كورونا تفضح الديمقراطية الغربية ومزاعم حقوق الإنسان (٥-٦)

كشفت جائحة فيروس كورونا ( كوفيد-١٩) الكثير من الشوائب ونقاط الضعف في النظام العالمي السائد. وبالرغم من التقدم المذهل في شتي مجالات العلوم والتكنولوجيا والأسلحة الفتاكة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، إلا أن كل هذا التقدم العلمي وقف عاجزآ عن التغلب علي هذا الفيروس اللعين. لن أتطرق إلي المخاوف التي يثيرها الجميع عن الركود الاقتصادي العالمي المرتقب، ولا عن المعاناة المتوقعة التي دقت جميع الأبواب في دول العالم وتداعياتها علي الشعوب، إلا أن التوقعات تشير إلي حدوث تغيرات ملموسة في النظام العالمي وذلك علي النحو التالي: هناك تغيرات مرتقبة في ميزان القوي الدولية، حيث يتقلص دور القطب الأمريكي الأوحد ويبرز دور العالم متعدد الأقطاب، حيث تميل الكفة الصين لتحتل القوة الاقتصادية الأولي ، كما يتصاعد دور الهند ودول شرق آسيا وروسيا الاتحادية مع تراجع دور الاتحاد الأوربي وربما تفكيكه وإعادة الاعتبار إلي الدولة الوطنية، خاصة بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوربي وربما يحذو حذوها دول أوربية أخري. لقد خسرت أفكار العولمة معركتها في أول اختبار حقيقي لتفسح المجال أمام نظام عالمي أقل شراسة وفردية، وأكثر إنسانية. لقد ضربت العولمة الفئات الفقيرة والمهمشة حتي في الدول الأوربية والولايات المتحدة، حيث تبين أن المعني الحقيقي للديمقراطية هو الحرص علي مصالح الشعوب وأمنها ورعايتها صحيآ واجتماعيآ، فقد تمكنت الصين من السيطرة علي الأزمة من خلال حكومة مركزية قوية تتخذ القرارات بكل حزم وانضباط وفي الوقت المناسب وليس من خلال النقاش الحزبي والجدل العقيم، فقد نجح الرئيس الصيني " شي جين بينج" في إدارة الأزمة باقتدار، وأثبت قدرة الدولة علي السيطرة علي الموقف بأقل الخسائر في إطار الحفاظ علي الأرواح البشرية قبل الاقتصاد، ومع ذلك يبدو أن قيادة الاقتصاد العالمي تتجه إلي الصين علي حساب الولايات المتحدة. وللحديث بقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *