيط ويحافظ على الهوية المصرية وتماسك المجتمع الداخلي بين فئات الشعب المختلفة فكلما زادت قيمة الاثر وزاد الاهتمام به اكثر كلما يساهم ذلك في التنمية المستدامة اكثر
وردا على سؤال الاساتذة لماذا قام باختيار “ابن طولون” فرد فضالي: ان ابن طولون لديه تنوع ديني بين طوائف مختلفة وهو ما ساعده على ربط ما يحدث داخل الدول العربية من نزاع سياسي وطائفي فقرر تقديم ابن طولون كنموذج محبة وسلام وصولا لإنهاء الصراعات بالوطن العربي
وفي نهاية العرض قدم الباحث محمد فضالي مجموعة من التوصيات على المستوى المحلي فيما يتعلق بالمسجد والمشاريع القومية، وعلى المستوى الاقليمي اوصى بإنشاء المركز العربي لصيانة وحماية التراث
وبعد مناقشة الاساتذة المشرفين للباحث وبعد المداولة قررت اللجنة اعطاء الباحث محمد فضالي، تقدير “ممتاز” عن ماجستير في حفظ التاث وادارة المواقع، وقد اشادوا بالموضوع وفكرته ونصحوه بمحاولة تطبيقه على ارض الواقع
الجدير بالذكر ان مسجد أحمد ابن طولون هو أحد المساجد الأثريّة الشهيرة بالقاهرة، أمر ببنائه أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية سنة 263هـ/877م بمدينته الجديدة القطائع ليصبح ثالث مسجد جامع بني في عاصمة مصر الإسلامية، وقد شُيد المسجد فوق ربوة صخرية كانت تعرف بجبل يشكر، وتبلغ مساحته مع الزيادات الخارجية حوالي ستة أفدنة ونصف الفدان، ويقع المسجد حالياً بحي السيدة زينب التابع للمنطقة الجنوبية بالقاهرة، ويجاور سوره الغربي مسجد صرغتمش الناصري فيما يجاور سوره الشرقي متحف جاير أندرسون.