نظرا لحالة الغل والحقد التي أتابعها اليوم ضد قواتنا المسلحة وقياداتها على ألسنة وأقلام إخوان الشياطين، وعملائهم، وعبيدهم، وجواريهم في كافة وسائل الإعلام المعادية، فلابد أن نعيد نشر ما كتبناه سابقا عن علاقة جماعة الإخوان الإرهابية بالماسونية العالمية، والتي سبق وكشفها قطبهم الإرهابي سيد قطب في مقالِ له بمجلة “التاج المصرى”؛ لسان حال المحفل الماسوني فى عدد الجمعة 23 أبريل عام 1943، ونشرته المجلة في افتتاحيتها بالبنط العريض، حيث تميز بعنوان لافت هو “لماذا صرت ماسونيا؟”، فيكتب “قطب” يقول:
– السؤال سهل ميسور، والجواب من القلب إلى القلب، فعرفت عندئذ أننى صرت ماسونياً، لأننى أحسست أن فى الماسونية بلسماً لجراح الإنسانية، طرقت أبواب الماسونية لأغذى الروح الظمأى بالمزيد من الفلسفة والحكمة، ولأقتبس من النور شعلة بل شعلات تضيء لى طريق الحياة المظلم، ولأستمد قوة أحطم بها ما فى الطريق من عراقيل وأشواك، ثم لكى أكون مجاهدا مع المجاهدين وعاملا مع العاملين”، ويضيف فى موضع آخر:
– لقد صرت ماسونيا، لأننى كنت ماسونيا، ولكن في حاجة إلى صقل وتهذيب، فاخترت هذا الطريق السوى، لأترك ليد البناية الحرة مهمة التهذيب والصقل، فنعمت اليد ونعم البنائين الأحرار”، وتابع الماسوني، وبواصل “قطب”:
– ليس الماسونى من أجريت له المراسيم بذلك، واكتسب هذه الصفة عن هذا الطريق، وإنما الماسونى من يعمل، ولكن فى صمت دون ضجة أو إعلان، هو من يفتح قلبه للجميع يتساوى لديه في ذلك الصغير والكبير، هو من يعمل الواجب لأنه واجب والخير لدواعى الخير، دون أن يبغى من وراء ذلك جزاء أو يطمح لنيل مطمح، هو من ليس له حق، وإنما عليه واجب”.
أما أديبنا العملاق عباس محمود العقاد فكتب مقالاً تاريخيا يكشف فيه عن هوية حسن الساعاتي ووالده اليهودي في 2 يناير عام 1949 جاء فيه:
– الفتنة التي ابتليت بها مصر على يد العصابة التي كانت تسمى نفسها بالإخوان المسلمين هي أقرب الفتن في نظامها الى دعوات الإسرائيليين والمجوس، وهذه المشابهة في التنظيم هي التي توحي إلى الذهن أن يسأل: لمصلحة من تثار الفتن في مصر وهي تحارب الصهيونيين؟! السؤال والجواب كلاهما موضع نظر صحيح ، ويزداد تأملنا في موضع النظر هذا عندما نرجع الى الرجل الذي أنشأ تلك الجماعة، فنسأل من هو جدّه؟.. وتابع :
– إن أحدا في مصر لا يعرف من هو جده على التحديد؟ وكل ما يقال عنه إنه من المغرب وأن والده كان “ساعاتي” والمعروف أن اليهود في المغرب كثيرون، وأن صناعة الساعات من صناعتهم المألوفة، وأننا هنا في مصر لا نكاد نعرف “ساعاتي” كان يعمل بهذه الصناعة قبل جيل واحد من غير اليهود.
ولربط هذا الحقد وهذا الغل لرموز الإرهابية بعبيدهم في الوقت الحالي، خصوصا بعد وصولنا إلى طريق مسدود مع إثيوبيا في مفاوضات سد الخراب من ناحية، ومن الناحية الثانية بسبب استشهاد بطلين عظيمين من قواتنا المسلحة بفيروس كورونا، فكان لابد أن أذكر القارئ العزيز ببعض تصريحات وتوجهات قادة وعوام هذه الجماعة الخائنة لله ورسوله؛ وفي المقابل الاستشهاد بكلام الله عز وجل، وكلام الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم، وشهادة بعض القامات الوطنية بحق المحروسة.
فحينما تحكم عليك الظروف وتجلس – مصادفة – مع بعض عناصرهم أو المنتمين إليهم.. ستجدهم لا يكلون ولا يملون من «اللت» و«العجن» عن مساوئ الفترة الحالية.. وإذا حاولت مناقشتهم أو الاعتراض على «هزيانهم».. ستجدهم يقسمون لك بأغلظ الأيمان أنهم ليسوا إخواناً ولا صلة لهم بالإخوان لا من قريب ولا من بعيد .. بل ويدعون – كذبا وافتراءا – أن كل ما يهمهم مصلحة مصر ليس إلا !!…
وتجدهم أيضا يحدثونك – مثلا – عن ارتفاع الأسعار دون أن يتطرقوا لمساعى الحكومة مع القوات المسلحة لخفضها.. وعن الفساد المستشرى هنا وهناك دون أن يذكروا لك أنه ميراث عقود مضت وليس وليد اللحظة !!.. وعن المشاريع القومية العملاقة بأنها مشاريع «وهمية» دون سند أو دليل على «هرتلتهم» !!.. وعن شرعية الإجرام «الداعشى» و«أنصار بيت المقدس» ضد ضباطنا وجنودنا الذين لاذنب لهم سوى أنهم يدافعون عن تراب الوطن !!.. وتلاحظ من خلال كلاماتهم المسمومة وجود تشابه وتنسيق غريب فى الصيغة والأسلوب.. وكأن من يُلقنهم هذا العبث هو شخص أو جماعة بعينها !!.
هذا الأسلوب -لمن لا يعى خطورته -له نتائج كارثية على نفسية المواطن.. لذا أنصح الجهات المعنية بالأمر أن تدرس هذا المخطط اللعين الذى بدأ يتنامى بشكل مخيف وسريع في أوساط الشباب..وفى هذا السياق أذكر قصة كنت قد قرأتها من قبل .. ملخصها أن عدداً لا بأس به من الضباط والجنود الأمريكان كانوا يقبلون على الانتحار فى أحد سجون كوريا الشمالية فى أثناء الحرب العالمية الثانية بشكل يدعو للدهشة رغم أنه كان سجناً نموذجياً فى مواصفاته مقارنة بالسجون العالمية.. وعندما بحث علماء النفس عن السبب.. اكتشفوا أن إدارة السجن كانت تشبعهم بالأخبار السلبية دون الإيجابية عن وطنهم.. هذه المعلومة ذكرتنى بما يتبعه الإخوان وإتباعهم حاليا.. ولا غرابة فى ذلك لأن مصر بالنسبة لهم ليست وطناً.
هم يريدونها خراباً ودماراً تنعق فيها الغربان والبوم لتكون بعد ذلك مأوى لأمراء الحروب وتُجار الدين.. ومن يريد التأكد مما أقول فليرجع إلى ما ذكرته باكينام الشرقاوى ــ المستشار السياسى للمعزول – وهى تقول:
– “أنا إخوانية مش مصرية».. وإلى كلام محمد مهدى عاكف ــ المرشد السابق لجماعة الإخوان – وهو يقول: «طظ فى مصر وأبومصر واللى فى مصر».. أما «المعزول» فكان كرمه زايد «حبتين» حينما أبدى استعداده للتنازل عن حلايب وشلاتين للأخ عمر البشير ..كل هذا كان يمكن أن يهون لولا تآمرالجماعة الإرهابية مع العصابة الصهيو-إخوانية على بيع 40٪ من أرض الفيروز مقابل 8 مليارات دولار بشهادة أعضاء الكونجرس الأمريكى الذين يحاكمون «أوباما» حاليا على هذه الجريمة التى أثقلت كاهل دافعى الضرائب الأمريكية.
ما سبق كان قليلاً من كثير فى أدبيات «الإخوان»عن الوطن الغالى.. وهذا ما أكدته فى مقال سابق.. يعنى بصريح العبارة.. مصر شعباً وأرضاً لا تهم الجماعة ولا محبيها ومشتاقيها وعبيدها وخُدامها فى شىء.. لكن على النقيض تهمنا نحن «الغلابة» الذين لا وطن لهم سواها.
تهمنا نحن الذين نشأنا وترعرعنا على عشق ترابها من آبائنا وأمهاتنا ومدرسينا الذين استقوا حبهم لمصر من القرآن الكريم فى قوله عز وجل: «فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».. سورة يوسف «الآية 99».. ويقول عنها الحبيب المصطفى ــ صلى الله عليه وسلم مخاطباً أصحابه الأجلاء ــ: «إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا بها جنداً كثيفاً فذلك الجند خير أجناد الأرض.. فقال أبوبكر الصديق ــ رضى الله عنه وأرضاه ــ لما يا رسول الله؟.. فقال الحبيب: لأنهم وأزواجهم فى رباط إلى يوم الدين».
وينصح الحجاج بن يوسف الثقفى طارق بن عمرو حين ولى حكم مصر فيقول له: «هم ــ أهل مصر ــ إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه.. وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه.. فاتق غضبهم ولا تشعل ناراً لا يطفئها إلا خالقهم.. وانتصر بهم فهم خير أجناد الأرض».
وخلال كلمات قليلة ومعبرة يقول البابا كيرلس مخاطباً المحتل الإنجليزى: «إذا كان موت الأقباط سيحرر مصر.. فليمت الأقباط وتحيا مصر».. ويقول البابا شنودة «إن مصر وطن يعيش فينا.. وليس وطنا نعيش فيه».. أما الشيخ محمد متولى الشعراوى فيقول: «من يقول عن مصر إنها أمة كافرة؟.. فمن المسلمون؟!.. ومن المؤمنون؟.. مصر التى صدرت الإسلام للدنيا كلها.. صدرتهحتى إلى البلد الذى نزل فيه الإسلام.. أنقول عنها ذلك؟!.. إنها مصر.. وستظل مصر دائماً رغم أنف كل حاقد أو حاسد أو مُستغل أو مستغل أو مدفوع من خصوم الإسلام هنا أو فى الخارج.. إنها مصر وستظل دائماً».