أخبار عاجلة

د.مجدي العفيفي يكتب… اللحظة الكورونية الراهنة…!

(1)
اللحظة الراهنة موحولة بالغث، وهو كثير ومتخم أكثر من الثمين، وهو نادر جدا.. ففي الزحام لا أحد يسمع أحدا ، وفي خضم هذه اللحظة تبحث عن جملة مفيدة فتعز عليك إلا قليلا..
حائرة هي اللحظة الراهنة في ( عالم كورونا)… مرتبكة لا تعثر فيها إلا علي أشياء ضبابية.. زئبقية.. الكل يشد أطرافها بطريقته.. وتتحكم فيها الايديولوجيا أكثر من التكنولوجيا.. حتى ليغيب (صوت) العلم والعلماء … تحت (سوط) الساسة والسياسيين..
(2)
التمس أحدنا الاجابة – النسبية طبعا – في «بوست» مترجم من اللغة الإسبانية في الميديا ، مضمونه أن الوباء أسفر عن أشياء كثيرة من قبيل: الولايات المتحدة الأمريكية توقفت عن كونها الدولة الرائدة.. الصين انتصرت في الحرب العالمية الثالثة دون إطلاق ولا حتى رصاصة واحدة.. عند الحاجة يمكن فعل الكثير لكوكب الأرض والبشرية.. الأوروبيون والغرب ليسوا كما يعتقد العالم.. هناك الكثير من البشر الذين يحتاجون للثقافة.. يستحق الاطباء والعاملون الصحيون أكثر بكثير من لاعب كرة قدم.. لن نكون مخطئين عندما نطلب المزيد من التمويل للمستشفيات وأقل للحرب. النفط لا يساوي شيئا في مجتمع بدون استهلاك..
وتتواصل تداعيات الأزمة بأن الوقاية تنقذ أرواح أكثر من التدخل في اللحظة الأخيرة.«الموت لا يميز العرق أو الطبقة الاجتماعية.. القطاع الصحي مهجور ومنسي. ومع ذلك متواجد ليقوم بعمله.. نحن لسنا مستعدين لوباء.. المصالح الخاصة تتفوق على المصالح الاجتماعية..الإنسان بشكل عام انتهازي بغض النظر عن وضعه الاقتصادي أو الاجتماعي ، اغلبهم عمل على رفع أسعار الأشياء الأساسية والضرورية في هذه المحنة..».
ويلجأ البوست إلى السخرية ، والسخرية موقف كوميدي مسكون بالمرارة ، فالناس من كثرة البكاء يضحكون« الشبكات الاجتماعية تساعد على التواصل، لكنها أيضًا وسيلة لإحداث الفوضى.. ورق التواليت أكثر أهمية من الطعام… يتجدد الكوكب بسرعة بدون البشر.. هناك من يكسب الملايين ولا يخدم الإنسانية بشيء لذلك لا يستحقون الاحترام.. مهندس المعلوماتية مهم ، ولكنه لاينفع عند انقطاع الشبكة.. البشر هم الفيروسات الحقيقية على هذا الكوكب.. نحن الآن نعرف بالفعل ما تشعر به الحيوانات في حدائق الحيوان.. الآن صرنا نقدر القيمة الكبيرة التي تعني المصافحة في إنهاء الصفقات».
