كان “أفلاطون” تلميذآ لسقراط وأستاذآ لأرسطو، وقد اتفق مع أستاذه سقراط في أن الفضيلة هي السلوك الصائب النابع من إدراك عقلي للقيمة الحقيقية للخير. يري أفلاطون في محاورته الكبرى “الجمهورية” إن الرجل الفاضل لابد أن يكون مواطنآ صالحآ، والمواطن الصالح لا يوجد إلا في دولة صالحة، ولهذا فإن من العبث أن نبحث في أخلاق الفرد بمعزل عن دراسة ما هو صالح للجماعة أيضآ، ولهذا كان من الضروري أن تتداخل الأخلاق مع السياسة، وأن تلتحم المسائل الأخلاقية بالقضايا السياسية. وصف أفلاطون في “جمهوريته” الشكل المثالي للحكومة التي يعم فيها الحق والخير والجمال، ومع ذلك كان أفلاطون واقعيآ بالقدر الذي جعله يدرك أن بعض الأشخاص الذين يعتلون السلطة لن يكونوا راغبين دائمآ في تعريض سياساتهم للمناقشة والجدل. هذا الرأي جعل أفلاطون يواجه تهمة إفساد الشباب، وهي التهمة ذاتها التي واجهها من قبله معلمه سقراط. ومع ذلك ظلت كتابات أفلاطون نبراسآ لفكرة الحرية علي مر السنين ومغزاها “إن الوصول إلي الحقيقة يتحقق فقط من خلال المناقشة الحرة واختلاف الآراء” كان الفيلسوف أرسطو تلميذآ لأفلاطون لمدة عشرين عامآ،. أطلق عليه العرب ” المعلم الأول” فهو معلم الإسكندر الأكبر، وأعظم فلاسفة اليونان، وأشدهم أثرآ في الفكر الإنساني طوال العصور الوسطي وحتي مطلع العصر الحديث. كانت نظرة أرسطو للعالم أكثر واقعية من أفلاطون، فقد بقي علي الأرض، ولم يعش في المدينة الفاضلة. ألقي أرسطو علي عاتق الفرد المسئولية في الاختيار الحر، أي أنه ربط بين الحرية والمسئولية، ورأي أن الحرية المسئولة إلي التي تؤدي إلي “المجتمع الصالح” وأن “الغاية لا تبرر الوسيلة” وأن سعادة المجتمع تستوجب أحيانآ تضحيات من الأفراد. هذه الأفكار لاتزال تجد صدي حتي الآن عند بعض الإعلاميين الذين يستشعرون الحس المهني عند أداء رسالتهم الإعلامية في نقل الواقع بأمانة ودقة وكشف مواطن الخلل في المجتمع والقيام بوظيفة التنوير للصالح العام.
وللحديث بقية.