من بين وظائف الإعلام كسلطة رابعة مراقبة أداء الحكومة للكشف عن السلبيات بهدف تصويبها، وفي الوقت ذاته يقتضي الإعلام الموضوعي الإشادة بالإيجابيات خاصة عندما تنجح الحكومة في إدارة الأزمات، وفي هذا الصدد أود الإشادة بتصريح الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء بشأن ضرورة عهتمام وسائل الإعلام بنشر وبث برامج التوعية المختلفة لمواجهة فيروس كورونا المستجد ( كوفيد ١٩)، موجهآ بأن يتولى وزير الدولة للإعلام التنسيق مع جميع الجهات المعنية لتكثيف نشر وإذاعة برامج التوعية الخاصة بمواجهة هذا الفيروس، وهو ما يعمل الأستاذ أسامة هيكل وزير الدولة للإعلام علي تنفيذه باقتدار. لقد بات من الواضح أن الأجهزة الحكومية تدير الأزمات بقدر عال من الاحترافية، وهو ما تجلي بوضوح في أزمتي فيروس كورونا المستجد، وأزمة الظروف المناخية التي شهدتها البلاد خلال الأسبوع الماضي. وإذا كانت إدارة الأزمة تعني ببساطة تحقيق السيطرة علي الأحداث، وعدم السماح لها بالتصاعد علي نحو غير مرغوب فيه وهو ما نجحت فيه الحكومة بالفعل. تظهر أهمية وسائل الإعلام عند مواجهة الأزمات من خلال زيادة اعتماد الجمهور عليها في معرفة تفاصيل تلك الأزمات، فهي تمثل المصدر الرئيسي للمعلومات عن الأزمة لدي الجمهور، وأيضآ في تشكيل اتجاهاته نحو الأزمة وكيفية إدارتها. لقد أشارت دراسات عديدة إلي أن الجمهور بكل فئاته يعتمد علي وسائل الإعلام كمصادر رئيسية لمعرفة تفاصيل الأزمات، كما تظهر أهمية وسائل الإعلام أيضآ في السيطرة علي الشائعات التي تنتشر بسرة بالغة وقت الأزمة، والتي يكون لها تداعيات سلبية علي إدارة الأزمة، فهي غامضة بطبيعتها ومن ابصعب معرفة مصادرها لعدم توافر المعلومات الكافية عن أبعاد الأزمة. وإذا حاولنا تطبيق معايير الاتصال الفعال أثناء أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد نلاحظ أن الحكومة المصرية سارعت في الاستجابة للحدث بمجرد إعلان الصين عن ظهور هذا الفيروس في ولاية " ووهان" وبادرت باتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية لمواجهة هذا الفيروس، كما أعلنت بشفافية كاملة عن الحالات التي ظهرت في مصر، وبادرت وزارة الصحة بإنشاءمستشفيات لعزل الحالات المصابة، واتخاذ الإجراءات الوقائية والعلاجية للحجر الصحي في مختلف المنافذ وتقديم معلومات وافية عن طرق الوقاية والعلاج دون تهويل أو تهوين، ودون حجب المعلومات أو تضاربها، وكذلك التعاون مع مندوبي وسائل الإعلام وتزويدهم بكافة البيانات والمعلومات حول تطور انتشار الفيروس محليآ ودوليآ. وبالرغم من تلك الشفافية مارست بعض المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي هوايتها في نشر الشائعات ، وتناقل المعلومات المغلوطة وسرعة تداولها من خانب بعض المواطنين ، وهو ما دعا رئيس الوزراء إلي التصريح بأن الحكومة سوف تتخذ جميع الإجراءات القانونية التي من شأنها ردع كل من ينشر أخبارآ أو بيانات كاذبة، أو شائعات تستهدف النيل من مصلحة الدولة، وشدد علي عدم السماح باستمرار هذه الممارسات ممن يريدون الإضرار بأمن البلاد ومصالحها الاقتصادية. كما خصص المركز الإعلامي لمجلس الوزراء أرقام هواتف للإبلاغ عن أي شائعات تتعلق بفيروس كورونا المستجد أو غير علي مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع. كذلك أكدت الحكومة تطور قدرتها علي إدارة الأزمات فور إعلان هيئة الأرصاد الجوية عن الظروف المناخية السيئة التي تعرضت لها البلاد خلال الأيام الماضية، وبادرتكافة الأجهزة الحكومية باستنفار جهودها لمواجهة السيول والأمطار الرعدية في كافة المحافظات ، وهو مايستوجب توجيه التحية لجميع الأجهزة الأمنية والتنفيذية بالدولة .