(3)
ذلكم مشهد طرحناه في جلسة فكرية غلب عليها التحديق وصولا إلى التحقيق بأدوات التدقيق النابعة من عناء التجربة السياسية والخبرة الحياتية والرؤيا التي تتجاوز الرؤية.. «هناك شيء خاطئ .. هناك شيء ما» جملة قالها أحدنا ، وجادله ثالثنا: «لماذا… بل ألف لماذا ؟ فهل من مجيب؟» سؤال – ضمن عشرات الأسئلة الضخمة – يرفع حاجب الدهشة، ويبدو أنه لن ينخفض بسهولة، هذا إذا انخفض.. كأنها دائرة مفرغة.. تلف فيها التساؤلات وتدور.. لتعود إلى المربع الأول.. هكذا أجمعنا.. رغم تخليط المربعات.. قال صاحبنا وهو يحاورنا.ناقلا ما يتردد بخبث ودهاء من أن مدينة «ووهان» الصينية التي «قيل ويقال» انها المصدر الأول للفيروس القاتل كورونا.. تقول الاحصائية إن المسافة من ووهان الى شنغهاي 629 كم، والى بكين 1052 كم، والى ميلان8700 كم/ والى نيويورك 12000 كم / وإلى إيطاليا 8670 كم ، والى لندن 8880 كم، والى باريس8900 كم ، والى اسبانيا 9830 كم، ومن ووهان الى الهند 3575 كم، ومن ووهان الى ايران 6560 كم.
في ظلال هذا الضوء كثف صاحبنا ملامح أطروحة عبر الميديا في التالي :
« أولا .. اذا سلمنا بأن فيروس كورونا نشأ من مدينة ووهان في الصين.. الآن وصل الى كل ركن من أركان العالم، لكن الملفت للنظر أن هذا الفيروس لم يصل الى العاصمة السياسية الصين«بكين» والعاصمة الاقتصادية: شنغهاي بالقرب من ووهان،يقيم فيها جميع الاغنياء في الصين! ورجال الاعمال، ولا يوجد إغلاق ولا اي مظهر من مظاهر الحجر ، كورونا ليس لها تاثير في شنغهاي…! لماذا..؟.
ثانيا .. بكين هي المدينة التي يعيش فيها جميع قادة الصين، يعيش القادة العسكريون وكل الذين يديرون قوة الصين يعيشون فيها، لا يوجد اغلاق في بكين ولا حجر! كل شيء مفتوح! كورونا ليس لها تاثير في بكين ، لماذا..؟
ثالثا.. هل كورونا فيروس وباء ؟ الذي «قيل لنا» انه يجب ان يخلق الذعر في جميع انحاء العالم، ولكن الذعر لم يجتح بكين وشنغهاي.. لماذا.؟.
رابعا.. من المهم جدا ان نسال الصين السؤال الذي يراود الكثيرين وهو أن اكبر الدول المتقدمة في العالم لم تستطع ايقاف كورونا! الذي بث الخوف والرعب في مدن العالم الكبيرة، فلماذا لم يصل هذا الرعب والخوف إلى بكين…؟ لماذا لا يصل الى شنغهاي..؟ لماذا…؟.
خامسا.. اليوم، قد يتم اغلاق الهند بأكملها ،،قد يتم اغلاق دول بأكملها.. لماذا ؟ ولكن جميع المدن الرئيسية في الصين مفتوحة، ومنذ ٢٥ مارس, الصين تفتح ووهان ايضا ! العالم كله مصاب بالارهاب! الصين مفتوحة. الآن ..! لماذا…؟.
سادسا.. أمر آخر في غاية الأهمية، سوق الاسهم في جميع انحاء العالم قد انخفضت بما يقرب من النصف! لكن لا يوجد تاثير لهذا الفيروس في السوق الصينية ايضا.. لماذا…؟
سابعا.. كل ذلك يشير الى شيء واحد فقط ان كورونا هو سلاح بيولوجي خرج من الصين، بكيفية ما ستكشفها الأيام ، وقد اخفته الصين في البداية ، ليصبح الآن «تسونامي» اقتصادي جديد مدمر لاقتصادات العالم.. بعد التضحية ببضعة آلاف وهم من المنظور الصيني أبطال وطنيون ولا يشكلون مشكلة بالنسبة الى عدد السكان الضخم، سيطرت الصين الآن على هذا الفيروس! ربما تملك ايضا الدواء لهذا الوباء، وهي لن تتشارك به مع أحد من العالم ..«
(4)
مجرد تسؤلات تبدو بريئة.. !!.
والله أعلم.
(5)
يتهادى صوت عظيم من السماء قبيل أذان الفجر :
} حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ{ ( سورة يونس الآية ٢٤).
صدق الله العظيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *