حينما كان شابا و الدنيا تتألق امام عينيه كان كلما نظر اليها اشعرها بان بها نقص ما.. لدرجة انها كثيرا ما وقفت بالساعات امام المراة تتامل ملامحها و تتحسس وجهها ، احيانا تخرج بعض الصور لفنانات او سيدات اخريات فتقارن بين الصورة و بين صورتها التي تنعكس علي المراة .. فتجد انها جميلة و لا يشوبها اي نقص في المظهر فتجري و تتساءل هنا و هناك عما تفعله الأخريات فتجد انها الاكثر عطاء و الاكثر تضحية فتخلو الي نفسها متسائلة .. اين يكمن النقص لماذا ينجذب دائماً الي الأخريات ؟ لماذا كلهن عنده جميلات ما عاداها هي ؟ لماذا كلهن محقات و هي الوحيدة المخطئة؟ فلا تجد أجابه .. لدرجة ان كل امراة جديدة تظهر في حياته كانت تتحول حياتها هي الي جحيم.. و ظل قطار العمر يسير علي قضبانه و هو يركب في الدرجة الأولي دائماً بينما هي فترضي بالسبنسة و تعتبر ان هذا كرم كبير و نعمة وهبها لها الخالق عز وجل …لكن بدا الضعف يدب في بنيانه فما عاد يخرج مع الأصحاب و لا يسهر مع النساء الأخريات و استبدل هذا بالبحث في عيادات الاطباء و بالطبع هي كانت ترافقه في هذه الرحلات العلاجية الي ان جاء اليوم الذي لم يستطيع السير فيه بلا عصا و بالفعل كانت هي هذه العصاة الذي يتكئ عليها و الغريب انها تعرف كل هذا و يملا التسامح وجهها الي ان جاء يوم دارت بها الدنيا ولم تتوقف و لم تستطع ان تفتح عينيها فاقترب منها قائلا سامحيني … فقالت علي ماذا أسامحك ؟ بل أني اشكرك علي كل يوم جميل قضيته معك فشكرا لك .. و قبلت يده التي كانت تمسح دموعها و أسلمت روحها الي بارئها و من يومها و هو يبحث عن العصا و للأسف لم يجدها