هو من عائلة عملت في السلك القنصلي الفرنسي. وكان شابا لاهيا وغاوي بارات وعلب ليل.. المهم أهله حاولوا إنه يدرس محاماة علشان يشغلوه معاهم.. ولكنه بعد عام فشل في الدراسة فالحقوه بالسلك القنصلي باتصالاتهم وعلاقاتهم.. وعمل مع والده القنصل الفرنسي في الإسكندرية.. ولأن هذة الفترة تميزت بحكم القناصل.. فقد وثق دليسبس الاب علاقته بالوالي محمد علي.. وأعجب محمد علي باسلوب الابن الحلنجي.. وطلب من دليسبس الاب إن يترك ابنه ليصادق سعيد. الذي كان شابا بليدا كسولا لا يهتم سوي بالطعام.. ووجد دليسبس الابن في سعيد مادة خام يسهل تشكيلها.. فجره معه في الكازينو هات والبارات وعلب الليل.. مما جعل سعيد أداة طيعة في يد دليسبس الابن..
وبعد إن إنتهت فترة عمل دليسبس الاب عاد إلي فرنسا مصطحبا ابنه.. ولكن دليسبس الابن تم ضبطه في فضيحة نسائية اثناء عمله.. وتم رفده من السلك القنصلي الفرنسي.. واكتفي بالعمل في مزرعة تملكها حماته في باريس.. وفي اثناء هذة الاحداث يعتزل محمد علي الحكم ويمنح ابنه إبراهيم الولاية.. ولكن إبراهيم يموت بعد عدة أشهر. ويتم إعلان عباس حلمي الأول واليا علي مصر..
وكان كوالده رافضا لأي تواجد فرنسي في مصر.. فقد كان يعلم مدي اطماع فرنسا في احتلال مصر.. خاصة بعد نهاية الحملة الفرنسية.. اعتمد محمد علي علي دي بيلفون كبير مهندسي الحملة الفرنسية للعمل مشرفا علي مشاريع محمد علي والتي يقوم بتنفيذها الانجليز.. مثل خط السكك الحديدية من الإسكندرية إلي القاهرة ثم من القاهرة إلي السويس كنوع من الربط بين البحرين المتوسط والأحمر.. كما كان هناك مشروع قناة المحمودية.. والتي فرض محمد علي علي كل قرية مصرية إن تحفر المسافة التي امامها.. وبعد إن قطع المشروع شوطا طويلا للعمل علي نقل البضائع أيضا من الإسكندرية إلي القاهرة.. لولا انتشار وباء الكوليرا الذي ادي إلي تأخر المشروع.. كما كان الانجليز ينفذون مجموعة من مشروعات الري لصالح مصر. ومنها القناطر الخيرية ومجموعة من الترع والمصارف.. ولكن كان الانجليز ينفذون هذة المشاريع كمقاولين فقط لصالح مصر.. فكان محمد علي يميل إلي التعاون معهم رافضا التعامل مع الفرنسين خوفا من اطماعهم في احتلال والسيطرة علي مصر.. ونشأ عباس حلمي الأول علي كراهية الفرنسيين ورفض التعاون معهم..
بعد فشل الحملة الفرنسية في تحقيق أهدافها الاستعمارية في مصر.. وكان السبب الأساسي كما جاء في أمر التكليف لجيش الشرق بقيادة نابلىون.. احتلال مصر وإعادة حفر قناة أمير المؤمنين.. وهذا نص التكليف.. وبعد فشل الحملة.. تكون جمعية السان سيمون.. وهي جمعية تشكلت لتحقيق الاهداف الاستعمارية و الدينية بعيدا عن أساليب الحملات الصليبية التي تعتمد علي الجيوش والحروب والاستعمار العسكرى..
فقد كانت وسيلة السان سيمون الاعتماد علي إقامة مشروعات كبرى تستدعي بالضرورة وجود هؤلاء المستعمرين في اشكال مدنية.. حاول السان سيمون إن يدفعوا الوالي عباس حلمي الموافقة علي مشروع حفر قناة السويس.. ولكنه كان يرفض دائما.. وبعد ست سنوات من المحاولات المضنية والرفض.. تم اغتيال عباس حلمي في قصره.. ووجد البليد سعيد نفسه واليا علي مصر..
ووصل الخبر إلي دليسبس. وهو في مزرعة حماته.. وكان دليسبس متذمرا من الأعمال الروتينية في المزرعة…. أسرع دليسبس يهنئ صديقه في الهلس.. سعيد.. وطلب تحديد زيارة لتقديم التهنئة بنفسه.. وقد كان يعرف إن هذة فرصة ذهبية سيخرج منها بمكاسب ضخمة.. وعندما علم السان سيمون بزيارة دليسبس لصديقه القديم سعيد. والي مصر الجديد.. حتي سعوا لمقابلة دليسبس.. وعرضوا مشروعهم عليه.. وطالبوا منه استغلال علاقاته القديمة للحصول علي موافقة الوالي الجديد علي مشروع القناة.. وأدرك دليسبس إن نجاحةفي هذة المهمة سوف يعود عليه بمكاسب خرافية.. وبالفعل استقبل الوالي سعيد صديقه القديم دليسبس في احتفال اسطورى.. وجاب به وضيوفه معظم انحاء مصر.. ونجح دليسبس في إحاطة الوالي سعيد بمجموع من البصاصين الذين ينقلون لدليسبس كل حركات وخطرات الوالي سعيد.. كما نقلوا له خريطة أحواله النفسية.. حتي يعرف التوقيت المناسب لمفاتحة دليسبس في مشروع السان سيمون.. وقد تفاجأ دليسبس إنه قد نجح دون إن يبذل أي جهد.. سوي إنه أوعز للوالي سعيد.. إن هذا المشروع سيخلد إسم سعيد باكثر ما خلد ذكر الفراعين العظام.. وتعهد سعيد إنه سوف يمنح صديقه دليسبس امتياز حفر القناة.. دون أن يكلف الوالي سعيد نفسه بعرض المشروع علي أي جهة لدراسته أو حتي النظر فيه.. وعندما وجد دليسبس إنه نجح دون أي جهد يذكر في الحصول علي هذا الحق.. الذي فشلت فيه الحملة الفرنسية.. كما فشل فيه جماعة السان سيمون بقيادة الاب انفنتان.. وطوال أكثر من عشر سنوات.. وقد اطمع ذلك دليسبس في الاستئثار بالمشروع لنفسه وابعاد السان سيمون… وأي أحد آخر يقف في طريقه لتحقيق اطماعه.. ولحسابه الخاص..
ده رد علي كل من يدعي كذبا وافتراءا إن دليسبس كان مهندسا أو دارسا لأي علم هندسي.. كما إنه لم يكن صاحب أي فكرة عن أي مشروع.. ولكن سارت الامور معه بشكل عحيب.. ساعده الوالي سعيد البليد فقد كان يتصرف في عزبة أبوه. دون الرجوع لأحد.. ليسمح لدليسبس بتقييد مصر من رقبتها تنفيذا لاطماع شخص جشع و انتهازي.. تشرب بالفكر الإستعمار.. فاذاق مصر الويلات.. كما سنرى..
و للحديث بقية..إن كان في العمر بقية..