أبدت الولايات المتحدة الأمريكي قلقها من التطور النوعي للأسلحة الروسية، وحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عدة مرات، حث الرئيس الروسي فلادمير بوتين على وقف برامج تطوير الأسلحة، خاصة تلك المنظومات التي بدأت تتفوق على الأسلحة الأميركية.
رصدت الولايات المتحدة مبلغ ٧٠٠ مليار دولار لتطوير برنامج طائرات أف-٣٥ الشبح، بعد أن توقف انتاج طائرات اف-٢٢ بسبب عدة مشاكل ظهرت بعد استعمالها، إضافة الى سعرها المرتفع جداً والبالغ ٣٥٦مليون دولار، ولم يتم تزويد أي دولة في حلف الناتو بهذا النوع من الطائرات، ثم تمّ وقف استعمالها عام ٢٠٠٩ ، ليعاد تحليق بعض هذه الطائرات، الموجودة في القاعدة الأمريكية في قطر، فطارت فوق الأراضي السورية في الحرب على داعش، لكن ليس لوقت طويل، فهذه الطائرة تحتاج إلى ٣٠ ساعة صيانة بعد كل ساعة طيران، وتبلغ تكلفة ساعة الطيران الواحدة ٤٤ الف دولار.
بدأت شركة لوكهيد مارتن بإنتاج طائرات أف-٣٥ من الجيل الخامس بمواصفات الكترونية حديثة، أفضل من أف-٢٢، وبتكلفة أقل، حيث يبلغ سعرها ١٠١ مليون دولار، وكانت عدة دول من الناتو اشتركت في تمويل هذا المشروع ، من بينها تركيا، قبل ان توقف الولايات المتحدة الأمريكية تدريب الطيارين الأتراك، بسبب شراء تركيا لمنظومة صوراريخ أس-٤٠٠ الروسية. واستعملت إسرائيل هذه الطائرة لأول مرة عام ٢٠١٨ في القصف على سوريا.
تمكّنت الشركات الروسية من صناعة طائرة سو-٣٥ عام ١٩٩٥ ، والتي اشترت مصر ٢٠طائرة منها، ثم أنتجت روسيا طائرة الجيل الخامس سو-٥٧ التي دخلت الخدمة عام ٢٠١٥ وتفوقت على مثيلاتها الأمريكية، وبتكلفة أقل ٢،٥ مرة من أف-٢٢. أما في مجال الصواريخ فلقد حطّم صاروخ افنغارد أحلام الدرع الصاروخية الأمركية، الغير قادرة على ردعه، بسبب سرعته الهائلة التي تفوق عشرين مرة سرعة الصوت، وقدرته على المناورة وتغيير الاتجاه.
ولقد أثبتت منظومات الصواريخ الروسية المخصصة الدفاع الجوي فعالية كبيرة في حماية الأجواء، فتمكّنت منظومة «بانتسير اس ١ ام» من حماية قاعدة حميميم في سوريا عدة مرات، من هجمات الإراهبيين بطائرات مسيرة، فيما فشلت منظومة باتريوت الأمريكية في حماية السعودية من هجمات الحوثيين، بهذا النوع من الطائرات بدون طيار.
في ٢٨ من آب الفائت وضعت الولايات المتحدة الأمريكية ٦ قاذفات نووية من نوع ب-٥٢ في قاعدة فيرفورد البريطانيا. وقامت اثنتان منها بالتحليق فوق دول حلف الناتو رافقتها طائرات حربية من كل دولة كانت تمر فوقها، ووصلت إلى بحر البلطيق في الشمال، وتونس في شمال أفريقيا. وفي تصعيد لافت حاكت هذه المدمرات هجوماً على منطقة كالينينغراد الروسية، الواقعة في قلب أوروبا، والتي تشكل الأسلحة الموجودة فيها حالة قلق لدول الناتو، كونها قادرة على الوصول بسرعة إلى المناطق الخلفية لأوروبا.
أكد التقرير السنوي لمعهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام «سيبري»، أنه هناك سباق تسلح محموم، خاصة بعد التوتر الذي حصل بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، هذه الدولة التي رغم أنها أصبحت قوة عسكرية مهمة، لكنها ما زالت متأخرة عن الولايات المتحدة الأميركية، وتحتاج إلى مساعدة روسيا في أي حرب قد تندلع بينهما.
بدأت روسيا في تطوير الجيل السادس من الأسلحة، فيما تتأخر عنها باقي دول العالم، ولهذا السبب تشهد صناعاتها العسكرية إقبالاً كبيراً، ليس من دول الشرق الأوسط وحسب، بل من دول كبرى مثل الهند والصين، وحتى دول الناتو كتركيا.
مصر المستورد الأول للسلاح في أفريقيا، والتي هي في المركز الثالث عالمياً، تسعى لشراء الدبابات والطائرات من روسيا، رغم التهديد الأمريكي بفرض عقوبات عليها. وكذلك تفعل الجزائر، التي بدأ السلاح الروسي فيها يُشكّل مصدر قلق لدول أوروبا، خاصة إذا وافقت روسيا على تزويد الجزائر بطائرات سو-٥٧، هذه الطائرة المدمرة التي يصفها الغرب ب «المجرم» felon.
أما السعودية المستورد الأول للسلاح في العالم، فهي أبدت اهتماماً كبيراً بطائرة سو-٥٧، وكذلك الإمارات العربية تفاوض منذ معرض موسكو الأخير لهذا العام، لشراء كمية من هذه الطائرات.
عقود بمليارات الدولارات تحاول الدول ابرامها، خاصة مع روسيا التي اثبت سلاحها تفوقه في الميدان، من سوريا إلى ليبيا وغيرها من أماكن في العالم، ويباع بأسعار مقبولة مقارنة مع الأسلحة الغربية ، لكن استراتيجية التوتير هذه بات تُنبئ بانفجار حروب بالجملة، في عدة مناطق من العالم، خاصة على الجبهة الأمريكية الصينية، ومنطقة الخليج العربي.
في الصور اعلاه جدول مقارنة بين طائرتي أف -٣٥ و سو-٥٧