نعتبر التدريب الدائم في مجال الإعلام ضرورة تستهدف تنمية المهارات الإبداعية للاعلامي وتشمل كل الوظائف الاعلامية (مذيع مراسل محرر معد مخرج مصور مونتير منتج ) لأن التدريب المستمر يحافظ على جودة واتقان العمل الذي وصف في القرآن الكريم بالصالح .
إن كلمة صالح ليست فقط فيما يتعلق بالاعمال ذات الطابع الروحي أو الديني حيث ينطبق الصلاح ايضا على الاعمال الدنيوية ومنها مجال الإعلام فكل عمل صالح يعني تقدم ورقي المجتمع من ناحية وينمي مدركات ووعي المتلقي من ناحية اخرى .
ووردت في القرآن الكريم (360) آية تحدثت عن العمل كما وردت (190) آية عن (الفعل) وهي تتضمّن أحكاماً شاملة للعمل الصالح وعليه
إنّ العمل الصالح شعار الإسلام وهدفه الأسمى.
العمل الصالح رمز عظمة هذا الدِّين الذي أقام العدل، وبسط الخير ونشر المحبّة بين الناس، فليس التفوق بكثرة الأموال، ولا بالمتع الزائلة ، وإنّما هو بالتقوى وعمل الخير (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ)
الحجرات ايه 13.
ولنستمع ايضا إلى الآيات الكريمة التي أشادت بالعمل الصالح، ورفعت من كيان الصالحين. قال الله تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (فصلت/ 33).
اذن ( القول) وهو احد ادوات التبليغ في الاعلام ولابد ان يقترن بالصلاح وهو ما يسميه الخطاب القرآني القول الحسن .
وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً) (الكهف/ 107).
وعليه يصبح العمل الصالح في كل المجالات الدينية والدنيويه وسيلة الوصول الى الأفضل وهو ما اكد عليه قوله تعالى في ثلاثة مواضع :
(مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل/ 97).
وقال تعالى: (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً)
(النِّساء/ 124).
وقال الله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَعْدَ اللهِ حَقَّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلاً)
(النِّساء/ 122).
مما تقدم يمكن القول إنه لابد من التدريب لانه يستهدف في المقام الاول رفع مستوى اداء العمل بكل انواعه .
والسؤال ماذا لو لم نتدرب
على أعمالنا ؟ – كلٌ في تخصصه – سنظل نعمل بالحد الأدنى من إمكانياتنا، و إنّ المعلومات التي كانت بحوزة المدرس أو الموظف أو العامل قبل الانخراط في العمل تتآكل مع مرور الأيام، فيضيق نطاق المعرفة لديه، ويحتفظ بالحد الأدنى الذي يساعده على أداء مهمته على نحو قاصر أو شبه مقبول، بينما نجد أن تفعيل برامج التدريب – على كافة مستويات العمل – يُشعر المتدرب باكتساب معلومات ومهارات وطرق جديدة لا عهد له بها، وأن بإمكانه أن ينعش معلومات ومعارفَ ذبلت أو توارت من إطاره المرجعي ، والأهم أنه يوصله لدرجة الإتقان والتميز في أداء الأعمال. عملت بقوله تعالى : (وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)
(النمل: من الآية19)
ومن هنا يعتبر تكريس فكرة التدريب يعد ارساء لقاعدة مهمة في ادارة المؤسسات الاعلامية تتعلق بالاتقان في العمل أو مايسمى جودة الاداء وكلاهما يتطلبان الانتظام في دورات تدريبية .
مثل الجيش لا يمكن الاستغناء عن التدريب حتى في وقت السلم فهو ايضا مهم في مجال الإعلام وينقسم التدريب الى تدريب عام يستهدف الاعداد الاولي لتولي وظيفة اعلامية ما لكن من المهم ان تضاف مهارات اخرى للاعلامي على سبيل المثال المذيع يحتاج ان يتعلم المونتاج والتحرير والمراسل يحتاج ان يتعلم إتقان قواعد التعليق الصوتي والتصوير .
وهناك التدريب المتخصص اي صقل مهارات التخصص في مجال معين ويتطلب دورات تدريبية متقدمة في مجال محدد مثل كيف تصبح مذيعا محترفا أو متحدثا اعلاميا وفنون ادارة الحوار من خلال الندوات والمناظرات ؟ اضف الى مهارات المراسل والكتابة للوسائط الاعلامية المختلفة سواء كانت مرئية أو مسموعة أو مطبوعة أو اليكترونية والاخيره هي النيوميديا أو الاعلام الجديد أو البديل .