أحد أهم توجيهات القيادة السياسية لوزير الإعلام أن يساهم الإعلام في بناء الشخصية المصرية عن طريق بناء الوعي وفق أسس سوية .
وبما أن الإعلان أحد روافد الإعلام فمن الطبيعي أن يتأثر الاعلان بالسياسة الإعلامية وليس العكس. وخلال النصف الأول من شهر رمضان المبارك تم عرض كم كبير من الاعلانات اعتمدت على فكرة ( التكرار يعلم الشطار ) مهما كانت الخدمة أو السلعة المعلن عنها فإن المعلن حتى يضمن الوصول إلى المتلقي يستخدم وسيلة الالحاح علية عن طريق عرض الاعلان في الساعة الدرامية الواحدة نحو خمس او ست مرات فلو كان لدينا مثلا ١٠ مسلسلات فان الإعلان يشاهد حوالى ٦٠ مرة في اليوم وخلال الثلاثين يوم لا يقل عرض الاعلان الواحد عن ١٨٠٠ مرة .
وتنقسم الاعلانات التي تكلفت مئات الملايين حسب الجهة المعلنة طبعا وتختلف تكلفة إنتاج الاعلان حسب مدته و مدى شهرة الشخصيات المشاركة فيه وإن كان بعضها يشارك بلا مقابل في الاعلانات ذات الطابع الخيري .
ونلاحظ أن محتوى الاعلان يركز على طلب تبرعات لمؤسسات وجمعيات خيرية أو مستشفيات للعلاج بالمجان أو الدعاية لشركات محمول وبنوك بشكل غير مباشر
أو دعاية مباشرة لمشروعات اسكان ومشروعات إنتاجية معينه .
بينما هناك اعلانات عن سلع مثل الملابس الداخليه وغيرها .
والملاحظة العامه أن جميع هذه الإعلانات كما أسلفنا تعتمد على التكرار وبعضها يقدم صورة لأنماط سلوكية تمييزية أو بعبارة أخرى تخاطب فئة محدودة من المجتمع وهي بالنسبة للعامة اعلانات مستفزة في ظل أزمة اقتصادية تسبب فيها وباء كورونا وكأن هذه الفئة من كوكب اخر ! وأعتقد أن أكثر الاعلانات المرتبطة بالشخصية المصرية الحقيقية كانت التي يتناول محتواها القيم والمبادئ والأخلاق المصرية دون أن يكون هناك رابط مقنع بالخدمة أو السلعة التي يروج لها مثل الغناء على النيل أو التغني بفكرة الإنسان الاستثنائي وهناك إعلان استغل محتواه الدعوة للتباعد الاجتماعي للترويج لاسمه وشعاره
ويبقى السؤال هل يمكن إنتاج مصنفات دعاية وإعلان تتسق مع الارتقاء بمستوى الوعي والذوق العام وأن تكون هناك اكواد موحدة ومحددة للعرف والاخلاقيات يراجعها منتج اي اعلان قبل البدء في تنفيذ إعلانه ؟!
ام أن المسألة مفتوحة تحت بند حرية التعبير والإبداع ( سداح مداح ) لاختراق الخصوصيات والعورات وعدم احترام مشاعر الجمهور ؟!
في كل تليفزيونات العالم يحدد للإعلان أو الاشهار وقت محدد قبل البرنامج أو بعده ويجب الإشارة إلى أنها فترة اعلانية بوضوح حتى لا يختلط الاعلان بالاعلام وكلمة أخيرة مثلما نتحدث عن مسودة أخلاقيات مهنة الإعلام من الضروري أن تكون هناك مسودة مماثلة ملزمة للعاملين في مجال الدعاية والإعلان !