تعتبر اللغة العربية أو ( الآداء اللغوي) وسيلة نقل الافكار عبر وسيط أو Media ويتم إستخدام مفردات اللغة لتوصيل المعنى من أقصر الطرق ومن ثم قد يلجأ بعض صانعي وناقلي الرسالة الاعلامية الى التعامل مع الاخطاء الشائعة كنوع من تسهيل توضيح المعنى على حساب الصحيح المهجور .
ويمثل هذا اشكالية بين خبراء إلاعلام حيث يرى بعضهم ان الخطأ الشائع أفضل من الصحيح المهجور في حين يعارضهم البعض الاخر ويرى ان تعليم الصحيح جزء من رسالة إلاعلام كما ان أستخدام تعبيرات مستقاة من لغات أجنبية امر غير مقبول في رسالة موجهه الى الناطقين بالعربية وهنا يرى قائل ان الاستعانة بتعبيرات من لغات اخرى قد يوضح للمتلقي المعنى المنقول له من ناحية ويضيف لرصيدة المعرفي جديدا من ناحية اخرى .
ولكن هناك رأيا يعتبر ذلك اقحاما للغة أجنبية على حساب مفهوم الرسالة إلاعلامية المنقولة بلغة معينة.
ونقول ان وجود دليل للسياسة التحريرية سيعفي صانع الرسالة من الوقوع في مازق أستخدام الاخطاء الشائعة أو الاضطرار الى أستخدام مفردات غير عربية إلا اذا لم يكن لها مرادفا في اللغة العربية وهو امر نادر الحدوث لأن حتى الكلمات الاعجمية يتم تعريبها وهذا هو الدور المحمود الذي يقوم به مجمع اللغة العريية .
ويمكن القول ان الالتزام بقواعد وقيم المهنة الاعلامية ايا كانت الوظيفة سيتجنب اي اشكاليات في صنع ونقل الرسالة الاعلامية
واذا رجعنا الى القران الكريم نلاحظ ان الأنبياء وصف الله سبحانه وتعالى كل منهم بالنذير حيث يرسل الى قوم ما ويخاطب بلغة هذا القوم
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ الاية (49) سورة الحج
وقوله تعالى على لسان سليمان: ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ الاية (16) سورة النمل
اذن هناك حث على التعلم واكتساب المعرفة حتى تصاغ الرسالة بما يتفق وعقل المتلقي المدرك لاهمية الرسالة
وفي السياق نفسه يقول عز من قائل: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ
الاية (168)، سورة البقرة
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَّكُمْ ۚ وَإِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا الاية (170) سورة النساء
وفي غير ذلك من الآيات؛ التي يكون فيها الخطاب موجها للعموم، على عكس بعض الآيات التي يبتغي فيها القرآن أسلوب التخصيص.
ومن هنا الانتقال في توجيه الخطاب من العام الى الخاص يستند للهدف من منطوق الرسالة الموجهه بالاستعانة بالمفردات الدالة على ذلك كقوله ياايها الناس أو ياايها المؤمنون أو ياايها النبي .. وقد استفدنا من هذا الخطاب في تعدد الصياغات الاعلامية وحسب نوع المتلقي المستهدف .