قال سبحانه وتعالى: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ).. ” سورة الحديد.. الآية 16″.
ألم يأن للمسلمين أن يتقوا الله، ويكفوا أيديهم عن إخوانهم، ويوقفوا عدوانهم على بعضهم البعض؟؟!!؛ ألم يأن للرئيس التركي “أردوغان” – الذي يبرر جرائمه المشينة ضد المسلمين تحت شعارات إسلامية كاذبة – أن يخشى الله فى إجرامه ضد ابناء الشعب السوري؟؟!!، ألم يخاف هذا المجرم بعد؛ عقاب الله الذي قد يأتيه من حيث لا يحتسب؟؟!!
بل ألم يتعظ هذا الإخواني من إنذار الله بجند من جنوده ( فيروس كرونا ) الذي ينشر الرعب والموت فى كل مكان بالعالم أجمع؟؟!!، ألم ينتبه هذا العثمانلي بعد أن هذا الفيروس لا يمكن أن لا تمنعه الأسوار ولا الحراس ولا الجيوش بكل أسلحتها الفتاكة؟؟!!، أم يخش “أردوغان” بعد أن يُسلط الله عليه فيروس كرونا جزاءاً لظلمه وقتله آلاف الأبرياء من أبناء الشعب السوري؟؟!!، ألم يفكر هذا المجرم ولو للحظة واحدة أن من بين من تسبب في تشريدهم وسفك دمائهم ملايين الأطفال والنساء والشيوخ؟؟!!
لكل ما عرفناه ومالا نعرفه من جرائم ارتكبها ” أردوغان ” وأتباعه أسأل: هل ما يقوم به هذا المجرم ومن يدور في فلكه، من الإسلام أو الإيمان في شئ كما يدعون ويروجون؟؟!!، ألم يتأكد ” أردوغان ” بعد؛ أن ما يرتكبه من جرائم يندي لها جبين البشرية، تصنف على أنها جرائم إبادة ضد الانسانية، وأعمال أبالسة لا يرتكبها إلا الشياطن؟؟!
والغريب – العجيب أمام جرائم ” أردوغان ” الشنعاء، نجد حتى الآن من يدافع عنه ويتحدث عن إنجازاته!! ولمثل هؤلاء أواصل أسئلتي: ألا يُدرك ” أردوغان ” وأتباعه بعد مسئوليتهم عن سقوط وتشريد آلاف الضحايا والأبرياء يوميا وسط حالة من الصمت الدولي المريب ؟؟!!، فإن كنتم لا تدركون فتلك مصيبة، وإن كنتم تعلمون وتصمتون فالمصيبة أعظم، فا والله الذي لا أله إلا هو، لن تغنى عنكم أموالكم ولاقواتكم ولاجبروتكم من الله في شئ، يقول تعالى في كتابه الحكيم: ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42) .. ” سورة عبس.. الآيات.. من 40 إلى 42 “.
فإذا كان ” أردوغان ” وأتباعه لا يخافون من غضب الله وعقابه في تلك المأساة الإنسانية التي يمر بها عالمنا اليوم، فمتى إذا يعودون للحق، وهو سبحانه يريهم آياته وينذرهم بها فى قوله تعالى: ( وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (4) فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (5) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ (6).. ” سورة الأنعام.. الآيات من 4 إلى 6″.
فالله سبحانه وتعالى بلطفه ورحمته؛ ينذر عباده بأن يتبعوا الحق والعدل والرحمة، ويحذرهم بآياته لعلهم يرجعون اليه، ويرجعون عن ظلمهم لبني جنسهم، ففى كل عصر يرسل سبحانه الرسل والانبياء ليذكروا الناس بنعمة الله ان اتبعوا كتابه وينذرونهم ان غرتهم الحياة الدنيا ليفسدوا فيها ويهلكون الحرث والنسل، ألا يدركون بأن عذاب الله شديد؟؟!!.
ألا يعلم الظالمون بان الله مطلع على أعمالهم؟؟!!، يقول سبحانه وتعالى:( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ).. سورة إبراهيم.. الآية 42″ صدق وعد الله ونفذ أمره، حيث يعيش الناس فى كل مكان من الأرض شاخصة أبصارهم شاحبة وجوههم، يحيط بهم الرعب والخوف من كل مكان، حينما يصور لنا القران الكريم منذ أربعة عشر قرنًا غضب الله على عباده الجاحدين نعمته المتكبرين فى ملكه الظالمين المجرمين فى حق الناس قوله سبحانه (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37).. ” سورة عبس.. الآيات.. 34 إلى 37 “.
هذه هي الحالة بكل ابعادها وآلامها ومآسيها يعيشها العالم أجمع الآن، فمتى نعتبر؟؟!!، ومتى يتوب الناس عن ظلمهم لبعضهم البعض، ويرجعون إلى الله؟؟!، فاليوم يستفيق الناس على غضب الجبار؛ فلا أعذار لمن تحدى الله، ولا تسامح لمن ظلم أحداً من خلقه، ولا رحمة لمن لم يرحم عباده فى الأرض، ويمد يده للمحتاج، ويمسح دموع البائسين، ويرفق بالفقراء والمساكين، ويتق الله فى أعماله، ويطيع الله فى أوامره، فليس بعد هذا الإنذار إلا أن يستيقظ الانسان ويتوب إلى الله الواحد القهار، توبة نصوحاً ويستغفر ربه أن الله كان غفورا رحيما، ويرجع عن ظلمه، ويعيد للناس حقوقها، ويدعو الله مخلصا ومنيبا أن يرفع عنه هذا الوباء، ويلطف بنه ويرحمه ويتوب عليه، انه هو التواب الرحيم.
وفي ختام مقالي هذا، أوجه ندائي لكل المسلمين أمام هذا الكائن المجهول: “عودوا إلى رشدكم وأقفوا من غفلتكم وكفوا عن إعتداءاتكم ضد إخوانكم، لأن إصراركم على ظلمكم لغيركم سيجعلكم تخسرون الدنيا والآخرة، ويوم القيامة ستكونون من الخاسرين، حينها يكون نداءكم كما قال سبحانه: ( وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ).. سورة الأنعام.. الآية 27 “، وحينها أيضا لن ينفع الندم، ولا التمني فيجيبهم ربهم سبحانه: ( وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ ۚ قَالَ أَلَيْسَ هَٰذَا بِالْحَقِّ ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَرَبِّنَا ۚ قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ).. سورة الأنعام.. الآية 30 “.